أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى حقي - كسوف الشمس أم كسوف العقل والحريات














المزيد.....

كسوف الشمس أم كسوف العقل والحريات


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 1507 - 2006 / 4 / 1 - 12:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شغلت ظاهرة كسوف الشمس الطبيعية العالم بعلمائه ومفكريه وحتى الجهلاء من الناس كل وفق تفكيره وايديولوجيته وفهمه للظاهرة ، ووجدت وسائل الإعلام سوقاً رائجاً المرئية منها خاصة والمسموعة نسبياً ، بينما شغلت صحائف كثيرة من الوسائل المقروءة عن هذه الظاهرة ، مع أن هذه الظاهرة لن تستمر من بدايتها وحتى نهايتها الساعتين ، ثم يعود كل شيء إلى طبيعته ، ولكن كسوف الحريات يستمر في ظل الحكومات الكاسفة وبإصرار ، وتخطط في أوليات برامجها الإصلاحية لأنظمتها الاستبدادية بالوقاية أولاً أي أن تحصن الشعب المقموع الحرية من أشرار وجراثيم الانفتاح ثم الاصلاح الاقتصادي أي حتى يحصل على رغيف خبزه دون أن يصطف بالدور أمام ( كولبات) الأفران ، وأن يعمل كل أفراد الأسرة أعمالاً مجهدة حتى يتمكوا من الحصول على الحد الأدنى من المعيشة وفي آخر سطر للأصلاح تلمح الحكومات الكاسفة إلى كلمة الحرية بين قوسين وإشارة استفهام وتعجب والذي لن يتجاوز قوسيه مع أن الكسوف الطبيعي يتجاوزه بدقائق أما الكسوف الاستبدادي قد يستمر أجيالاً وقروناً
وان من أشد مخاطر الكسوف هو كسوف العقل لدى الإنسان والجمود الفكري الذي يرافقه وقد كان المساهم والصانع الأول لهذا الكسوف هي الهيمنات الدينية التي استطاعت زج رعاياها في
حومة ايديولوجيا ت غيبية في حقبة من الزمن المنصرم مستفيدة من جو الجهل العام ..
ولما كان العقل متحركاً ومفكراً وقابلاً للنمو والابتكار وسيأتي اليوم يكشف هذا العقل زيف تعاليم الكهنوت ، والذين لم يغب عن بالهم ظاهرة النمو الفكري الحتمية والخطر المحدق بهم نتيجة ثورة الفكر .. وعليه اجتهد سدنة الأديان إلى وضع ضوابط تشريعية دينية تحرّم الإنسان من التفكير إلى درجة تكفيره وحرقه وقتله في حال خرقه نواميس الدين وإفلات عقال العقل والتفكير .. وهذا ماحدث وبدءاً من القرن الثالث الهجري حيث تم محاصرة العقل وحجره وتجريده من ميزة التفكير وإبقائه في خانة النقل ، النقل الأعمى الببغاوي ، وبذلك حرم من وسائل التفكير الإنسانيه العلميه في الفلسفة والمنطق وقالوا من تمنطق فقد تزندق مع أن المفكرين لم يكونوا إلا مع أخلاقيات الأديان الأساسية الداعية للخير ونبذ الشر وتعايش الآنسان مع أخيه الإنسان ، انما أفكار المتنورين كانت تبحث في مستندات ومؤيدات الزعامة الدينية وظاهرة التقديس ووضع الناس تحت الوصاية البشرية تحت ظلال الدين حيث يملك الزعماء الدينيين كل شيء في الدنيا والآخرة ويحكمون الناس وفق هواهم ولا سلطان عليهم ولذلك كانوا يستغلون حتى تلك الظواهر الطبيعية لترسيخ زعامتهم ويعلنون أن ظاهرة كسوف الشمس وخسوف القمر علامة غضب من الله لاستشراء الفساد على الأرض والبعد عن الدين والإيمان وانها ظاهرة عقابية وهذا ماحدث في مرصد استانبول
عام 1585 ميلادي استطاع العالم المسلم تقي الدين الراصد ، الرائد في علم الفلك وعلم الهندسة الميكانيكية أن ينتهي من بناء مرصد استانبول وأن يجهزه بالآلات الفلكية التي عرفتها من قبل مراصد بغداد والقاهرة وسمرقند ومراغة .. وآلات فلكية جديدة ابتكرها تقي الدين .. وبدأ مع العلماء في رصد المشاهدات الفلكية الكاملة ، وفي أواخر ذلك العام ظهر شهب مذنب في سماء استانبول ، فقدم تقي الدين للسلطان تفسيراً لهذه الظاهرة وأخبره ( كمنجم) بأنه سينتصر على الصفويين ..وانتصر الجيش العثماني ، ولكنه مني ببعض الخسائر ، وحدث أن شاع في البلاد التركية مرض الطاعون وتوفيت بعض الشخصيات المهمة في الدولة العثمانية في فترة قصيرة ، وهزم الجيش العثماني أمام اسوار فيينا ، فخلق ذلك جواً سلبياً نحو المرصد ، وغذى لدى الرأي العام وبين الفقهاء والمتصوفة ميولاً متعصبةً ، وانتهز هذه الفرصة شيخ الإسلام العثماني
(قاضي زاده) هو وجماعته ، وراحوا يذكون الحملة المعادية للمرصد .. وفوجيء تقي الدين وهم منهمكون في مشاهداتهم الفلكية ليلاً ، بالجند الإنكشارية ، يقتحمون عليهم مرصدهم ، ويبدأون في هدمه وتدمير آلاته .......( لأنهم يتجسسون على السماء..؟!) ولم يكن المرصد قد أتمّ من عمره بعد اربع سنوات *
وكسوف شمس أم كسوف عقل أم كسوف للحريات ....



#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرواية عالم واسع والروائي يتناول ركناً حياً من واقع اجتماعي ...
- أيتها النساء عليكن النضال ضد النساء
- هذا لم يحدث في سوربة ..؟
- لن ينالوا من أفكارك النبيلة ..؟
- رسالة إلى الأخ السيد حسن آل مهدي
- لما كانت المرأة نصف المجتمع ، فمن يمثل هذا النصف سياسياً وتش ...
- التسونامي
- الحضارة والديموقراطية
- قيود الابداع والرمز ...؟
- الثقافة والمثقف بين الجانبين المادي والروحي


المزيد.....




- رقصت بالعكاز.. تفاعل مع إصرار هبة الدري على مواصلة عرض مسرحي ...
- هل باتت فرنسا والجزائر على الطريق الصحيح لاستعادة دفء العلاق ...
- الجزائر تعلن إسقاط طائرة درون عسكرية اخترقت مجالها الجوي من ...
- من الواتساب إلى أرض الواقع.. مشاجرة بين المسؤولين العراقيين ...
- قفزة بين ناطحتي سحاب تحول ناج من زلزال تايلاند إلى بطل
- قراءة في تشكيلة الحكومة السورية الانتقالية : تحديات سياسية ...
- قناة i24 الإسرائيلية: ترامب يعتزم لقاء الشرع خلال زيارته للس ...
- إعلام أمريكي: دميترييف وويتكوف يلتقيان في البيت الأبيض
- الخارجية الألمانية تعلن إجلاء 19 مواطنا ألمانيا مع عائلاتهم ...
- الولايات المتحدة توسع قوائم عقوباتها ضد روسيا


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى حقي - كسوف الشمس أم كسوف العقل والحريات