|
[النظرية..ألأخيرة]
ماجد أمين
الحوار المتمدن-العدد: 5993 - 2018 / 9 / 13 - 22:31
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
[النظرية ..الأخيرة] #ماجد_أمين_العراقي الجزء الاول....
((ساتناول في عدة مقالات ..عن الحتمية الوجودية ..نوعية القيم لحضارية ...السالفة والحالية ..وسأبدا بشكل تدريجي ..بسرد فلسفي .. اسس القيم الحضارية .. وقد اخترت عنوان "النظرية الاخيرة "كنظرية خاتمة لوجودنا رغم انها نظرية موحودة وقد طرحت منذ قرنين من الزمن ولكني ساتركها واجعل من يقرأ هذه السلسلة ان يحاول بحدسه معرفتها مبكرا ...عموما ...قد اكون صائبا او اجانب الصواب لكني فلسفيا اتوقع ان تكون هذه النظرية ..هي من ستكون متجسدة كسلوك وتطبيق وانا اقوم ببناء رؤيتي هذه وفقا لمبدأ..."الحتمية الوجودية " قد لايلتفت الناس لنبوءة معينة ..وقد يحملها البعض محمل الهزو.. وقد يسجلها البعض في ذاكرته او بين سطور مذكراته..لكن الطبيعة تحفظ كل شيء ...كل شيء حتى خطواتنا وهمساتنا وربما كل مانفكر به جهرا او سرا ... هناك عدة نظريات وجودية .. تغير مجرى السلوك البشري وربما تؤثر على طبيعة الوجود برمته . تعد هذه النظريات ..جزء مهم من حركة ودبناميكية الوجود ..ولكن تبرز اهميتها من خلال وضعها في واقع التطبيق .. والزمان والمكان...المناسبين وتوفر ادوات التطبيق واذ يعد العامل الانساني والبشري احد اهم تلك الادوات ..لنيل نحاح قطف ثمار تلك النظرية او قد توئد ولن ترى النور ..او ان زمان ومكان تطبيقها ليسا مناسبين او سابقين لاوان العمل بجزئياتها ... تنقسم تلك النظريات زمنيا ..:- **//نظريات ذات امد قصير يترواح مابين عقد الى عقدين من الزمان وهي نظريات تعد تكتيكية لمعالجة مشاكل آنية وضمن جغرافيا محددة .. او جغرافيات متفرقة .. وهي نظريات سياسية او اقتصادية او اجتماعية .. **///نظريات متوسطة الامد ..تتراواح زمانيا مابين عددة عقود الى قرن او اكثر ... وهذه قد تحتوي على ايديولوجيا قد تكون ذات بنيوية قيمية جديدة وقد تطيح بقيم سالفة ..تعيق تطبيق تلك النظرية ..وتكون ذات ابعاد اجتماعية او اقتصادية تعتمد على عقيدة ما ..وربما تؤدي الى انتاج بعد حضاري يتطلب تغييرا جذريا في وسائل التفكير والسلوك .. **////النظريات الكونية ..وهي التي تعتمد ايديولوجيا عقائدية شاملة ..مثل الاديان والنظريات التي تعتمد تغيرا شاملا وهاما ..ووجوديا ...وتتكون هذه النظريات غالبا من جملة شرائع وافكار مركبة تعتمد كافة العوامل المحركة والسلوكية للامم ومن اهمها النظريات العقائدية كالاديان .والنظريات التي تحدث تغييرات بنيوية كبيرة كالنظرية الراسمالية . او النظرية الماركسية ..او اية نظرية اخرى تهدف الى تحقيق غايات معقدة ..وغالبا ماتكون ذات بناء قيمي حضاري او ايديولوجيا مضادة لحضارة ما ..في اطار صراع الحضارات .. من المعلوم ان طبيعة الوجود بنيت على اساس الصراع العنيف ..وهو اهم مبدا للتطور والتكيف والانتخاب ..فهذه المباديء آنفة الذكر لايمكن ان توجد او تكون او تستمر..واقصد (منظومة التطور والتكيف والانتخاب)..لولا عامل الصراع العنيف ..لأن من يبقى ويستمر بغض النظر عن الوسيلة حسنة كانت او سيئة ..شريفة او انتهازية .. صادقة او مخادعة .. هو يبقى ويستمر بالسلوك الطفيلي ومن ثم يعدل مسارات السلوك لاحقا بعد اكتساب عناصر البقاء ..سواء خيرا ام شرا ..سلوكا ايثاريا ام براغماتيا ..ملائكيا ام شيطانيا غيريا ..ام انانيا .. لذلك كانت قواعد الاشتباك.الحضاري والقيمي كانت قواعد تستلزم ان ابقى انا مقابل ان تفنى انت ..بمعنى اصح ان القيم السالفة لكي تسود يحب ان تشغل جغرافيا واسعة ...وتضحيات بشرية كبيرة ..اذ كانت تعتمد على مبدا رياضي وخوارزمية تناقصية ..اي 2-1=1... كانت اول نظرية كونية ..تمثلت بالامراطوريات سواء من بلاد مابين النهرين ..وانتهاءا بالروم والفرس ..والعرب حين استخدموا الاسلام كنظرية كونية مدعومة من السماء ..لكنها في واقع الامر تمثل نظرية ارضية ..براغماتية اوجدتها حركة التاريخ كنظرية نكوصية استغلت انهيار اكبر حضارتين انذاك وهما حضارة الروم وحضارة بلاد فارس .. هل يمكن تصنيف النظرية العربية الاسلامية كنظرية كونية حضارية ..؟؟ الجواب للاسف كلا فهي تصنف كنظرية نكوصية قامت على اعتاب حضارتين عظيمتين ..ولكنها في اهم قيمها هي قيم نكوصية لان البيئة التي اينعت بها هي بيئة طاردة للتمدن ..فالصحراء لايمكن ان تنتج قيم الحضارة والتمدن على الرغم ان الجغرافيا التي تحيط بها هي مراكز اشعاع قيمي حضاري بيد ان خوارزمية الصراع تفضي لنتيجتين هما بقاء وفناء .. لذلك قانون الصراع الطبيعي هو ليس قانونا رحيما او ناعما ..طالما بني على ادوات قديمة تتطلب ان احد اطراف المعادلة يبقى فيما يزول الاخر ..وغالبا سيكون القانون للمنتصر حتى ولو اتى بوسائل دموية وغير شريفة ...وهنا قد يسأل سائل ...:- لماذا لم تطوع الحضارات السالفة طريقة السلوك بحيث تكون الغاية المتحققة بادوات ووسائل اكثر حكمة واقل تضحيات وقدرات بشرية ومادية ..طالما انها توصف بقيم حضارية ؟؟ الجواب .. ان الغاية وكما ذكرنا تستند لخوارزمية طبيعية وفق مامتوفر انذاك . اذ لم تتح لاسلافنا ادوات تفضي لما نتمناه او نتأمله او نرجوه ..فنحن دائما نرتكب خطئا قياسيا وهو اننا نسقط اخلاقنا وسلوكياتنا على جغرافيا وزمن اسلافنا ..ولكي نقرب القياس الواقعي ..اضرب لكم مثلا ..: ان اخلاقيات الوجود تتطلب الا نتدخل في حرف قوانين الطبيعة بشكل فاضح لاننا سنسبب كارثة طبيعية او نشل القانون الطبيعي .. حين نراقب مشهد افتراس اسد للغزالة ..فاننا نتعاطف مع الغزالة ولا نتعاطف مع الاسد مع العلم ان الاسد اكثر تعرضا للانقراض ..على عكس الغزال ..ولكن فطريا نتعاطف مع الضحية .. هنا لو تدخلنا . وفق عاطفتنا وشعورنا ..سنخرق قانون الطبيعة ..وقد نتسبب بكارثة .. اذن فقياساتنا للحضارات السالفة يجب ان تخضع للقانون الطبيعي .. لذلك لايصح الوصف لما فعله العرب المسلمون بانه انتاج لقيم حضارية ..بالعكس فلولا الغزو العربي الاسلامي ..ربما لتوفر للفكر الانساني ان يختزل عشرة قرون من الصراع اللامجدي .اعتبارا من القرن السابع ..وانتهاءا بالقرن لرابع عشر حيث الخلافة العثمانية .. لامكن بناء اسس نوع اخر من القيم الحضارية ..والتي ولدت في اوربا في اعتاب القرن الخامس عشر والذي سمي بعصر الثورة الصناعية ..وهذا النمط القيمي الحضاري يختلف بالتاكيد عن اسلوب ونمط الحضارات السالفة .. **صحيح ان بداياته استعمارية تشبه الى حد ما ذات الادوات للحضارات السالفة ..الا انه كحتمية قيمية اول ما اطاح بقيم الكنيسة اولا اي ابتدا بالإطاحة بقيم بيئته مما يؤكد ان هذا النمط او السلوك الحضاري يعتمد اسلوبا جديدا وادوات حديثة ..غير تلك الادوات والوسائل البالية .. اقول : لولا عشرة قرون ضائعة بسبب القيم اللاحضارية النكوصية لغزو العرب المسلمين والتتار من بدو اسيا ..والعثمانيين ..بدو تركستان ..لاستطاع الفكر الإنساني التبكير ببناء النمط الجديد للقيم الحضارية .. ***//النمط الحضاري الجديد :-وهو الاسلوب العمودي لانتاج قيم حضارية لاتتطلب جغرافيا . وتبنى وفق خوارزمية جديدة هي اسية1*10^1..2..3......وهكذا تصاعديا بحيث ان الآخرين هم من يأتي لتذوق تلك القيم فهي قيم جاذبة وتستند لوسائل العلم وان التكامل الاقتصادي والاجتماعي والثقافي هو الاساس..وان المعرفة مقياس وتصاعد اسي دون النظر للعرق والجنس والعقيدة ... بينما كانت بنيوية الحضارات السالفة هو التباين والفخر ..وتقديس الانا ..وامتلاك اكبر جغرافيا واخضاع الاخر لعبودية المنتصر ..فالقيم الحضارية السالفة حين تعلي شأن امة ما ..فانها تذل الامم الأخرى وتعطل قدراتها ..مما يحرك مزيدا من ادوات الصراع المتبادل وهكذا يولد القهر وقد تستثمر بعض المجموعات البشرية الغارقة في العنصرية والعرقية والتي تضع الانا في مقدمة غاياتها الفرصة السانحة لتحطيم جميع القيم وزرع وترسيخ قيمها النكوصية ..والتي تصنع من خلالها فترة سوداء وحالكة من ظلام الجهل والانغلاق مما تعد اهم مثبطات الفعل والسلوك الحضاري ... في الجزء التالي سنتحدث عن اهم معوقات السلوك الحضاري ...وسنشير الى من هي النظرية التي ستكون خاتمة للحضارة البشرية ... ====================
#ماجد_أمين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لماذا.. يفشل الشيعة في ادارة الحكم ..؟؟
-
نص//-ملح البصرة-
-
نص//مذكرات.. خروف الشرق
-
صدام الحضارات.....قيم من ستنتصر...؟؟
-
نص//الى وطني -العوراق-
-
الموت...ميزان العدالة
-
نص==/مابعد الموت
-
نص==/نقطة*
-
مفاهيم *الحتمية الوجودية*..ج///3
-
مفاهيم *الحتمية الوجودية*//الجزء الثاني
-
مفاهيم *الحتمية الوجودية*
-
نص//البعير على التل ..!
-
الإسلام والكوميديا ..!
-
المصلح الاسلامي ...منافق ..
-
المنظومة القيمية..والبناء الحضاري..
-
نص//رثاء الاحياء ..
-
قصة نهاية حضارة ..ج//2.!!
-
ألقيم الحضارية.. وطقوسية الاديان
-
قصة نهاية حضارة ...!!
-
نص//نوتي..تائه
المزيد.....
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|