الرواية العربية التي نحتاج

أيمن مشانة

الحوار المتمدن-العدد: 5995 - 2018 / 9 / 15 - 03:44
المحور: الادب والفن
    

أعتقد أن أبرز ما ينقص المنتوج الأدبي العربي في السنوات الأخيرة هو السير على خطى أمثال هذه الأقلام التي قلبت مفاهيم الأدب الحديث متحدية بذلك الطابع الأجنبي الذي يفرض بمنطق العولمة أنساقه وميثاته على الأدب كما فعل في السياسة وغيرها..إلا أن الساحة العربية رغم إكراهات الغالب ِ- التي يمارسها على المغلوب - مارست تمرّدا على تلك الأنماط المفروضةِ ( اعتبار أن الرواية لا تصلح إلى في المدن)؛ لنجد الكوني كأبرز هذه الأقلام المتمردة ( من أمثال عبد الرحمان المنيف، أحمد إبراهيم، ميرال الطحاوي..) متخذاً الصحراء باعتبارها فضاء يغري بالتشخيص والتخييل وعالماً جذابا حافلاً بالرمز والأساطير.
الكوني أنموذجاً:
إذا أمكن أن نعتبر إبراهيم الكوني صاحبَ الريادة في اللون العجائبي في الرواية المكتوبة باللغة العربية، فإن مكامن الإبداع في قلم الروائي التارقيّ - الطارقي- لا تتوقف عندها، فالكتابة الروائية عند الكوني ضربٌ من السردية الفاعلة كذلك، و التي تنطلق نحو المدى المخفي، حيثُ المكان الأسطوري، إنها تعمل على بعثِ رموز الطوارق داخل فضاء تخيّليٍّ يستمدُ من الصحراء أسرار الغموض.

إن تجاوُز عدد منجزات الكوني الروائية عتبة الستين عملاً دالٌ على مخزونٍ حِكائيٍ لا ينفد بسهولة؛ يستطلعُ أخبار الصحراء الكبرى، يحترفُ المشي على خُطى شهرا زاد وبمتهنُ حرفة السرد الألف ليلي.

أدى المخزون الإبداعي للكوني إلى أن يتبدّى ذلك في كثافة الوصف الذي يأخذ صيغة السرد في رواياته، والذي يركز على وصف المكان والمعالم السياحية للصحراء مما يجعل النص مشحوناً بالجمال الطبيعي من وجهة نظر الرائي المنبهر بذلك الجمال.
كما يتميز عمل الكوني الروائي بقيامه على عدد من العناصر المحددة على عالم الصحراء بما فيه من ندرة وامتداد وقسوة وانفتاح على جوهر الكون والوجود وعلاقةُ الصحراويِّ بها إذْ تأخذ الصحراء بكونها مكاناً مفتوحاً وشاسعاً دور المسرح الوجودي الذي يتمرسُ عليه أبطال روايات الكوني ويخبرون الحياة ومآزق الوجود الإنساني.
----
مراجع : الصحراء والأسطورة عند إبراهيم الكوني د.مليكة سعدي.
أساليب الحكي عند إبراهيم الكوني د.نسيمة علوي.
أفول المعنى في الرواية العربية الجديدة. صالح فخري.

#أيمن_مشانة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات