الخطيئة الأصلية

طارق قديس

الحوار المتمدن-العدد: 5995 - 2018 / 9 / 15 - 04:29
المحور: الادب والفن
    

خطيئتي عظيمهْ
خطيئتي عظيمهْ
خطيئتي عظيمهْ
****************
خطيئتي أني تَعَوَّدْتُ على الهَزيمهْ
أني تَجَرَّعْتُ الأذى ..
و روحَ الانكسارِ بالمَشيمهْ
أني حَمَلْتُ آدَمَ المهزومَ في طَبيعَتي ..
و عِشْتُ قاِنعاً بِضَعْفي ..
فاقِدَ العزيمهْ
****************
خطيئتي أني مُواطِنٌ بَسيطٌ صامتٌ ..
وصَفْحَتي سَليمَهْ
لا فَرْقَ عندي ..
بينَ من يَبْحَثُ في السُلْطَةِ ..
عن مَصْلَحَة البِلادِ ..
أو يَبْحَثُ عن غَنيمَهْ
فَلُقَمَةُ العَيْشِ هي التي تَهُمُّني ..
ولا يُهِمُّ ..
إنْ كانتْ دُروبي نَحْوَها أليمَهْ
فما الحياة ُغيرُ لُقْمَةٍ لنا ..
والهَمٌّ كُلُّ الهَمِّ ..
جَنيُ اللُقْمَةِ الكَريمَهْ
****************
إنَّ الحَياةَ عَلَّمَتْني ..
أنَّ مَنْ يَسْرِقُ خَيْرَ أرضِنا ..
أفْعالُهُ عَظيمَهْ
وأنَّ لا معني ..
بأنْ أكونَ شَخْصاً مُسْتَقيماً ..
في زَمانٍ قَلِقٍ ..
خُطوطهُ لَيْسَتْ بِمُسْتَقيمَهْ
****************
خطيئتي أني تَرَبَّيْتُ ..
على أنَّ الِكفاحَ ..
بالسكاكينِ غدا شتيمَهْ
ولم يَعُدْ مَفْهومُهُ ..
حَمْلُ السِلاحِ ..
فَهْوَ ..
مِنْ مُخَلَّفاتِ الحِقَبِ القديمَهْ
وإنَّما الكِفاحُ ..
أنْ تَدْعُوَ للسلامِ من أبادَنا ..
ضَعْفاً ..
لكي تَدْخُلَ في علاقَةٍ حَميمَهْ
وأنَّهُ ..
لا ضَيْرَ أنْ تُهانَ أمَّتي ..
وأنْ تُساقَ طوعاً ..
خَلْفَ أمريكا ..
كما البَهيمَهْ
ولا جُناحَ ..
إنْ أقمْنا مَعَها صَداقَة ..
وأصبَحَتْ أموالُنا ..
في جِيْبِها مُقيمَهْ
****************
خطيئتي ..
أني تَشَبَّعْتُ بأنَّا أمَّةٌ ..
مَغلوبَةٌ ..
تَنْتَظِرُ الرَصاصَةَ الرَحيمَهْ
وأنَّ مُسْتَقْبَلَنا ..
ليسَ لَهُ مُسْتَقْبَلٌ ..
والفَخْرُ بالماضي المَجيدِ ..
لن يُضيفَ اليومَ أيَّ قيمَهْ
****************
خطيئتي ..
ليستْ بأني لم أثُرْ ..
على قناعاتِ الصِبا السقيمَهْ
لم أنتَهِكْ ..
ضَلالَة الموروثِ في عقلي ..
و لم أقْمَعْ ..
هَوانَ النَفْسِ بالشَكيمَهْ
خطيئتي ..
ليستْ بأني لم أراجِعْ مَوْقِفي ..
وإنَّما أني بصَمْتي المُرِّ ..
قد شارَكْتُ في الجريمَهْ

#طارق_قديس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات