الطيب آيت حمودة
الحوار المتمدن-العدد: 5983 - 2018 / 9 / 3 - 02:34
المحور:
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
°°أحيانا بعض المماراسات تأكد لنا بأننا ننتمي لأمة تمجد جلاديها ، أمة مصابة ب (متلازمة ستوكهولم ) ، الأمة التي قال مالك بن نبي بأن لها ( قابلية للإستعمار ؟)
°°نظامنا يغذي تلك القابلية أحيانا ، فهو يمجد الأشخاص على حساب الشعوب ، ويخصص ميزانيات سخية لأنتاج أفلام تشجع ُ الإنبطاح .
°°فالشخصيات التي يُعالجها فيلم [الحاج أحمد باي ] شخصيات [ لا تعبر بملامحها وأفعالها ومواقفها عن الشعب الجزائري ] ، فالتاريخ يحدثنا عن انبطاحات واختلالات وقعت زمن حكم ( الداي حسين) خاتمتها تسليم مفاتيح [البهجة ] لقائد الحملة الفرنسية (الكونت دوبورمون في 5جويلية 1830 ) مقابل تخصيص سفينة لتهجيره وأسرته وحاشيته بما خف وزنه وغلا ثمنه تاركا الشعب في (حيص بيص) مع جيش الإستعمار الغاشم ، الشعب الذي راهن على مقدراته الذاتية ملتفا حول زعمائه الشعبيين مثل ( ابن زعموم ) و(الحاج سيدي السعدي) و(الحاج محي الدين بن المبارك) ...
°° الحاج أحمد باي مقاوم شرس حاول تجسيد الشعبية في تنظيم المقاومة باعتباره وريثا للسطة العثمانية لكنه له أخطاؤه الإستبدادية والإبادية ضد الأهالي الجزائريين ، واصطدم بقوة شعبية أكثر وطنية تمثلت في قوة ( دولة الأمير عبد القادر) ، فالصراع بينهما على الزعامة استغلته فرنسا بذكاء في (الإطاحة بهما معا )، وبقي الشعب بقيادات جهوية منقسمة سهل على فرنسا ابتلاعها .
°°° فعظماء الأمة [ الجديرون بالأفلام ] هم الذين استشهدوا في ساحات الوغى (وسلاحهم بين أيديهم ) ذوذا عن الوطن ، ك(علي لبوانت ) ، و (العقيدان عميروش وسي الحواس) اللذان سقطا في ميدان الشرف والسلاح بين يديهما ، و المقاوم محمد المقراني الذي لفظ أنفاسه في ساحة المعركة مع العدو بعد أربعين سنة من هروب حسين داي ، الأجدى الأخذ بنصيحة ملكتنا العظيمة [ ديهيا ] التي قالت [ الملوك لا يستسلمون . ]
#الطيب_آيت_حمودة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟