أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - خير أمة تستجدي الناس














المزيد.....

خير أمة تستجدي الناس


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 5982 - 2018 / 9 / 2 - 16:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خير أمة تستجدي الناس
" اعلنت الولايات المتحدة الأمريكية يوم امس عن توقفها لدفع مساعداتها المالية لصندوق الأمم المتحدة لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين UNRWA ) ) معللة هذا الإجراء بكثرة الأموال التي تدفعها الحكومة الأمريكية . كما جاء في اسباب هذا التوقف عن الدعم المالي ، ان المنظمة الدولية اعترفت بعدد كثير من الأشخاص باعتبارهم لاجئين . كما جاء في الأخبار بان الفلسطينين ادانوا هذا الإجراء ، وتاسفت منظمة اللاجئين على إتخاذ امريكا لهذا القرار . كما ورد في الخبر بأن المنظمة تستلم سنوياً ما يعادل 947 مليون اويرو تقريباً ، تدفع الولايات المتحدة الأمريكية ثلثه تقريباً . إلا ان ما دفعته الولايات المتحدة الأمريكية عام 2017 مثلاً كان بحدود 291 مليون اويرو فقط . اكثر من 700000 ( سبعمائة الف ) فلسطيني يستفيدون من هذا الدعم المالي لهذه المنظمة التي اسستها الأمم المتحدة عام 1949 لإغاثة اللاجئين الفلسطينين بعد قيام دولة اسرائيل ." ( عن جريدة ـ الأحد في فرايبورغ ـ في 02. 09. 2018)
بأية مشاعر يواجه الإنسان العربي هذا الخبر الذي يضع امة الثروات ، الأمة التي تملأ بنوك العالم بمدخراتها المالية ، الأمة التي لم تتوقف عن التبجح بتدينها بدين لا يدع مجالاً للفقر بين اهلها ، الأمة التي خرجت تواً من نحر ملايين الخراف والأغنام التي لم تشبع بها بطون جياع ينتظرون مساعدات " اهل الكفر " ، الأمة التي لا تخجل بأن يستجدي ابناءها وبناتها واطفالها وشيوخها منذ اكثر من سبعين عاماً من امم لا تربطهم بهم تلك الروابط التي يطلقها العرب في الهواء من وحدة الدم والمصير ، الأمة التي تنام عروشها وكروشها على المذلة والهوان والإحتقار من قبل العالم الذي اصبحت عالة عليه في كل شيئ تحتاج اليه في حياتها اليومية ، الأمة التي ستظل عارية حتى من ورقة التوت إذا ما تخلت عنها مجتمعات " الكفر " التي لا ترى فيها إلا مجموعة مغفلين شاء القدر ان يضع كثيراً من الموارد الطبيعية تحت تصرفهم وهم لا يفقهون منها شيئاً غير ضمانة استمرار بقاء الكروش على العروش .
لقد وصل الإبتذال بامة العرب درجة اصبح معها الإنسان العربي الذي يعيش هذا الإبتذال سيان كان راضياً به او ساخطاً عليه موضع سخرية شعوب الأرض التي لا ترى في هذه الأمة إلا الركوع الأبدي للتخلف الفكري والإستمرار على اجترار الماضي بعنجهية فارغة اعمت بصيرتها عن التطلع نحو المستقبل الذي تخطط له الأمم الحية التي تنتقل باجيالها المتعاقبة نحو كل ما يربطها بتطور الفكر الإنساني وبالتالي نحو الحياة المرفهة السعيدة الخالية من كل الخزعبلات التي يفرضها الجهلة والمتخلفون ، كما هم في امة العرب بكل ما تضمه مجموعاتهم الفقهية و" العلمية " التي لا تعرف من العلم غير الكفر بدوران الأرض وعلاج الأمراض ببول البعير وعزل نصف المجتمع الذي اتى برجالهم إلى هذه الدنيا .
يبدو ان امة العرب لم تعد تعرف الخجل حينما تعيش سبعين عاماً على استجداء الآخرين ، خاصة ما يسمونهم اعداءً لهم ، لينقذوا من تسببت سياسات حكامهم بتهجيرهم من اراضيهم وجعلهم يعيشون ليس في كنف اهلهم وابناء جلدتهم القادرين على ايواء اضعاف اضعافهم ، بل عالة على مجتمعات اخرى تنفق عليهم ما يحتاجونه لقوت يومهم . اين الضمير العربي الرافض لمثل هذه الإهانة . اين العقل العربي الذي لم تخلوا منه المجتمعات العربية بعد ، على قلته ، لكي يرضى بهذا الذل وهذه الإهانات التي توجهها الدول المانحة للاجئين الفلسطينيين بقطع المساعدات المالية عنهم ، وجبابرة الخليج واوباشه ينفقون المليارات سنوياً على منظمات ارهابية لكي تشيع الرعب والقتل والجريمة في العالم كله . اين الإنسان العربي الواعي الذي يرى كل هذه الإهانات ويسكت عنها ، في الوقت الذي يسرح ويمرح فيه صبيان البترودولار في ملاهي وبارات وكازينو قمار الغرب ، ينفقون الملايين على ملذاتهم الدنيئة غير آبهين ولا مفكرين بملايين الجياع الذين يستجدون الغير من البشر الذين لا تربطهم بهم اية صلة لا من قريب ولا من بعيد .
ليس فقط اللاجئون الفلسطينيون الذين ينتظرون ان تمن عليهم الدول " الكافرة " بالمساعدات المالية ، بل ملايين اللاجئين الآخرين الذي يشكل العرب والمسلمون نسبة كبيرة منهم ، لم يلجأ احد منهم الى بلد عربي ، خاصة دول البترودولار التي بامكانها ان تضمهم جميعاً دون اي حرج . لكن الأمور تسير على عكس ما يمكن ان يقوم به اي انسان يحترم نفسه ودينه ويتمتع بهذه الإمكانيات المالية التي يتمتع بها خنازير الخليج وكل الحكومات التي جعلت خيرات بلدانها بايدي لصوص يمتصون دماء شعوبهم دون وازع من ضمير او رادع من خجل .
العقل العربي والإنسان العربي بحاجة الى ثورة فكرية عارمة تقضي على التخلف السائد اليوم الذي يقود المجتمعات العربية نحو المزيد من سخرية الغير واستهزاءه بشعوب لديها كل شيئ لكنها لا تستطيع ان تُنجز اي شيئ .
الدكتور صادق إطيمش



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسؤولية جيلنا امام حقائق التاريخ
- تجربة علَّها تكون نافعة
- مآزقهم ومنافذنا ...
- نحن وتجارب الثورات الجماهيرية
- ونظل نحتفل بالرابع عشر من تموز كعيد وطني
- وهكذا مر عام الفراق
- وظلم ذوي القربى أشد مضاضةً ...
- تساؤلات عابرة للتحالفات
- ليفعلها تحالف - سائرون - ويقلب ميزان القوى السياسية
- يا اعداء الشيوعية ... إنحدروا
- انياب الإسلام السياسي تلاحقنا ..... فاقلعوها
- الفشل عنوان تجربة احزاب الإسلام السياسي التي لا ينبغي لها ان ...
- لا تنتخبوا . . .
- الأول من آيار والتشويه الرأسمالي لمضمونه
- نداء ورجاء ...
- هل صحيح ما يروج له دعاة مقاطعة الإنتخابات البرلمانية في العر ...
- فاجأتنا وفجعتنا يا دانا
- الخطاب الإنتخابي في العراق وقدرة الأداء
- الكفيشي يرتجف على منبره ...
- واحسرتاه


المزيد.....




- نتنياهو يعاود الحديث عن حرب القيامة والجبهات السبع ويحدد شرو ...
- وزير خارجية إسرائيل: الاعتراف الفرنسي بدولة فلسطين -خطأ جسيم ...
- معلقون يتفاعلون مع قرار حظر الإمارات التحدث باللهجة المحلية ...
- بوتين يعلن عن هدنة في شرق أوكرانيا بمناسبة عيد الفصح وزيلينس ...
- المحكمة العليا الأمريكية تقرر تعليق عمليات ترحيل مهاجرين فنز ...
- وزارة الدفاع الروسية تعلن عن عودة 246 جنديا من الأسر في عملي ...
- البحرية الجزائرية تجلي 3 بحارة بريطانيين من سفينتهم بعد تعرض ...
- الأمن التونسي يعلن عن أكبر عملية ضبط لمواد مخدرة في تاريخ ال ...
- -عملناها عالضيق وما عزمنا حدا-... سلاف فواخرجي ترد بعد تداول ...
- بغداد ودمشق.. علاقات بين التعاون والتحفظ


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - خير أمة تستجدي الناس