استمرار الثورة السورية أولاً

محيي الدين محروس

الحوار المتمدن-العدد: 5989 - 2018 / 9 / 9 - 01:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

من الضروري والأهمية وضع سلم الأولويات في النضال التحرري. وخاصةً في ظل الأوضاع المأساوية التي يعيشها شعبنا السوري. ويدور النقاش اليوم حول أولوية النضال ضد الاحتلالات الأجنبية، أم متابعة مسيرة الثورة السياسية السلمية؟

من المعروف وفي الحالات الطبيعية، عندما يتعرض الوطن للاحتلال، تكون الأولوية، دون نقاش هي للتصدي لقوى الاحتلال الأجنبي.
وهذا ما جرى عندما كانت سوريا تحت الانتداب الفرنسي، فوقفت كل القوى الوطنية وأحزابها، ومن كل القوميات والإنتماءات، وقفة الرجل الواحد ضد الانتداب، ومن أجل نيل الاستقلال.

اليوم يأتي „ التواجد“ الروسي والإيراني بناءً على طلب „ الحكومة السورية „، التي لا نعترف بشرعيتها، ونعتبر هذا „ التواجد „ احتلالاً. كما يأتي „ التواجد „ الأمريكي والروسي، بناءً على موافقات بعض السوريين! وأيضاً هو احتلال للأراضي السورية،
كنتيجة لاستمرارية وتعنت النظام في رفض الحل السياسي، الذي أقره مجلس الأمن، خاصةً القرار 2254.

بكلمات أخرى النظام الأسدي، هو السبب المباش وغير المباشر لهذه الاحتلالات ( التدخلات ) الأجنبية، وبزواله تزول الأسباب الداعية لها.
من هنا، تأتي أولوية استمرار الثورة السياسية السلمية، من أجل تنفيذ قرارات مجلس الأمن، وإقامة هيئة حكم انتقالية، بصلاحيات تنفيذية كاملة. وهذا يعني بحد ذاته، إنهاء أسباب تواجد هذه الاحتلالات ( التدخلات ) على الأراضي السورية.

من الجهة المقابلة، مجرد استمرار النظام الأسدي, يعني استمرار الاحتلالات، ورفع شعارات الأولوية للخلاص منها، هو من باب الأحلام السياسية الجميلة، ولكنها بعيدة كل البعد عن الواقعية السياسية.
وهو نقلة نوعية لتحويل نقطة الثقل من استمرارية الثورة، إلى هدف لا يمكن تحقيقه، طالما النظام مستمر في حكمه ( لأن التواجد بطلبٍ منه).
معالجة المرض تبدأ من معرفة أسبابه، وبإزالتها يتم التخلص منه.
أسباب كل المصائب التي حلت بشعبنا، بما فيها استقدام القوات الأجنبية، يتحمل مسؤوليتها النظام بشكل مباشر أو غير مباشر!
وبإزالة السبب، أي الانتهاء من هذا النظام، تنتتهي الاحتلالات.
إن تغيير المعادلة، مهما كان جميل المظهر، فهو يُعرقل موضوعياً مسيرة متابعة النضال الثوري، الذي يهدف:
لإقامة نظام وطني يحقق الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية،
ويحقق خروج كافة القوات والفصائل الأجنبية المسلحة عن الأراضي السورية.

#محيي_الدين_محروس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات