|
إرجاء الثورة في فلسفة هربرت ماركوز
حمزة لخضر
الحوار المتمدن-العدد: 5987 - 2018 / 9 / 7 - 10:44
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
ﺘﻜﺸﻑ النظرة ﺍلتقليدية ﺃﻥ ﺜﻭﺭﺍﺕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺃﻫﺩﺍﻓﻬﺎ، ﺍﻗﺘﺭﻨﺕ ﺒﺘﻭﻓﺭ ﺸﺭﻭﻁ ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ ﻭﺫﺍﺘﻴﺔ ﺘﻌﻤل ﻋﻤل ﺍلدوافع ﻭﺍﻷﺴﺒﺎﺏ، ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﻤﺎ ﺍﺴﺘﺭﻋﻰ ﺍﻫﺘﻤﺎﻡ هربرت ﻤﺎﺭﻜﻭﺯ ﻫﻭ ﺃﻥ ﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺕ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻁﺒﻌﺕ ﺍلحياة ﺍلعامة ﻭﺍلخاصة ﻓﻲ ﺍلمجتمعات ﺍﻷﻜﺜﺭ ﺘﻘﺩﻤﺎ ذات تخمة صناعية، ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺘﻘﻭﺩ ﺃﻭ ﺘﻨﺘﻬﻲ ﺒﻌﻤل ﺜﻭﺭﻱ ﻭﺘﻐﻴﻴﺭ ﺭﺍﺩﻴﻜﺎلي، ﻓﻜﺎﻥ كدحه ﺴﻌﻴﺎ لفهم ﻫﺫﻩ ﺍلمعضلة، ﻭﻓﻲ ﺍلوقت ﺫﺍﺘﻪ ﻜﺎﻥ ﻤﻥ ﺍلضروري ﺇﻴﺠﺎﺩ ﻤﺨﺭﺝ ﻴﺘﺠﺎﻭﺯ ﻫﺫﺍ ﺍلواقع المتناقض. ﻓﻤﺎ ﻤﻭﻗﻑ ﻤﺎﺭﻜﻭﺯ ﻤﻥ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ الحل الثوري؟ ﻭﻫل ﻴقر ﻤﺎﺭﻜﻭﺯ بإﺴﺘﺤﺎلته ﺃﻡ ﺃﻨﻪ ﻴﺭﺠﺊ ﺤﺩﻭﺜﻪ الى ﻤﻨﺎﺥ ﺜﻭﺭﻱ ﻤﺨﺘﻠﻑ ﻋﻤﺎ ﺸﻬﺩﺘﻪ ﺫﺍﻜﺭﺓ ﺍﻷﺤﺩﺍﺙ التاريخية ؟
ﺇﻥ ﻜل ﺘﻐﻴﻴﺭ ﺠﺫﺭﻱ لوضع ﻗﺎﺌﻡ ﻴﺘﻁﻠﺏ ﺍلوعي ﺒﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺘﻪ، ﻜﻤﺎ ﻴﺸﺘﻤل ﻋﻠﻰ ﺘﺼﻭﺭ للبديل ﺍلذي ﻴﻔﺘﺭﺽ ﺃﻥ ﻴﺤل ﻤﺤﻠﻪ، ﻭﻋﻠﻰ ﺘﻭﻓﺭ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺫلك ﻤﻥ ﻭﻋﻲ ﺜﻭﺭﻱ ﺘﺘﺒﻨﺎﻩ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍلمستغلة ﻜﻤﺎ ﻫﻭ ﺍلحال ﻓﻲ ﺍلتصوﺭ ﺍلماركسي، ﺤﻴﺙ ﺘﻀﻁﻠﻊ ﻁﺒﻘﺔ ﺍلبروليتاريا ﺒﻤﻬﻤﺔ ﺍلتغيير ﺍلجذري ﻤﻊ ﻭﻋﻲ ﺒﻤﻁﻠﺒﻬﺎ ﻭﺇﺼﺭﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﻭﻀﻌﻬﺎ ﺍلمستغل ﻭﺍلمستلب، ﺃﻤﺎ ﻭﻋﻘﻼﻨﻴﺔ ﺍلسيطرة ﺍلتي ﻴﺘﺒﻨﺎﻫﺎ ﺍلمجتمع ﺍلصناعي ﺍلمتقدم ﺘﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺇﺩﻤﺎﺝ ﺍلطبقات ﺍلمعارضة ﻤﻥ ﺨﻼل ﺍﺤﺘﻭﺍﺀ ﻗﻭﻯ ﺍلرفض ﻭﺍلنقد، ﻭﻤﻥ ﺨﻼل ﺁليات ﺇﻏﺭﺍﺀ ﺍلوفرة ﻭﺍلرفاه؛ ﻭﻤﻥ ﺜﻡ ﻓﺈﻥ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﻗﻴﺎﻡ ﻋﻤل ﺜﻭﺭﻱ ﻴﺼﺒﺢ ﻤﺴﺘﺤﻴﻼ ﻭﻓﻘﺎ للمعادلة ﺍلماركسية ﻭﻗﺩ ﺘﻤﻴﺯ ﻤﺎﺭﻜﻭﺯ ﺒﺭﺃﻱ ﻤﺨﺎلف لتصور ﻤﺎﺭﻜﺱ ﻓﻲ ﻫﺫﺍ ﺍلشأن ﺤﻴﺙ ﻴﻘﻭل: » ﻤﻥ ﺍلبديهيات التي ﻻ ﺘﺤﺘﺎﺝ ﺇلى ﺒﻴﺎﻥ ﺃﻥ ﺍلوﻋﻲ ﺍلمتوﻓﺭ لغالبية ﺍلطبقة ﺍلعاملة ﻫﻭ ﻭﻋﻲ ﻏﻴﺭ ﺜﻭﺭﻱ. ﺼﺤﻴﺢ ﺃﻥ ﺍلوعي ﺍلثورﻱ لم ﻴﺘﺠل ﻗﻁ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻤﻭﻗﻑ ﺜﻭﺭﻱ، لكن ﺍلفارق ﺍﻵﻥ ﻫﻭ ﺃﻥ ﻭﻀﻊ ﺍلطبقة ﺍلعاملة ﻓﻲ ﻤﺠﻤل ﺍلمجتمع ﻴﺘﻨﺎﻓﻰ ﻭﺍلوصول ﺇلى ﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍلوﻋﻲ «.[1]
ﺇﻥ ﺍﺴﺘﺒﻌﺎﺩ ﺍلحل ﺍلثوري ﻋﻨﺩ ﻤﺎﺭﻜﻭﺯ له ﻤﺎ ﻴﺒﺭﺭﻩ، ﻓﺎلتغيير ﺍلرديكالي ﺍلناجح ﻴﻘﺘﻀﻲ ﺃﻥ ﻴﻐﺫﻴﻪ ﻭﻋﻲ ﺜﻭﺭﻱ ﺘﺘﺒﻨﺎﻩ ﻗﻭﺓ ﻋﻤﺎلية، ﺇﻻ ﺃﻥ ﻭﻀﻊ ﺍلطبقة ﺍلعاملة ﻓﻲ ﺍلمجتمع ﺍلصناعي ﺍلمتقدم، ﻗﺩ ﻁﺎلها ﺍلتكييف ﻭﺍﻹﺩﻤﺎﺝ، ﻭﺃﺼﺒﺤﺕ ﺒﺫلك ﻭﺴﻴﻠﺔ لتثبيت ﻭﺇﺩﺍﻤﺔ ﺍلنظام ﺍلقائم، ﻓﻤﺜل ﻫﺫﺍ ﺍلوضع ﻻ ﻴﺩﻓﻊ ﺇلى ﺍلثورة، ﺨﺎﺼﺔ ﻭﺃﻥ ﻭﻋﻲ ﻫﺫﻩ ﺍلطبقة ﺍلعمالية ﻗﺩ ﻀﺒﻁ ﻋﻠﻰ ﺘﺜﺒﻴﺕ ﻫﺫﺍ ﺍلنظام، ﺒﻔﻌل ﺇﻏﺭﺍﺀ ﺍلوفرة ﻭﺍلطابع ﺍﻻﺴﺘﻬﻼﻜﻲ، ﻭﺍلحاجات ﺍلزائفة، ﻭﻫﻭ بذلك ﻭﻋﻲ ﺍﻴﺠﺎﺒﻲ ﻭليس ﻤﻥ ﻁﺒﻴﻌﺔ ﺴﻠﺒﻴﺔ ﺭﺍﻓﻀﺔ. ﻭﻓﻲ ﺫلك ﻴﻘﻭل ﻤﺎﺭﻜﻭﺯ: » ليس ﺍﻨﺩﻤﺎﺝ ﻏﺎلبية ﺍلطبقة ﺍلعاملة ﻓﻲ ﺍلمجتمع ﺍلرأسمالي ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺴﻁﺤﻴﺔ ﻓﺠﺫﻭﺭﻩ ﻜﺎﻤﻨﺔ ﻓﻲ ﺍلبنية ﺍلنحتية ﺒﺎلذات، ﻓﻲ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍلسياسي للرأسمالية ﺍﻻﺤﺘﻜﺎﺭﻴﺔ: ﻤﺯﺍﻴﺎ ﻭﻤﻜﺎﺴﺏ ﻤﻤﻨﻭﺤﺔ للطبقة ﺍلعاملة ﺍلمتروبولية ﺒﻔﻀل ﺍﻷﺭﺒﺎﺡ ﺍلفائضة (...) ﻭﺍلمعونات ﺍلحكومية ﺍلهائلة. ﻭلعل ﺍلتوكيد ﺒﺄﻥ لدى ﻫﺫﻩ ﺍلطبقة ﺸﻴﺌﺎ ﺁﺨﺭ ﺘﺨﺴﺭﻩ ﻏﻴﺭ ﺃﻏﻼلها ﺘﻭﻜﻴﺩ ﻤﺒﺘﺫل، ﻭلكن ﻫﺫﻩ ﻫﻲ ﻋﻴﻥ ﺍﻝﺤﻘﻴﻘﺔ «.[2] ﻓﻭﻀﻊ ﺍلطبقة ﺍلعاملة ﻓﻲ ﺍلمجتمع ﺍلصناعي ﺍلمتقدم ﻤﺨﺘﻠﻑ ﺘﻤﺎﻡ ﺍﻻﺨﺘﻼﻑ ﻋﻥ ﻭﻀﻌﻪ ﻓﻲ ﺍلمراحل ﺍﻷﻭلى للرﺃﺴﻤﺎلية، ﺤﻴﺙ ﺍﺴﺘﻐﻼل ﻓﺎﺌﺽ ﺍلقيمة، ﻭﺍﺴﺘﻐﻼل ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ للإﻨﺴﺎﻥ ﻤﻥ ﺍلعوﺍﻤل ﺍﻝالرئيسية ﺍلتي ﺘﺩﻓﻊ ﺇلى ﺍلرفض ﻭﺍلتمرد ﻭﺍلثورة؛ ﺃﻤﺎ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍلعامل ﻓﻲ ﺍلمجتمع ﺍلمعاﺼﺭ ﻓﻘﺩ ﻗﺩﻤﺕ له ﺍﻤﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﻜﺜﻴﺭﺓ ﻤﻘﺎﺭﻨﺔ ﺒﻤﺎ ﻜﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ، ﻫﺫﻩ ﺍﻻﻤﺘﻴﺎﺯﺍﺕ ﺫﺍﺘﻬﺎ ﺘﻐﺩﻭ ﺃﺴﺒﺎﺒﺎ لرﻓﺽ ﻜل ﻤﺤﺎولة ﺘﻐﻴﻴﺭ ﺠﺫﺭﻱ ﻭﻤﻭﺍﻨﻊ ﺃﻤﺎﻡ ﻜل ﺘﻤﺭﺩ ﺃﻭ ﺜﻭﺭﺓ، ﺇلى ﺩﺭﺠﺔ ﺃﻥ ﺍلعاﻤل ﻗﺩ ﻴﺘﺤﻭل ﺇلى ﻤﺩﺍﻓﻊ ﻋﻥ ﺍلنظاﻡ ﺍلذي ﻤﻜﻨﻪ ﻤﻥ ﻜل ﻫﺫﻩ ﺍﻻﻤﺘﻴﺎﺯﺍﺕ، ﻓﻁﺒﻘﺔ ﺍلبرﻭليتاﺭﻴﺎ ﺘﻔﻘﺩ ﻤﻀﻤﻭﻨﻬﺎ ﺒﻌﺩ ﺍلتغيير ﺍلمستمر ﻓﻲ ﻭﻋﻴﻬﺎ، ﻭﻤﻨﻪ » ﺇﺫﺍ ﻜﺎﻨﺕ ﻫﺫﻩ ﺍلطبقة ﻏﻴﺭ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ، ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺃﻨﻬﺎ ﻻ ﺘﺘﺼﺭﻑ ﻜﻁﺒﻘﺔ، ﺇﺫﻥ ﻓﺎلثورة ﻏﻴﺭ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ . «[3] لذلك ﺭﺃﻯ ﻤﺎﺭﻜﻭﺯ ﺃﻥ ﻤﺎ ﻤﻨﺢ للعامل ﻫﻭ ﻗﻴﺩﻩ ﻓﻲ ﻤﻅﻬﺭ ﻤﻐﺭﹴ، ﻓﻴﺤﺼل ﻤﻌﻪ ﺘﺤﻭل ﺍلوﻋﻲ لدﻯ ﺍلطبقة ﺍلعاملة، ﻭﻤﻨﻪ ﺘﻜﻭﻥ ﺍلثورة ﻤﺅﺠﻠﺔ ﺭﻏﻡ ﺘﻭﻓﺭ ﺸﺭﻭﻁﻬﺎ ﺍلموضوﻋﻴﺔ. » ﻭﻓﻲ ﻀﻭﺀ ﺸﻜﻭﻙ ﻤﺎﺭﻜﻴﻭﺯ العميقة ﺤﻭل ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺍلتحول ﺍلرﺍﺩﻴﻜﺎلي ﻭﻓﻲ ﻅل ﺍلمعضلة ﺍلتي ﺃﻭﺠﺩﻫﺎ ﻤﺎﺭﻜﻴﻭﺯ، ﺃﻋﻨﻲ ﻗﻭله ﺒﺄﻥ ﺍلعنصر ﺍلموﻀﻭﻋﻲ للثورة ﺃﻭ ﺍلطبقة ﺍلعاملة ﺍلتي ﺒﺎﻨﺩﻤﺎﺠﻬﺎ ﻓﻘﺩﺕ ﺍلعنصر ﺍلذاتي ﺃﻭ ﺍلوعي ﻏﻴﺭ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍلقيام ﺒﺎلثورة ﺒل ﺃﻨﻬﺎ ﻋﻨﺼﺭ ﺘﺄﻜﻴﺩ ﻭﺘﺭﺴﻴﺦ للوﻀﻊ القائم . «[4] ﻭﻴﺠﺯﻡ ﻤﺎﺭﻜﻭﺯ ﺃﻥ ﺍﻹﺩﻤﺎﺝ ﺍلذي ﻁﺎل ﺍلطبقة ﺍلعاملة ﻭﻫﻲ ﺍلقوة ﺍلتقليدية للعمل ﺍلثوري ﺤﺴﺏ ﻤﺎﺭﻜﺱ ﻴﺭﺍﻓﻘﻪ ﻏﻴﺎﺏ ﺍلوﻋﻲ ﺍلثوﺭﻱ ﺍلذﻱ ﻴﻤﺜل ﺍلعنصر ﺍلذﺍﺘﻲ » ﻭﺍلنتيجة ﺍلوحيدة لمثل ﻫﺫﻩ ﺍلمقدمات ﺃﻥ ﺍلثورة ﻤﺅﺠﻠﺔ، ﻭﻤﺅﺠﻠﺔ ﺇلى ﺃﺠل ﻏﻴﺭ ﻤﺴﻤﻰ . «[5]
ﺇﻥ ﺇﻀﻔﺎﺀ ﻁﺎﺒﻊ ﺍﻻﺴﺘﻬﻼﻙ ﻋﻠﻰ ﺤﻴﺎﺓ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍلمعاصر ﻴﺅﺜﺭ ﺒﺸﻜل ﻓﻌﺎل ﻓﻲ ﻭﻋﻴﻪ ﻭﻤﻭﺍﻗﻔﻪ ﻭﻴﺼﺒﺢ ﻫﺫﺍ ﺍلنمط ﺍﻻﺴﺘﻬﻼﻜﻲ ﻏﻴﺭ ﻗﺎﺒل للتنازل، ﻓﺎلقيد ليس ﺍلحاﺠﺔ ﺃﻭ ﺍﻻﺴﺘﻐﻼل، ﺒل ﺍلحرﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﻫﺫﺍ ﺍلنمط، ﻭﻗﺩ ﺃﻜﺩ ﻤﺎﺭﻜﻭﺯ ذلك » ﻓﺎﻻﺴﺘﻬﻼﻙ ﻋﻨﺼﺭ ﻤﺭﻜﺏ ﻤﻥ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍلوﺠﻭﺩ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ للإنسان، ﻭﺒﺼﻔﺘﻪ ﻫﺫﻩ ﻴﺤﺩﺩ ﺠﺯﺌﻴﺎ ﻭﻋﻲ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺍلذﻱ ﺒﺩﻭﺭﻩ ﻭﺍﺤﺩ ﻤﻥ ﺍلعوﺍﻤل ﺍلتي ﺘﻌﻴﻥ ﺴﻠﻭﻜﻪ ﻭﻤﻭﻗﻔﻪ ﺴﻭﺍﺀ ﻓﻲ ﺍلعمل ﺃﻡ ﻓﻲ ﻭﻗﺕ ﺍلفرﺍﻍ «.[6] ﻭﺃﻤﺎﻡ ﻤﻨﻁﻕ ﻭﺤﺩﺓ ﺍلمتناﻗﻀﺎﺕ ﺍلذﻱ ﺘﺘﺒﻨﺎﻩ ﻋﻘﻼﻨﻴﺔ ﺍلسيطرﺓ ﺘﺼﺒﺢ ﻓﻜﺭﺓ ﻤﺎﺭﻜﺱ ﺍلتي ﺘﺭﻯ ﺃﻥ ﺍليبرﺍلية ﺘﺤﻤل ﻓﻲ ﻁﻴﺎﺘﻬﺎ ﺒﺫﻭﺭ ﻓﻨﺎﺌﻬﺎ ﻤﺜﻴﺭﺓ للإﺴﺘﻔﻬﺎﻡ لكوﻥ ﻨﻤﻁ ﺍلحياة ﺍﻻﺴﺘﻬﻼﻜﻲ ﻭﺍلذي ﻴﺠﺩﺩ ﺤﺎﺠﺎﺕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﺒﺎﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﻗﺩ ﻻ ﻴﻌﻤﺭ ﻁﻭﻴﻼ، ﻭﺃﻨﻪ ﺒﻭﺠﻭﺩ ﻭﻋﻲ ﺜﻭﺭﻱ ﺃﺼﻴل ﻗﺩ ﻴﺘﺤﻭل ﻫﺫﺍ ﺍلنمط ﻤﻥ ﺃﺩﺍﺓ للإﺒﻘﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍلنظام الى ﺃﺩﺍﺓ للتمرد ﻭﺍلثورة ﻋﻠﻴﻪ، ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍلنمط ﻴﻨﺘﻬﻲ ﺒﺎﻹﻨﺴﺎﻥ ﺇلى ﺍﻻﺴﺘﻌﺒﺎﺩ ﻭﺍلخضوع ﻻ الى ﺍلتمرد ﻭﺍلثورة، لذلك ﺭﺃﻯ ﻤﺎﺭﻜﻭﺯ ﺃﻨﻪ » ﻓﻲ ﺍلمرحلة ﺍلعليا ﻤﻥ ﺍلرأسمالية ﺘﺒﺩﻭ ﺍلثورة – ﻋﻠﻰ ﻀﺭﻭﺭﺘﻬﺎ ﺃﻜﺜﺭ ﻤﻥ ﺃﻱ ﻭﻗﺕ ﻤﻀﻰ ﺒﻌﻴﺩﺓ ﺍﻻﺤﺘﻤﺎل ﻜل ﺍلبعد . «[7] ﻓﻴﺘﺄﺠل ﺍلعمل ﺍلثوﺭﻱ، ﻭﺘﺘﻐﻴﺭ ﻁﺭﻗﻪ، ﻓﺎلسبل ﺍلمعهودة ﻗﺩ ﺃﻤﻜﻥ للنظام ﺍلقائم ﺍلسيطرة ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﻤﻥ ﺍلضروري ﺇﺫﻥ ﺃﻥ ﺘﺘﻐﻴﺭ ﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍلوعي ﺍلثوري لحصول ﺘﻐﻴﻴﺭ راديكالي فعال. ﺇﻥ ﺘﻭﻓﺭ ﺍلشروط ﺍلموﻀﻭﻋﻴﺔ للثورﺭﺓ ﻭﻋﺩﻡ ﺤﺩﻭﺜﻬﺎ، ﺠﻌل ﻤﺎﺭﻜﻭﺯ ﻴﻨﻅﺭ ﺇليها ﻨﻅﺭﺓ ﺍﺴﺘﻔﻬﺎﻡ ﻜﺄﻨﻬﺎ ﻤﻔﺎﺭﻗﺔ ﻤﻨﻁﻘﻴﺔ ﺤﻴﺙ ﻴﻘﻭل: » ﻴﻨﺒﻐﻲ ﺍلبحث ﻋﻥ ﺤل لمفاﺭﻗﺔ ﺍلثوﺭﺓ " ﺍﻝﻤﺴﺘﺤﻴﻠﺔ" «.[8] ؛ ﻓﻘﺩ ﺃﻤﻜﻥ لعقلاﻨﻴﺔ ﺍلنظاﻡ ﺍلقاﺌﻡ ﺃﻥ ﺘﺼﺎﺩﺭ ﻜل ﻗﻭﻯ ﺍلرﻓﺽ ﻭﺍلتغيير، ﻭﻓﻘﺎ ﻵلياﺕ ﻓﻌﺎلة ﺍﻤﺘﺩﺕ ﺇلى ﻜل ﺍلوﺍﻗﻊ ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍلثقاﻓﻲ، ﺤﺘﻰ الى ﺍلمجال ﺍلفكري ﺍلذي ﻴﻔﺘﺭﺽ ﺃﻥ ﻴﻐﺫﻱ ﺍلوﻋﻲ ﺍلثوﺭﻱ ﻓﻘﺩ ﺘﻡ ﺘﻔﺭﻴﻐﻪ ﻤﻥ ﺍلعناﺼﺭ ﺍلمعاﺭﻀﺔ ﻓﻴﻪ، ﻭﺒﺫلك لم ﺘﻌﺩ ﺍلشرﻭﻁ التقليدية ﻋﻠﻼ ﻓﺎﻋﻠﺔ ﺘﻘﻭﺩ الى ﺘﻐﻴﻴﺭ ﺭﺍديكالي، ﺤﻴﺙ » ﻻ ﺘﺠﺩ الشرﻭﻁ الموضوﻋﻴﺔ ﺘﺭﺠﻤﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻭﻋﻲ ﺜﻭﺭﻱ، ﻓﺎلحاجة ﺍلحيوﻴﺔ ﺍلمقموﻋﺔ الى ﺍلتحرر ﺘﻅل ﻋﺎﺠﺯﺓ. ﻭﻴﺘﺨﺫ ﺼﺭﺍﻉ ﺍلطبقات ﺃﺸﻜﺎل ﺍﺤﺘﺠﺎﺝ ﻤﻥ ﺍلنمط "ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍلنزﻋﺔ" ﻓﺎﻹﺼﻼﺤﺎﺕ ﺍلمكتسبة ﻻ ﺘﻌﻭﺩ ﺨﻁﻰ الى ﺍﻷﻤﺎﻡ ﺒﺎﺘﺠﺎﻩ ﺍلثورة ﻭﺍلعاﻤل ﺍلذﺍﺘﻲ ﻻ ﻴﻨﻲ ﻴﺘﻨﺎﺀﻯ « .[9] ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﺩﻓﻊ ﻤﺎﺭﻜﻭﺯ الى ﺍلقول ﺒﺈﺭﺠﺎﺀ ﺍلثوﺭﺓ، ﻭاستحالتها ﻓﻲ ﻤﺜل ﻫﺫﻩ الظروف؛ ﻋﻠﻰ ﻤﺎ ﻴﺤﻤﻠﻪ ﻫﺫﺍ ﺍلرﺃﻱ ﻤﻥ ﺭﻫﻥ ﻹﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺘﺨﻠﻴﺹ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻤﻥ ﺍﻝﺘﻨﻤﻴﻁ ﺍﻝﺫﻱ ﻴﻤﺎﺭﺱ ﻋﻠﻴﻪ ﻝﺠﻌﻠﻪ ﺇﻨﺴﺎﻨﺎ ﻁﻴﻌﺎ ﻭﻤﺴﺘﻬﻠﻜﺎ.
ﺇﻥ ﺍلشرﻭﻁ ﺍلموﻀﻭﻋﻴﺔ ﺍلتي ﺘﺸﻜل ﻋﻭﺍﻤل ﺤﺩﻭﺙ ﺍلثوﺭﺓ ﺤﺴﺏ ﻤﺎﺭﻜﺱ، ﺘﻔﻘﺩ ﻭﺠﻭﺩﻫﺎ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺍلمجتمع ﺍلصناﻋﻲ ﺍلمتقدم، ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﺠﻌل ﺭﺅﻴﺔ ﻤﺎﺭﻜﻭﺯ للثورة ﻤﺘﻤﻴﺯﺓ ﺒﺸﻜل ﻜﺒﻴﺭ ﻋﻥ ﺭﺅﻴﺔ ﻤﺎﺭﻜﺱ ﻓﺎلصراع ﺍلطبقي ﻋﻨﺩ ﻤﺎﺭﻜﺱ ﻋﺎﻤل ﻫﺩﻡ ﻴﺩﻓﻊ ﺇلى ﻭﺠﻭﺏ ﺍلتغيير، ﻓﻲ ﺤﻴﻥ ﻴﺭﻯ ﻤﺎﺭﻜﻭﺯ ﺃﻥ ﻫﺫﺍ ﺍلشرﻁ لم ﻴﻌﺩ ﻤﻭﺠﻭﺩﺍ، ﻷﻥ ﺍلطبقة ﺍلعاملة ﻗﺩ ﺘﻡ ﺇﺩﻤﺎﺠﻬﺎ ﻀﻤﻥ ﻨﻤﻁ ﺍلحياة ﺍﻻﺴﺘﻬﻼﻜﻲ، ﺤﻴﺙ ﺍلرﻓﺎﻩ ﻗﺎﺴﻡ ﻤﺸﺘﺭﻙ ﺒﻴﻥ ﺍلعاﻤل ﻭﺭﺏ ﺍلعمل، ﻭﻤﻨﻪ ﻴﺤﺩﺙ ﺘﺤﻠل ﺍلوﻋﻲ ﺍلثوﺭﻱ ﻭﻴﻜﺘﺴﻲ ﻁﺎﺒﻌﺎ ﺍﻴﺠﺎﺒﻴﺎ ﻴﺩﻋﻡ ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻷﺸﻴﺎﺀ ﺍلقائم » ﻓﺫﺍﺘﻴﺔ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻭﻭﻋﻴﻬﻡ ﻭﻻ ﺸﻌﻭﺭﻫﻡ ﺘﻨﺯﻉ ﺇلى ﺍلذوﺒﺎﻥ ﻓﻲ ﺍلوﻋﻲ ﺍلطبقي ﻭﻴﻨﺠﻡ ﻋﻥ ذلك ﺃﺘﻜﺎل ﺃﺤﺩ ﺍلشرﻭﻁ ﺍلمستبيقة – ﻭﺍﻷﺴﺎﺴﻴﺔ للثورة: ﻭﺠﻭﺏ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺠﺫﻭﺭ ﺍلحاجة ﺇلى ﺘﻐﻴﻴﺭ ﺠﺫﺭﻱ ﻜﺎﻤﻨﺔ ﻓﻲ ﺫﺍﺘﻴﺔ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﺃﻨﻔﺴﻬﻡ، ﻓﻲ ﻋﻘﻠﻬﻡ ﻭﺃﻫﻭﺍﺌﻬﻡ، ﻓﻲ ﺩﻭﺍﻓﻌﻬﻡ ﺍلغرﻴﺯﻴﺔ ﻭﺃﻫﺩﺍﻓﻬم . «[10] ﻜﻤﺎ ﺍﺒﺘﻌﺩ ﻤﺎﺭﻜﻭﺯ ﻓﻲ ﻅل ﺍلتحولات ﺍلتي ﻋﺭﻓﻬﺎ ﺍلمجتمع ﺍلمعاﺼﺭ ﻋﻥ ﺍلطرح ﺍلتقليدي، ﺍلذﻱ ﻴﺴﻨﺩ ﻤﻬﻤﺔ ﺍلتغيير ﺍلجذرﻱ الى ﺜﻭﺭﺓ ﺸﻌﺒﻴﺔ ﺘﻘﻠﺏ ﺍﻷﻭﻀﺎﻉ ﺍلسائدة، ﻭﺘﻔﺭﺽ ﺒﻘﻭﺓ ﺍلجمهور ﺍلبدﻴل ﺍلجديد ﺤﻴﺙ » لم ﻴﻌﺩ ﺍلتصوﺭ ﺍلذﻱ ﻴﻌﺘﻤﺩ ﻋﻠﻰ ﻓﻜﺭﺓ ﺍﻻﺴﺘﻴﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﺍلسلطة ﻋﻥ ﻁﺭﻴﻕ ﺜﻭﺭﺓ ﺠﻤﺎﻫﻴﺭﻴﺔ، ﻴﻘﻭﺩﻫﺎ ﺤﺯﺏ ﺜﻭﺭﻱ ﻫﻭ ﻁﻠﻴﻌﺔ ﻁﺒﻘﺔ ﺜﻭﺭﻴﺔ ﺼﺤﻴﺤﺎ. ﻭلم ﻴﻌﺩ ﻤﻥ ﺍلصحيح ﺇﻗﺎﻤﺔ ﺴﻠﻁﺔ ﻤﺭﻜﺯﻴﺔ ﺠﺩﻴﺩﺓ ﺘﺒﺩﺃ ﻓﻲ ﺇﺤﺩﺍﺙ ﺍلتغييرات ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍلجوﻫﺭﻴﺔ . «[11]
ﺇﻥ ﺇﻨﺴﺎﻥ ﺍلثورة ﻋﻨﺩ ﻤﺎﺭﻜﻭﺯ ليس ﺫﺍﺘﻪ ﻋﻨﺩ ﻤﺎﺭﻜﺱ ﺍلذي ﻴﺭﺍﻫﻥ ﻋﻠﻰ ﻗﻭﺓ ﺍلطبقة ﺍلعاملة وﻭﻋﻴﻬﺎ ﺒﺎﺴﺘﻐﻼلها، ﻓﻤﺎﺭﻜﻭﺯ ﻴﺭﻯ ﺃﻥ ﻁﺒﻘﺔ ﺍلبروليطاريا ﻭﻫﻲ ﺍلطبقة ﺍلتقليدﻴﺔ ﺍلتي ﺘﻘﻭﺩ ﺍلعمل ﺍلثوﺭﻱ ﺤﺴب ﺍلنظرية ﺍلمارﻜﺴﻴﺔ ﻗﺩ ﺘﻡ ﺍﺤﺘﻭﺍﺅﻫﺎ ﻭﺇﺩﻤﺎﺠﻬﺎ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﺍلنظاﻡ ﺍلعاﻡ للمجتمع ﻭﺃﺼﺒﺢ ﻤﻥ ﺍلمستحيل ﺍﻻﺴﺘﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﺍلسلطة ﺒﺎلقوة ﻤﺅﻜﺩﺍ » ﺃﻨﻪ ﻻ ﻴﺩﺨل ﻭﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﻴﺩﺨل ﻓﻲ ﻨﻁﺎﻕ ﺍلحسباﻥ، ﻓﻲ ﺍلبلدﺍﻥ ﺍلرﺃﺴﻤﺎلية ﺍلمتقدﻤﺔ، " ﺍﻻﺴﺘﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﺍلسلطة "، ﺒﻤﻌﻨﻰ ﺸﻥ ﻫﺠﻭﻡ ﻤﺒﺎﺸﺭ ﻋﻠﻰ ﻤﺭﺍﻜﺯ ﺍلسلطاﻥ ﺍلسياﺴﻲ ( ﻋﻠﻰ ﺍلدﻭلة ) ﺒﻤﺅﺍﺯﺭﺓ ﻭﺘﺄﻴﻴﺩ ﻤﻥ ﺍلجماﻫﻴﺭ ﻭﺒﺘﺩﺨﻠﻬﺎ ﺘﺤﺕ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺃﺤﺯﺍﺏ ﺠﻤﺎﻫﻴﺭﻴﺔ ﻤﺭﻜﺯﻴﺔ . «[12] ﻭﺫلك ﻷﺴﺒﺎﺏ ﻤﻭﻀﻭﻋﻴﺔ " ﺃﻭﻻ: ﺘﺭﻜﺯ ﻗﻭﺓ ﻋﺴﻜﺭﻴﺔ ﺒﻭليسية ﺴﺎﺤﻘﺔ ﺒﻴﻥ ﻴﺩﻱ ﺤﻜﻭﻤﺔ ﻋﻤل ﻨﺎﺠﺢ.. ﺜﺎﻨﻴﺎ: ﺍلوﻋﻲ ﺍﻹﺼﻼﺤﻲ ﺍلنزﻋﺔ ﺍلساﺌﺩﺓ ﻓﻲ ﺃﻭﺴﺎﻁ ﺍلطبقة ﺍلعاﻤﻠﺔ . «[13]
ﺇﻥ ﻤﺒﺭﺭﺍﺕ ﻋﺩﺓ ﺠﻌﻠﺕ ﻤﺎﺭﻜﻭﺯ ﻴﻘﻭل ﺒﺘﺄﺠﻴل ﺍلثوﺭﺓ، لعدم ﺘﻭﻓﺭ ﺁلياﺘﻬﺎ ﻤﻥ ﺠﻬﺔ، ﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﺍلعمل ﺍلثوﺭﻱ ﻻ ﻴﺤﺼل ﺒﺎﻨﻘﻼﺏ ﻤﺒﺎﺸﺭ ﻋﻠﻰ ﺍلنظاﻡ ﺍلقاﺌﻡ، ﺒل ﻤﻥ ﺍﻝﻀﺭﻭﺭﻱ ﺃﻥ ﺘﻤﺭ ﻫﺫﻩ ﺍلعملية ﻋﻠﻰ ﻤﺭﺍﺤل؛ ﻓﺎلسائد ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺎ ﺴﺎﺌﺩ ﺴﻴﺎﺴﻴﺎ، ﻭﻤﻨﻪ ﺇﻥ ﺍﺴﺘﻁﺎﻋﺕ ﺍلطبقة ﺍلعاملة ﺃﻥ ﺘﺒﺴﻁ ﺴﻠﻁﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍلمجال ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻓﺤﻴﻨﻬﺎ ﻴﻜﻭﻥ ﺒﻤﻘﺩﻭﺭﻫﺎ ﻨﻴل ﻤﺭﻜﺯ ﺍلسلطة ﺍلسياﺴﻲ » ﻓﻘﺩ ﻴﺘﺤﻘﻕ ﺫلك ﺇﺫﺍ ﻤﺎ ﺃﻤﺴﻙ ﺍلشغيلة ﺒﺯﻤﺎﻡ ﺍﻷﻤﻭﺭ ﻓﻲ ﺍلمصاﻨﻊ ﻭﺍلمتاﺠﺭ ﻓﺄﻋﺎﺩﻭﺍ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻹﻨﺘﺎﺝ ﻭﺘﻭﺠﻴﻬﻪ. ﻭﺍلحال ﺃﻥ ﻫﺫﻩ ﻫﻲ ﺍلثوﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻭﺠﻪ ﺍلتحديد، ﺍلثوﺭﺓ ﺍلتي ﺴﺘﻔﻭﺯ ﺒﺎلسلطة ﺍلسياﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺨﺎﺘﻤﺔ ﺍلمطاﻑ . «[14] ﻏﻴﺭ ﺃﻥ ﺇﻨﺴﺎﻥ ﺍلثوﺭﺓ ﺍلمفترﺽ ﻓﻲ ﻭﻀﻊ ﻤﺴﺘﻠﺏ، ﻭﻓﻲ ﺤﺎلة ﺍﻨﺩﻤﺎﺝ ﻭﺨﻀﻭﻉ، ﻭﻓﻲ ﺴﻌﻲ ﻤﺴﺘﻤﺭ لتلبية ﺤﺎﺠﺎﺕ ﺯﺍﺌﻔﺔ ﻭﻤﺘﺠﺩﺩﺓ، ﻭﺭﻫﻴﻥ ﻨﻤﻁ ﺍﺴﺘﻬﻼﻜﻲ؛ ﻭﺒﺫلك ﺘﻐﺩﻭ ﺍلثورة ﺒﻌﻴﺩﺓ ﺍلمنال، ﻜﻤﺎ ﻴﺭﺒﻁ ﻤﺎﺭﻜﻭﺯ ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺍلتغيير ﺒﻀﺭﻭﺭﺓ ﺘﻭﻓﺭ ﻭﻋﻲ ﺜﻭﺭﻱ ﻓﻌﺎل، ﺤﻴﺙ ﻴﻘﻭل: » ﺍلحق ﺃﻨﻪ ﻻﺒﺩ ﺃﻭﻻ ﻤﻥ ﺃﻥ ﻴﺘﻁﻭﺭ ﻭﻋﻲ ﺴﻴﺎﺴﻲ ﺠﺫﺭﻱ لدى ﺃﻋﻀﺎﺀ ﺍلطبقة ﺍلعاملة، ﺤﺘﻰ ﻴﺼﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻹﻤﻜﺎﻥ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﺤﺩﻭﺩ ﺍلتساﻤﺢ ﺍلرﺃﺴﻤﺎلي ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎلرﻗﺎﺒﺔ ﺍلعمالية. ﺃﻤﺎ ﺇﺫﺍ لم ﻴﺘﻁﻭﺭ ﻤﺜل ذلك ﺍلوﻋﻲ ﻓﺴﺘﺒﻘﻰ ﺍلرﻗﺎﺒﺔ ﺍلعمالية ﻤﺤﺎﻴﺜﺔ للنظام ﺍلقاﺌﻡ «.[15] ﻤﻤﺎ ﺠﻌل ﻤﺎﺭﻜﻭﺯ ﻴﺸﻴﺭ ﺇلى ﻗﻭﺓ ﺍلمجتمع ﺍلصناﻋﻲ ﺍلتي ﺘﺤﻭل ﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﻋﻤل ﺜﻭﺭﻱ ﻤﺴﺘﺒﻌﺩﺍ ﻜل ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ للتغيير، ﻭﻤﻨﻪ ﺠﺎﺀ ﻗﻭله ﺒﺄﻥ ﺇﺭﺠﺎﺀ ﺍلثوﺭﺓ ﺃﻤﺭ ﻤﺤﺘﻭﻡ.
ﻭلعل ﺍﺴﺘﺤﺎلة ﺍلثورة ﻀﻤﻥ ﺍلظرﻭﻑ ﺍلقاﺌﻤﺔ ﻓﻲ ﺍلمجتمع ﺍلصناعي ﺍلمتقدم، ﻴﻌﺒﺭ ﻋﻥ ﻤﺤﺩﻭﺩﻴﺔ المضمون ﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻲ لقيم ﻫﺫﻩ ﺍلدﻋﻭﺓ، ﻜﻭﻨﻬﺎ ﻻ ﺘﻤﺜل ﺇﻻ ﺃﺼﻭﺍﺕ ﺍﻷﻗﻠﻴﺔ ﺍلذﻴﻥ لم ﻴﺸﻤﻠﻬﻡ ﺍلتنميط، ﻭلم ﻴﻨﺨﺭﻁﻭﺍ ﺒﻌﺩ ﻓﻲ ﻨﻤﻁ ﺤﻴﺎﺓ ﺍﻻﺴﺘﻬﻼﻙ، ﻓﺎلطبقة ﺍﻷﻜﺒﺭ ﻤﻥ ﺍلمجتمع ﺘﻡ ﺇﺩﻤﺎﺠﻬﺎ ﻀﻤﻥ ﻨﻅﺎﻡ ﻤﺘﻜﺎﻤل ﻴﻨﺘﻬﻲ ﺒﺎلهيمنة ﻋﻠﻰ ﻜل ﺘﻁﻠﻌﺎﺕ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ، ﺤﻴﺙ ﻴﺤﺘل ﺍلتفكير ﻓﻲ ﺃﺩﻕ ﻗﺭﺍﺭﺍﺘﻪ، ﻭﺘﻀﺒﻁ ﺼﻭﺭﺓ ﺍلوﻋﻲ ﺍلمناﺴﺒﺔ. » ﻭﺇﺫﺍ ﻭﻀﻊ ﺍلمجتمع ﺃﻤﺎﻡ ﺨﻴﺎﺭﻴﻥ ﻤﻔﺘﺭﻀﻴﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺨﺹ ﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻪ، ﺍﻓﺘﺭﺍﺽ ﺃﻭل ﻤﺅﺩﺍﻩ ﺃﻥ ﺍلمجتمع ﺍلصناﻋﻲ ﺍلغرﺒﻲ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺍلحيلولة ﺩﻭﻥ ﺘﺤﻭل ﻨﻭﻋﻲ ﺠﺫﺭﻱ ﻓﻲ ﺍلمستقبل ﺍلمنظور ﻭﺍﻓﺘﺭﺍﺽ ﺜﺎﻥ ﻓﺤﻭﺍﻩ ﻭﺠﻭﺩ ﻗﻭﻯ ﻗﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍلتجاوز ﻭﻋﻠﻰ ﺘﻔﺠﻴﺭ ﺍلمجتمع ﻭﺘﻐﻴﻴﺭﻩ، ﻓﺈﻥ ﻤﻀﻤﻭﻥ ﺍﻻﻓﺘﺭﺍﺽ ﺍﻷﻭل (...) ﻫﻭ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﻗﺒﻭﻻ ﻭﺤﻀﻭﺭﺍ، ﻓﻴﻤﺎ ﻴﺒﺩﻭ ﺃﻥ ﻜل ﺍﻷﺴﺒﺎﺏ ﺘﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻻ ﻴﺘﺤﻘﻕ ﻤﻀﻤﻭﻥ ﺍﻻﻓﺘﺭﺍﺽ ﺍلثﻨﻲ . «[16] ﻭﻫﺫﺍ ﻴﺒﺭﺯ ﺃﻜﺜﺭ ﺃﻥ ﻗﺩﺭﺓ ﺍلتنميط ﺍلتي ﺘﻨﺘﻬﺠﻬﺎ ﻋﻘﻼﻨﻴﺔ ﺍلمجتمع ﺍلصناعي ﺍلمتقدﻡ ﺒﺈﻤﻜﺎﻨﻬﺎ ﺃﻥ ﺘﺼﺎﺩﺭ ﻜل ﺤﻅﻭﻅ ﺍلتغيير، ﻜﻤﺎ ﺘﺴﺘﺒﻌﺩ ﻗﻴﺎﻡ ﺍالحل ﺍلثوﺭﻱ. » ﻭﺨﻼﺼﺔ ﻤﺎﺭﻜﻭﺯ ﺘﺘﺭﻜﺯ ﺤﻭل ﻫﺫﻩ ﺍلنتيجة: ﻜﻠﻤﺎ ﺃﺼﺒﺤﺕ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍلمجتمع ﺍﻻﻀﻁﻬﺎﺩﻱ ﻋﻘﻼﻨﻴﺔ، ﻤﻨﺘﺠﺔ، ﺘﻘﻨﻴﺔ ﻭﺸﺎﻤﻠﺔ، ﺘﻌﺫﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ، ﺃﻜﺜﺭ ﻓﺄﻜﺜﺭ، ﺘﺼﻭﺭ ﺍلوسائل ﺍلكفيلة ﺒﺘﺤﻁﻴﻡ ﺃﻏﻼل ﻋﺒﻭﺩﻴﺘﻬﻡ ﻭﺒﻭﺼﻭلهم ﺇلى ﺤﺭﻴﺘﻬﻡ . «[17] ﺨﺎﺼﺔ ﻭﺃﻥ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻗﺩ ﺘﻡ ﺘﺸﻜﻴﻠﻬﻡ ﺒﺼﻭﺭﺓ ﻜﺒﻴﺭﺓ ﺒﻤﺎ ﻴﻀﻤﻥ ﻋﺩﻡ ﺤﺩﻭﺙ ﺃﻱ ﺍﻫﺘﺯﺍﺯ ﻓﻲ ﻜﻴﺎﻥ ﺍلمجتمع ﻤﻊ ﻀﻤﺎﻨﺔ ﺍﻻﺴﺘﻤﺭﺍﺭ ﻓﻲ ﺍﻹﺒﻘﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍلتوجه ﺍلذي ﺭﺴﻤﺘﻪ ﻋﻘﻼﻨﻴﺔ ﺍلمجتمع ﺍلقائم ﻭﺍلذي ﻴﺭﻓﻀﻪ ﻤﺎﺭﻜﻭﺯ ﺭﻏﻡ ﻗﻭله ﺒﺎﺴﺘﺤﺎلة ﺍلثورة ﻓﻲ ﻅل ﺍلظرﻭﻑ ﺍلحالية ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻴﻨﻔﻲ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺍلغيير ﻤﺴﺘﻘﺒﻼ، ﻓﻘﻁ ﻴﺭﻓﺽ ﻤﺎﺭﻜﻭﺯ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺍلشرﻭﻁ ﺍلتقليدﻴﺔ ﺍلتي ﻗﺎل ﺒﻬﺎ ﻤﺎﺭﻜﺱ ﺸﺭﻭﻁﺎ ﺤﺘﻤﻴﺔ ﺘﻨﺘﻬﻲ ﺇلى ﺇﺤﺩﺍﺙ ﺍلثورة، ﻭﺃﺭﺠﻊ ﻤﺎﺭﻜﻭﺯ ﺍلمشكلة ﺇلى ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺍلظﺭﻭﻑ ﻤﺭﻜﺯﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﺨﺘﻼﻑ ﺇﻨﺴﺎﻥ ﺍلثوﺭﺓ ﺍلذي ﺃﺼﺒﺢ ﻴﺘﺴﻡ ﺒﺎﻻﻴﺠﺎﺒﻴﺔ ﻨﺤﻭ ﻤﺎﻫﻭ ﻗﺎﺌﻡ، ﻭﻜﺫﺍ ﺘﻤﺎﺜل ﺍلوﻋﻲ لدى ﺍلجميع، ﻭﻫﻭ ﻤﺎ ﻴﻀﻌﻑ ﺸﺭﻭﻁ ﺍلثوﺭﺓ ﺭﻏﻡ ﺍلحاﺠﺔ ﺇلى ﻀﺭﻭﺭﺓ ﺇﺤﺩﺍﺙ ﺘﻐﻴﻴﺭ ﺠﺫﺭﻱ ﻴﻔﺘﺭﺽ ﺃﻥ ﻴﺒﺩﺃ ﻤﻥ ﺫﺍﺘﻴﺔ ﻜل ﻓﺭﺩ، ﻭﻫﻲ ﻋﻭﺍﻤل ﻤﻔﻘﻭﺩﺓ ﻭﻻ ﻴﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﺘﻴﺤﻬﺎ ﺤﺴﺎﺒﺎﺕ ﻋﻘﻼﻨﻴﺔ ﺍﻝﺴﻴﻁﺭﺓ.
ﻴﺨﻠﺹ ﻤﺎﺭﻜﻭﺯ ﺇلى ﺍلجزم ﺒﺎﺴﺘﺤﺎلة ﺍلثورة ﻀﻤﻥ ﺍلشرﻭﻁ ﺍلتي ﻴﺴﻤﺢ ﺒﻬﺎ ﺍلمجتمع ﺍلصناعي ﺍلمتقدم، ﻭﻫﻲ ﺍلشرﻭﻁ ﺫﺍﺘﻬﺎ ﺍلتي ﻴﻌﻜﻑ ﻋﻠﻰ ﺘﻭﻓﻴﺭﻫﺎ ﻋﻤﺩﺍ، ﻭﻴﺒﻘﻲ ﻤﺎﺭﻜﻭﺯ ﺇﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﺍلتغيير ﻗﺎﺌﻤﺔ ﻓﻲ ﺤﺎل ﺘﻭﻓﺭ ﺍلمناخ ﺍلملائم، لذلك ﻗﺎل ﺒﺈﺭﺠﺎﺀ ﺍلثورة، ﺨﺎﺼﺔ ﻭﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻴﻔﺘﻘﺩ ﺇلى ﺍلوﻋﻲ ﺍلثوﺭﻱ ﺍللازﻡ ﻓﻘﺩ ﺃﻀﺤﻰ ﺘﺸﻜﻴﻼ ﻁﻴﻌﺎ ﻻ ﻴﻘﻭﻯ ﺇﻻ ﻋﻠﻰ ﺍلخضوﻉ لمبدأ ﺍلوﺍﻗﻊ ﺍلقاﺌﻡ، ﻜﻤﺎ ﺃﻀﺤﻰ ﻭﻋﻴﻪ ﻓﻲ ﻅل ﻭﺤﺩﺓ ﺍلمتناﻗﻀﺎﺕ ﻋﺎﺠﺯﺍ ﻋﻥ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍلحقيقي ﻤﻥ ﺍلزائف، ﺇﻀﺎﻓﺔ ﺇلى ﺫلك ﻓﺎلفعل ﺍلثوﺭﻱ ﻓﻌل ﺤﺭﻴﺔ، ﻓﻜﻴﻑ ﻴﻤﻜﻥ ﻹﻨﺴﺎﻥ ﻏﻴﺭ ﺤﺭ ﺃﻥ ﻴﻨﺠﺯ ﻋﻤﻼ ﺜﻭﺭﻴﺎ ﺘﺤﺭﺭﻴﺎ ؟ ﻭﻗﺩ ﺃﻜﺩ ﻤﺎﺭﻜﻭﺯ ﺃﻥ ﺍﻹﻨﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍلمجتمع ﺍلصناعي ﻴﺘﻭﻫﻡ ﺍلحرية، ﻭﺃﻥ ﻤﺎ ﻴﻌﻴﺸﻪ ليس ﺇﻻ ﺤﺭﻴﺔ ﺨﺎﺩﻋﺔ ﻭﺒﺎﺌﺴﺔ، ﻓﺘﺄﺜﻴﺭ ذلك ﻴﻤﺘﺩ ليمنع ﺤﺼﻭل ﺍلثورة ﻭﺍلتغييرﺍلجذرﻱ للأﻭﻀﺎﻉ ﺍلتي ﻓﻘﺩﺕ ﻓﺎﻋﻠﻴﺘﻬﺎ ﻭﻤﺒﺭﺭﺍﺕ ﻭﺠﻭﺩﻫﺎ، ﻭلعل ﺍلحلقة ﺍلمفقوﺩﺓ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍلمعادلة ﻫﻲ ﺇﻨﺴﺎﻥ ﺍلثوﺭﺓ ﺍلذﻱ ﺘﻡ ﺘﻐﻴﺒﻪ ﻋﻤﺩﺍ، ﻜﻤﺎ ﺘﻡ ﻤﻨﻊ ﺍلعوﺍﻤل ﺍلذﺍﺘﻴﺔ ﻭﺍلموﻀﻭﻋﻴﺔ ﺍلتي ﺘﺤﺩﺙ ﺜﻭﺭﺓ ﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻴﻤﻜﻨﻬﺎ ﻤﻥ ﺘﺠﺎﻭﺯ ﻜل ﺍلزﻴﻑ ﺍلذي لحق الوﺠﻭﺩ الفردي الجماعي.
قائمة المصادر و المراجع :
[1]. هربرت ماركوز: الثورة والثورة المضادة، نحو حساسية ثورية جديدة، ترجمة جورج طرابشي، دار الآداب بيروث، ص 12. [2]. المصدر نفسه، الصفحة نفسها.
.[3]Herbert Marcuse : Le marxisme soviétique, éd. Gallimard, Paris, 1968, p.27. [4]. حسن محمد حسن: النظرية النقدية عند هربرت ماركيوز، دار الوفاء لدنيا للطباعو والنشر، مصر ، الطبعة الأولى 2001، ص 220. [5]. المرجع نفسه، الصفحة نفسها. [6]. هربرت ماركوز: الثورة والثورة المضادة، مصدر سابق، ص 13. [7]. المصدر نفسه، الصفحة نفسها. [8]. هربرت ماركوز: الثورة والثورة المضادة، مصدر سابق، ص 14. [9]. المصدر نفسه، الصفحة نفسها. [10]. هربرت ماركوز: البعد الجمالي – نحو نقد النظرية الجمالية الماركسية -، ترجمة جورج طرابيشي، دار الطليعة، بيرو ت، الطبعة الثانية، 1982م، ص15 . [11]. قيس هادي أحمد: الإنسان المعاصر عند هربرت ماركيوز، المؤسسة العربية للدراسات و النشر، بيروث، الطبعو الأولى1980 ، ص ص 154-155. [12]. هربرت ماركوز: الثورة والثورة المضادة، مصدر سابق، ص 53. [13]. المصدر نفسه، الصفحة نفسها. [14]. المصدر نفسه، ص ص53-54 . [15]. المصدر نفسه، ص 54. [16]. عبد الله إبراهيم: المطابقة والاختلاف،المركزية الغربية- اشكالية التكوين و التمركزحول الذات-، المركز الثقفي العربي ، الطبعة الأولى 1997م، ص 347. [17]. المرجع نفسه، ص 348.
#حمزة_لخضر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟
-
فيديو مروع يظهر هجوم كلب شرس على آخر أمام مالكه في الشارع
-
لبنان.. عشرات القتلى بالغارات الإسرائيلية بينهم 20 قتيلا وسط
...
-
عاصفة ثلجية تعطل الحياة في بنسلفانيا.. مدارس مغلقة وحركة الم
...
-
مقتل مسلح وإصابة ثلاثة من الشرطة في هجوم قرب السفارة الإسرائ
...
-
اتفقت مع قاتل مأجور.. نائبة الرئيس الفلبيني تهدد علنا باغتيا
...
-
العثور على جثة الحاخام المفقود في الإمارات وتل أبيب تعتبر ال
...
-
سكوت ريتر: بايدن قادر على إشعال حرب نووية قبل تولي ترامب منص
...
-
شقيقة الملك تشارلز تحرج زوجته كاميلا وتمنعها من كسر البروتوك
...
-
خبير عسكري روسي: واشنطن أبلغت فرنسا وبريطانيا مباشرة بإطلاق
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|