عماد عبد اللطيف سالم
الحوار المتمدن-العدد: 5993 - 2018 / 9 / 13 - 22:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من يَجْرؤُ على اقتراح الخلاص ؟
نحنُ عالقونَ في اقتصادٍ بلا أفق .. تسودُ فيه مظاهرُ التعطيلِ و البطالةِ ، وتبديدُ المواردِ ، و غيابُ الرؤى ، والحلولُ العقيمةُ ، وسُلُطاتُ الفساد.
نحنُ عالقونَ في مُجتَمَعٍ مٌنقَسِم .. تُهيمنُ عليهِ العصبيّاتُ والرثاثةُ ، وتشظّي الهويّات.
نحنُ عالقونَ في دولةٍ هشّة .. ينخرها الضعفُ ، وتسودها الفوضى ، وفقدان الأمنِ ، وانفلاتِ الزِمام.
نحنُ عالِقون في صراعٍ لا ينتهي ، ونزاعٍ لا ينفد .. مع انفسنا ، ومع الآخرين .
نزاعٌ في الماضي ، وصراعٌ في الحاضر ، وحربٌ للكلّ مع الكُلِّ .. فوقَ المزابلِ ، وعلى الأطلالِ .. و إلى تخومِ الخراب.
نحنُ عالقونَ في مُستنقعٍ لا يُمكنُ الخلاصُ منهُ ، إلاّ بردمه.
مُستنقعٌ آسنٌ باتَ مرتعاً للخوفِ والموتِ ، يُخيِّمُ عليهِ ليلٌ لا ينتهي ، وظلامٌ ليس لهُ آخر.
مستنقعٌ يُشْهِرُ فيهِ البعوضُ البنادقَ في وجوهنا الميّتة ، ويُطلِقُ علينا رصاصَ الملاريا ، ويتحالَفُ مع الذبابِ على قهرنا ، بالتيفودِ والكوليرا والعَمى ، وانسداد الشرايين.
نحنُ عالقونَ في أرضٍ يُحاصرنا فيها الملحُ ، و يخنقنا الرملُ ، و "تتشيّخُ" فيهِ الضفادعُ علينا ، وتبولُ علينا الخنازير.
ليتجَرّاَ أحدنا .. أحدُكُم .. على اقتراح الخلاص .
تُرى .. من سيتبعَهُ ، و يشُدُّ أزرَهُ ، و يُقَوّي عزيمتهِ .. ولو إلى حين ؟
لا أحد .
ستتركونَهُ لوحدهِ .. وستأكلونَهُ حيّاً .. و سيُمَزّقُهُ الآخرون .. بينما أنتُم ، تتفرّجونَ عليه.
تُرى من يجرؤُ هُنا .. في بلادٍ كهذه .. على اقتراح الخلاص ؟
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟