عبد الغني سهاد
الحوار المتمدن-العدد: 5987 - 2018 / 9 / 7 - 03:30
المحور:
الادب والفن
الشيخ والصخر..
------------
ما عاد البحر يلهف بشغاف القلوب..
مناراته شحب ضوؤها
وحبري قد تجمد..على زرقته..
تلك الفراشات البيضاء..رحلت عن غرفتي
وتحت سريري شعاع..وحيد
يتوحد..!
الليل ...هبوب ريح عاتية ..
بعثرت الاوراق..!
كلما رتبتها.. تموجت ..
و التفت حول عنقي
الخيبات الواشمة
وتجاعيد الاحتدام..
تسكن عواطفي الحارة...في الاصداف
تدق على نوافذي ايادي الحزن وتشنجات الاهات..
واسفل الشرفة تسكن اصوات غامضة.. ..
كلما تحيرالشيخ ..
تبعثرت حروفه بلا معنى على رمال الشط..
مدهوشة تلتصق بالمحارات.والصدفات..
الساعات الطويلة لا تكفي لجمعها
وجوه بلا أحداق...
والصمت يمتد الى البيوت العتيقة
خلف النوافذ...
صدى الصمت كان سيد الامكان...
وكنت كما ..كنت..
مجنونا بيده فاس من ماء ينحت على الصخر..
شضايا ارداف..
خطوات ارواح مسرعة..
ضحكات عالية لاموات
حوافر عملاقة راقصة لكلاب مهجنة...
عمزات اقزام في الشارع العام ..
همسات باخوس....
نقوش واجراس قديمة
على وجهي الغابر..بين الصخور..
وكلما استراح المجنون اندلقت جماعات ملونة من الحيثان تسبح بين الصخور
والكلاب تحاول ان تنبح..!
في المدن العتيقة
تتظاهر الحشود السافلة بالمعاول تبحث في ترع الارض عن ماء الحياة
في جحور عيونها
تنغل الديدان
احزانها بادية للعيان....
ولا اعرف في السافلة اي كان..!
والبحرلا يزال يهذي..بالامر مافوق ..
الخير...والشر..
وحده البحر يخشى المسخ
والسمخ..في يدي كزبد البحر..
ومناقيرغرابية ساخرة تنق وهي تحلق في الافق ..
تغني للجحيم فوق الرسوم الصخرية....
في انتظار..
لحظة احتضار ..
بداية وليمة الكلاب المهجنة..وحيثان البحر..
البحر يخشى الحرب..
بعد المسخ...
والجحيم وحده ما تبقى من ليلي الطويل
ما وراء شروق شمس ملامح لا تغيب...
وامال تخيب..
وحده قرص الشمس عن الوجود لا يغيب..
على ظهر قوس البحر الهامد
يرقص وجه العنقاء
بتناسق مع الريح..
والعاصفة..
والاضواء الخاطفة ..للقمر.
واطياف الكلاب الصخرية صامتة ..
تنتظر الخروج..
لترى وجه شيخ الوقت وهو يحمل منجلا
ليحصد مسار الاخدود...
هل ماء الحياة..حلو..ام مالح..
هل حياة الكلاب على الصخر..
ملحمة ..ام مرحمة..!
هل يصوب الشيخ الى عنق العنقاء الممدود
رصاصة من عيونه الزرقاء السرمدية..
ام لكزة من منجلته..
السحرية
هل ..هل صعوده فوق الموج..
كهبوطه منها ...!
هل البحر ينام..تحت اقدامه ! ..وهمسات شروق الشمس
للصبح.. هل هي مجرد ضحك على الوجود..!
ويسخرالشيخ من السؤال..
والوجوه الهجينة الكلبية ..
وصمت البحر..
والاثار الهمجية
والافكار..الرخوة..
العدمية....
ويتخنفش في زاوية
خلف النوافذ.....
******
عبد الغني سهاد
2012
#عبد_الغني_سهاد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟