جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 5987 - 2018 / 9 / 7 - 22:37
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
قال لي بانه يشكو من مرض الفرص الضائعة Illness of Lost Opportunities و عندما استفسرت عما يقصد: قال تتوفر لكل انسان فرص ثمينة في الحياة و لكنك اذا استغنيت عنها لا لانك لا تريدها بل لانك لا تستطيع انتهازها - تحاول ان تختفي عن الانظار و الانتباه رغم انك تريد دائما ان تترك انطباعا جيدا عند الاخرين - المرض هو مرض التركيز سواء كان تركيزا داخليا (على النفس) او خارجيا (على الاخر) - انت في سجن و دائرة شريرة بين الدوامتين - لا تستطيع ان تنسى نفسك و تنسى الاخر و تكسر الحلقة.
و لكن و بسبب كل هذا التركيز فانك لا تستطيع ان تميز بين الحياديات و الايجابيات و السلبيات لانك اصبحت سلبيا في كل شيء - قلقا تتلعثم ترجف تخاف تعتقد بان سمعتك تلطخت. هذه العقلية القسرية قلما تأتي دون ان تقوي وتحرك امراضا اخرى comorbid لتشللك و تحول حياتك الاجتماعية الى الجحيم.
قلت انت اذن تخاف من التقييمات - من عيون البشر لذا تفضل الكذب على فقدان سمعتك. قال فعلا و لكني لا افهم لماذا؟ هل بسبب عزلتي؟ او لربما لان والدتي تركتني لوحدي لفترات طويلة - او كنت في علاقة مترددة معها لذا ينقصني الاهتمام و الانتباه.
قلت: لربما هناك اسباب وراثية تربوية ايضا تجعلك تركز على نفسك -على داخلك و لكن المتهم الاكبر هو عقلية و ثقافة محيطك الاجتماعي التي تجبرك على التركيز الخارجي - على التركيز على الاخر لتتقوى السلبيات و النزعات الوراثية و تتحول الى حطام و خراب في فترة قصيرة خاصة اذا كنت حساسا ضعيفا ذو طبيعة غير مستقرة تستغل بسرعة - لا تتوقع الشفاء طالما انت هنا - ارحل – سألني: الى اين؟ قلت لا اعرف جرِّب.
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟