أميركا : بين البربرية والحضارة!

خلف الناصر
(Khalaf Anasser)

الحوار المتمدن-العدد: 5989 - 2018 / 9 / 9 - 16:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

 (( إن مشكلة أميركا، أنها البلد الوحيد في التاريخ الذي اندفع من البربرية إلى
الانحلال، دون أن يمر بمرحلة الحضارة!!))
(برنارد شو)

****
قد يثير قول "برنارد شو" هذا عند البعض توعاً من الالتباس والتساؤلات المحيرة مثل:
إذا كانت أميركا مع كل هذا التقدم الهائل الذي يضعها على قمة العالم، ولم تمر بمرحلة الحضارة بعد .. كيف هذا؟؟!!
فما هي الحضارة إذاً ؟

الحضارة ببساطة هي : جملة القيم الإنسانية التي تتعامل بها المجتمعات الإنسانية، وتلك التي يتعامل بها مجتمع من المجتمعات مع نفسه ومع المجتمعات الإنسانية الأخرى!
أي أن الحضارة هي: الجانب المعنوي والقيمي والإنساني من التطور العام للمجتمعات البشرية!

أما تطور المجتمعات الإنسانية في جوانب الحياه المادية فتسمى: بــ " الــــمــــدنـــــيــــة " .
أي أن التطور العام للمجتمعات البشرية يتكون من فرعين:
فرع روحي قيمي معنوي اعتباري يسمى : " حـــــضــــــارة! "
وفرع مادي بحت يسمى : بــ " الــــمـــــدنـــــيـــــة! " ويمكن أن نضع تحت هذا العنوان جميع العلوم والاختراعات والصناعات والتكنولوجيات والمنجزات المادية التي أخترعها العقل البشري!
و على هذا :
يمكن لمجتمع من المجتمعات أن يتطور في احد الفرعيين، ويتخلف في الفرع الآخر .
وما قصده " برنارد شو " في قوله أعلاه هو هذا بالضبط !
***
بمعنى أن أميركا :
صحيح أنها متطورة جداً فقد تطورت تطوراً مادياً هائلاً، وقد مكنها تطورها هذا من التربع على عرش العالم كله، في جميع الفروع المادية! ..لكنها مع هذا وكل هذا بقيت بلداً متخلفة، ومتخلفة جداً: روحياً وقيمياً وإنسانياً ،أي، حضارياً!

وهذا ما أثبته تاريخها الدموي الطويل وسلوكها البربري المشين.. مع :
ــ الهنود الحمر أصحاب الأرض وسكان أميركا الأصليين!
ــ ومع زنوجها السود الذين استعبدتهم كرقيق!
ــ ومع فيتنام وكمبوديا وكوريا وجميع شعوب جنوب شرقي آسيا!
ــ ومع كوبا ونيكاراغوا وشعوب أميركا الجنوبية قاطبه!
ــ ومع العراق وفلسطين وسوريه وجميع العرب سابقاً وحالياً، وبما حتى مستقبلاً!
ــ كما أن أميركا كانت هي البلد الأول ـ وربما ستبقى البلد الوحيد ـ الذي استخدم "السلاح النووي" ضد شعب آخر ـ ضد اليابان ـ في التاريخ البشري!
ــ كما أنها كانت أول أو ثاني بلد استخدم الغازات السامه والأسلحة الكيميائية في فيتنام وكوريا!
ــ وكذلك كانت هي أول بلد استخدم " اليورانيوم المنضب والفسفور الأبيض " ضد شعب العراق!
ــ وهي ثاني بلد بعد أمها العجوز (بريطانيا) التي شملت بعدواناتها شعوب الأرض جميعها، وأركان الأرض الأربعة، حتى أنها قامت بعدوان ـ مجهول لأكثرية الناس ـ كبير على الشقيقة لـــيـــبــــيــــا قبل مائتي عام بالتمام والكمال!

فأميركا صاحبه كل هذا السجل الأسود في تاريخ الإنسان وحقوق الإنسان، هي التي تداعي اليوم بحقوق الإنسان وتحاسب الدول الأخرى على هذه الحقوق الإنسانية، وتفرض عليها عقوبات صارمه!!!!

وأميركا هذه صاحبه هذا السجل الشديد السواد هي التي تنذر الشقيقة سوريه "بالويل والثبور وعظائم الأمور" وبضربه عسكريه قاضيه ـ لأن الوحي قال لها ـ أن سوريه والجيش العربي السوري، سيستخدمان "السلاح الكيمياوي" ضد الإرهابيين في إدلـــــب!!
ولهذا فإن أميركا تستعد الآن لدورة جديدة من العدوان الشامل على الشقيقة سورية ـ بحجه الكيمياوي الذي ستستخدمه في إدلب ـ لتكمل به سلسله عدواناتها الإجرامية المستمرة على الأمة العربية، من ليبيا قبل قرنين كاملين من الزمان، إلى غزو العراق إلى فلسطين إلى الصومال........الخ
لتثبت بكل هذا.. وللمرة المليون :
أنها بلد متطور تطوراً هائلاً في كل الفروع المادية!
لكنها تثبت أيضاً وفي الوقت نفسه، بأنها بلد متخلف تخلفاً روحياً وقيمياً وإنسانياً ـ أي-حضارياً ـ مروعاًّ!.
وتثبت أيضاً بأن سلوكها البربري هذا، هو الذي أثبت بأنها :
 (( البلد الوحيد في التاريخ الذي اندفع من البربرية إلى الانحلال.. دون أن يمر بمرحلة الحضارة ))
كما وصفها "برنارد شو" صادقاً!!

[email protected]

#خلف_الناصر (هاشتاغ)       Khalaf_Anasser#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات