أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - أمرأة بلهاء














المزيد.....

أمرأة بلهاء


جوزفين كوركيس البوتاني

الحوار المتمدن-العدد: 5992 - 2018 / 9 / 12 - 23:51
المحور: الادب والفن
    


نعم أنا بلهاء
والدليل لا شيء يهز بدني. ولا أفهم لغةالشفقة. التي يفهمهاالغالبية. و يتقنونها كل الذين حولي.ولا تثيرني رغبة المشاركات في أي مجموعة.تراني أقف جانباً وحدي. رافضةأن أدس نفسي بين الجموع كأي مندس وفي داخله غاية ما.لا أشارك في المظاهرات ضد أحد ولاأسير في مسيرات سلمية تطالب بتعديل القوانين لأنني على درايةتامة كل القوانين خلقت لتبرر أفعال البعض ولتطبق على الضعفاء فقط.اذن ما فائدة تغييرها.في مجتمع يرفض أصلا أن يتغير.كما أنني أكرهُ الهتافات والأهازيج والشعارات الرنانة. التي أخبرني عنها مرة أحد ما يقيم في الخارج سألته ماذا تعمل ومن أين لك كل هذه الرفاهية.
ردقائلا:
بخث رجل يعرف من أين يؤكل الكتف
من خلال الشعارات فأنا مؤلف للشعارات رغم إن لا أحد يعرف من كاتبها. فأنا أشهر حتى من ماركيز عند حكامي السابقون واللاحقون.
قلت له بتعجب أمرأة بلهاء:
وهل تؤمن بها.
نظر إلي وأبتسم بخبث رجل أنا والطوفان بعدي. ومن يومها كلما أسمع هتافا يتملكني شعور بالغثيان.وأحيانا تجدني أضحك أمام الملأ وكعادتي وأنا واقفة على حدى كمتفرج أجنبي له يد بالحدث يراقب بجدية وغير مبالياً. أو كمصور يفكر بالشهرة قبل أن يفكر حتى بالنتيجة.أضحك لأنني على اليقين التام لا جدوى من كل ما نقوم به.لذا أتجنبها وأنا بكامل قواي الهشة.فأي شيء جماعي يُقززني حتى الصلاة الجماعيةلا أحسها مستجابة.كما أن الندوات التحفيزية وغيرها من هذه الأمور التي عادةيخطط لها من قبل المستفادين سلفا.ولا أذكر أني شاركت يوما فيها.
تراني دائما منفرطة عنهم مثل حبة رمان حين تنفرط واحدة بعيداكأنها تعمدت ذلك. فمنذ طفولتي وأنا حبة رمان منفرطة مرمية على الجانب وأرقب الجموع بفضول بخمول وبحيادٍ.
وكأن كل هذه الأمور لا تعنيني.أرقب الجميع بأستياء. أدقق في الرؤوس المنحنية تك التي تصلي صلاة المطر ولا تصلي بقلب الأوضاع على الرؤوس الخاوية التي لا نعرف من أين جاؤوا بهم إلينا.ماذا نصنع بالمطر أذا كان الوطن أنهرا من الدم.وأرقب الرؤوس المصفوفةإلى جانب بعضها البعض. العيون مشدودة إلى الا الشيءوالأفواه فاغرة. لا أعرف إن هذا كان من التعجب أم أنها من علامات البلاهة.أرقب هؤلاء المنقادون إلى حيث هم أنفسهم لا يعرفون إلى أين.
ومنهم يسر ببطء ومنهم من يقع ومنهم من يدفع الأخر عن عمد أو دون عمد ومنهم من يقف متسمراً في مكانه ومنهم من يصطدم في اللحظة الأخيرة حين يكتشف من خرج ضده يمشي معه مساندا إياه.والبعض يصاب بالهستيريا المؤقتة من جراء ما يكتشفه من التناقضات التي يعجز عن تفسيرها.ومنهم من يداس بأقدام المتحمسين القادمين من بعيد هؤلاء أكثر ما يحيرني تحمسهم المبالغ به علما الأمر لا يعنيهم ولكن قد يكون من صالحهم. الله وأعلم ما هو..وغالبا تحمسهم مشكوك به. أكيد أنا لا أكرههم وكما أني لاأحبهم.دائما هناك فجوة بيني وينهم. لا شيءيحرك جمودي.فأنا ولدت متحجرة القلب هذا ما أثبتته المواقف لي.أشعر كأني غريبة عنهم كأني لست من هذا البلد وكأني لا أفهم لغتهم التي همست به الجدة في ليلة مجيئي إلى الدنيا. ف بصراحة آراهم متشابهون جداً في آراءهم في أفكارهم في طريقة كلامهم في ملبسهم كأنهم أتفقوا على أن يكونوا صورة طبق الأصل أو هناك من يستنسخ هذه الوجوه الحالكة أو المبتسمة.وأقوالهم محفوظة كالنشيد الوطني الكل يعرفه وقلة من يفهم معانيه. هم متشابهون حتى في طريقة حياتهم أي تجد الكل يملك نفس الأثاث نفس الستائر وإن فكروا بالتغيير الكل يغير ولكن نفس الستائر كمثال على التشابه.وبحجة الموضة. الذي يقضي على جمال التنوع بطلقة التقليد الأعمى والذي منه.والغريب من كل هذا. يقولون عني غريبة الأطوار أو شبه بلهاء.والحقيقة هي أني لا أجيد التمثيل مثلهم فكل الأدوار التي يؤدونها لأرضاء الكل أنا لا أتقنهابالمرة.أو بالأحرى أنها لا تناسبني أحسها كثوب فضفاض طويل قد أعلقُ به عند المشي وأسقط على وجهي وتنكسر رقبتي التي كل ما أملك حاليا.وأعرف وجودي بينهم مثل عدمه.وقد يكون رأيهم بي صحيح فأنا كما قلت سلفا لاشيء يهزني أطلاقا كأني فقدت القدرة على التعبير أو لم أكن أملكه أصلا.كما أني فقدت القدرة على الأندماج والأنصهار بالأخرين.كما أني لا أملك الروح الجماعية لأنني اؤمن الأنسان خلق ليكون مختلفا لا صورة طبق الأصل والا ما فائدةجمال التنوع الذي خلقه الله.وكما أنني لست بارعة بمحبة الأنضمام إلى الأخرين. صحيح الكل يحاول اقناعي أن حبهم للتجديد يدفعهم إلى الأمام..
وعجبي منهم هل فهموا القديم. كي يعجبوا بالجديد.ليتني كنت مثلهم.ليتني لم أقف كمتفرجة
قادمة من بعيد. ترقب بأسى تراقب الأحداث عن كثب وغير مقتنعة بكل الذي يجري.أتعبها الضجر قبل أن تنتهي هذه الفصول الساخرة.وأنا بقمة ندمي على ماأنا أعليه أكتشفتُ.أنني بلهاء كيف.لا أعرف أنها بلاهة غريبة من نوعها. أمرأة بلهاء لا تجيد التعصب ولا تنحاز إلى أي جهة معينة لا تتمنى لا تحلم. كل ما هنالك أمرأة بلهاءغضبة محايدة تتابع الأحداث السياسية والأجتماعية والعاطفية والجنسيةوألخ ألخ....ببلاهة
وبصمت.متمنية بقرارة نفسي الضائعة بين قمامة النزاهة التي تتدخل بكل شيء من باب أحذر أنا هنا.لو أن أحد من هؤلاء المتشابهون ينفرط ك حبة رمان ويقف بجانبي وينظم إلي مشاركا أياي تقززي وضجري مسانداً كصديق ودود ويضغط على يدي الباردة ليحسسني انه معي ويهمس بأذناي برقة لقد قررت أن أنفرطُ بعيداً.
بعيداً عن الجموع وقريبا منك..




#جوزفين_كوركيس_البوتاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لساني حصاني
- المتباهي
- حوار الأديان ...
- أمي العزيزة....
- زوربا الأشوري ..
- رحلة موفقة
- بعد إنتظار طويل ... عاد غودو
- عامود البيت
- أهرب
- جِئتكَ
- الميسوفونيا
- حبل أمي
- إنتبه!
- هدية من بلاد ما بين الجرحين
- الوقت
- مات فيدل كاسترو
- خذي الصدق من فم امرأة يا امرأة
- ع الضيعة يمة ع الضيعة
- كنت صغيرة
- يوميات أرملة مملة


المزيد.....




- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - أمرأة بلهاء