أوراق قديمة

سوسن السباعي الجابي

الحوار المتمدن-العدد: 1507 - 2006 / 4 / 1 - 12:33
المحور: الادب والفن
    

( 1 )
الليل : صمت يُسربل المبنى كلَّه
قلمي وحده يشتعل ، وقلبي وحده يشتعل .
أنشئ من وجدي المتكور لفظة : أحبك .
وأهمس : لقد ملأتَني حتى الثمالة .
لهذا سأصمد وستتهور فكرة الدم .
سيُدَكُّ معتقلُ الدماء .
( 2 )
الكلاب تمنعني من التنفس
تسرق دقات قلبي
انتظرني ، سأشقُّ الريح وآتيك
سأنبش التراب وأذروه في عيونهم
انتظرني .

( 3 )
عندما تحتاجني
فورا أغمض عينيك واهمسني
أنبثق أمامك يا ( … )
فأنت علاء الدين وأنا جنيّة الفانوس السحري
( 4 )
تعال اقترب أكثر
اقتحم أسواري ، اقتحمني …
فاجئ غفوتي واضحك فوق رأس الأحزان
لا تقف مسمارا في تابوت الرَّتابة
أنا الفراشة المصابة بالتوقُّد
فكسِّر كل ما يعيق تقدمك الفتوحيَّ
اكسرني …

( 5 )
تتقزّم البشرية ، تتقنّن العواطف ،
وأقلّدك وسام النصر وتاج الملكية
يا أيها العلاء الشامل
يتحدّرون وتصعد ، يا سلسبيل دمائي .
( 6 )
تهلُّ عليَّ ، يا صباح القرنفل …
أخذتك معي ، بارد هذا الصباح ، ثلج هناك
قلبك أبيض
قلبك ثلج يبني طيوره على زجاج أحاسيسي .
وكنت صامتا
يجب أن تكون صامتا هذا الصباح
ريثما نصل إلى أعلى قاسيون …

( 7 )
حضوركَ مُبْكٍ ، مضحك .
حضور فوق قدرة الكلام
حضور كهبوط أجراس الوحي
ودعاء مآذنِ ليلةِ القدر …
( 8 )
ها ، أسَّاقط . ها ، أنت تذوي
نبكي لعرينا ، لجوعنا ، لطلقاتنا المحبَطة .
أمد يدي أرفعها عاليا ألمس وجه السماء الدافئ
يتعانق غيم العشق ، يتسابق لعرس ولادتنا .
أهطل أحلامَك ، أنبت مواعيد عقيمة .
ها ، أسّاقط أوراق خريف تعسة
أشلح أشجاري ألبس عريا يسبيني
أستقبل سكين الشمس حانية الرأس
على شفا حفرة من فرح على شفرة السعادة
والهاوية أن نهبط حتى السماء
ونسمو حتى الحضيض ونتقدس بالجنون …
( 9 )
فلنبدأ الصلاة ، صلاتَنا الأولى ، أو الأخيرةَ إن شئنا .
ولنركع كما العادة .
ولنتفق : الورد جميل العشق أخضر . كما العادة .
… … …
في ردهتي أنزوى ، وضوئي أخضر
أصابع الموت تعبث بي ، ما ارتعشتُ ، وما غشيتني إغماءة
الأصابع صفراء
شرٌ يصعد ، ملائكة تتنزل ، شياطين تسترق السمع
وأنا كائن واحد فليتزوجني الموت
بأصابعه الصفراء
زمِّلوني ، سأرتعش قليلا كما يتحدَّر الحجر من قمم الجبال
وآكل من شفاهك الخضر أحلاما مغتالة الشبق
تركع لي ، تناديني : يا آلهة الغوث والخبز والجنس
… … …

لنمت قليلا ، ولنستفق حين الجنازة تمشي وحدها
ونمشي وراءنا …

#سوسن_السباعي_الجابي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات