أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر حسين سويري - لَسنا مثلَكُم فتأملوا














المزيد.....

لَسنا مثلَكُم فتأملوا


حيدر حسين سويري

الحوار المتمدن-العدد: 5988 - 2018 / 9 / 8 - 15:31
المحور: الادب والفن
    


يُحكى أنّ الأديب المصري نجيب محفوظ جمعته علاقات طيبة مع العديد من كبار الأدباء مثل الأديب الكبير توفيق الحكيم، الذي إلتقاه لأول مرة بناءً على طلب الأخير شخصيًا، فقد سمع الحكيم عنه ولم يره.
وفي إحدى المقاهي بوسط البلد، جلس محفوظ مع أستاذه الحكيم وطلبا فنجانين من القهوة، وإبتدر الحكيم الحديث بقوله الساخر: «شوف بقى، هاتقولي أنا اللي هادفع الحساب وهاقولك لأ أنا اللي هادفعه، خلى كل واحد فينا يدفع حسابه أحسن علشان ما نتخانقش!». بتلك البساطة والروح المرحة توطدت علاقة أديب نوبل بالحكيم، وأعقبت الجلسة جلسات ثقافية كثيرة، حتى كانت وفاة الأستاذ عام 1987، وبعدها بعام حصل محفوظ على جائزة نوبل للآداب، عندها قررت إدارة جريدة «الأهرام» منح مكتب الحكيم لنجيب محفوظ؛ فهو لم يكُ لديه مكتبًا مستقلًا بعد، وفي نفس الوقت كان مكتب الحكيم مغلقًا بعد وفاته مباشرةً .
وافق محفوظ على استخدام مكتب أستاذه، لكنه لم يجلس قط على مكتبه، بل كان يجلس على نفس الأريكة التي إعتاد الجلوس عليها حين كان يأتي لزيارة الحكيم، ولم يتراجع عن قراره ولو لمرة واحدة طوال حياته.
عالم الكُتّاب والإدباء عالمٌ من نوعٍ خاص، هو عالم الحب، عالم الجمال، عالم التسامح، عالم تَقبل الرأي والرأي الآخر، عالم يصنع الحياة، عالم يخلق الأمل، ويُخرجُ الناس من الظلمات إلى النور، وقد يكون العكس في فتراتٍ معينة، لكنهُ يَحدثُ دون قصدٍ أو دراية، وهو على عكس عالم السياسة، عالمٌ قذرٌ، مملوءٌ بالأكاذيبِ والأراجيف والخزعبلات، عالم الغدرِ والخيانة، عالمٌ يتكلم عن نفسهِ بقولهِ (فن الممكن)! يحيون حياة الثعالبِ في ضعفهم، وحياة الوحوش حين قوتهم، سمتهم النفاق، ودينهم الشقاق(فرق تسد)، وكما قلنا في عالم الكتاب والإدباء، فهنا قد يحصل العكس، لكنهُ نادرٌ جداً.
رأينا كيف رفض محفوظ الجلوس على كُرسي الحكيم، لكن ماذا صنع الساسة؟ يخلع أحدهم الآخر ليجلس مكانه! ويغتال بعضهم البعض، ويحيك المؤامرات، وينصب الفخاخ، ويتحين الفرص، ليسقط الآخر ولو إفترى عليهِ زوراً وبُهتانا، كما يحصل عندنا اليوم مع قضية تشكيل الكتلة الأكبر!
بقي شئ...
إن ما يحصل عندنا في العراق اليوم هو صراع الكراسي، وتقاسم الأرباح، وليس صراع مصلحة الشعب، فالشعب أول الغنائم، ولا أدري ماذا سيصنع الشعب؟ وكيف سيتخلصُ من هؤلاء؟
.................................................................................................
حيدر حسين سويري
كاتب وأديب وإعلامي
عضو المركز العراقي لحرية الإعلام
البريد الألكتروني:[email protected]



#حيدر_حسين_سويري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دبابيس من حبر23
- دبابيس من حبر22
- ورطة السياسة العراقية مع لعبة المحاور الإقليمية والدولية
- ملابسات حادثة مقتل شاب -الهوير- في البصرة
- حزب الدعوة يشعر بالخطر!
- -وعلى الباغي تدور الدوائر- هل سيتحقق حُلمُ الكورد!
- كُشك أبو زينب أول ضحايا إرهاب أمانة بغداد!
- العُقولُ المُتَحَجِرَةِ ، ماذا نَصْنَعُ مَعَها؟!
- مثل أم البزازين!
- عندما يزكَط الزمان
- الشعب يعيش حالة الشغب
- إختفاء ثقافة الإستئذان، لماذا؟!
- مِنْ وإلى! أين الحل؟
- إنتفاضة الجنوب والحقوق المسلوبة
- عوالم خفية: حوار الصحافة والفساد
- تظاهرات الجنوب إلى أين؟!
- النزاعات العشائرية في الجنوب: ما أسبابها؟ ومَنْ يقف وراءها؟
- كأس العالم والإنتخابات العراقية البرلمانية
- إرفع قناعك
- لِعِبُورِ القَنَاةِ حِكايةٌ وألفُ حِكَاية(الحكاية الرابعة) ب ...


المزيد.....




- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حيدر حسين سويري - لَسنا مثلَكُم فتأملوا