أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الاغظف بوية - الصيف في المغرب.. الشواطئ والزوايا














المزيد.....

الصيف في المغرب.. الشواطئ والزوايا


محمد الاغظف بوية

الحوار المتمدن-العدد: 5981 - 2018 / 9 / 1 - 19:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نحن المغاربة في بلد يعشق أهله التمتع بكل ما هو جميل وممتع ورائع. وكلما اقتربت عطلة نهاية السنة الدراسية، تحمل مئات الآلاف من العوائل أمتعتها وتتوجه في رحلات داخلية إلى الشواطئ والأنهار والأماكن الجبلية. وفي عز الصيف، يبحثون عن أماكن مناسبة للسياحة، هروبا من القيظ. لكن الغريب أننا في مجتمع يخرج أبناؤه للمشاركة والتفاعل في ملتقيات يغلب عليها الطابع التقليدي وقيم العرف، إذ تحتفظ وتحتفل بعض الملتقيات بتاريخ الخيالة والفروسية تقليدا سنويا، وفي الصحراء يحتفل أهلها بسباقات الهجن. والغريب أنّ أناسا يعشقون التوجه إلى "المداشر" و"الدواوير" والمدن للاحتفال بموسم ولي من الأولياء كما هي عادة معظم ساكنة المغرب وموريتانيا والجزائر في تقديس الماضي، والاحتفاظ به في الحاضر، بل استحضاره رمزا للبقاء وهوية تصمد في مواجهة موجة التقدم والتطور والعولمة.
الغريب أن الدولة بأجهزتها تقدم على عملٍ لا يحسب على مفهوم الدولة المدنية، إذ تعمد على تنظيم هذه الملتقيات بالدعم المالي تارة، وبالتشجيع تارة أخرى، وغالبا ما تتحمل الدولة جزءا كبيرا من أنشطة المواسم الدينية.
على الرغم من هتافات التغيير والمدنية وتصالح الدولة مع الحداثة، تبقى الدولة رهينة للمواسم التي أضفت عليها الصبغة الدينية، إذ تهدف من ذلك إلى إثبات دفاعها عن قيم دينية "مغربية خالصة"، ولمواجهة التيارات الإسلامية كالسلفية والإخوان المسلمين، أو للتصدّي لجماعة العدل والإحسان.
لقد أغرق خطاب الدولة الديني المجتمع بملتقيات ثقافية واقتصادية ضيعت الثقافة، وحوّلتها إلى ثقافة بدون ثقافة، إذ تحولت مدن بأكملها إلى ساحات لاستقبال الموسيقى والرقص، بما يخالف تماما أصالة المحتفى بهم، إذ لا معنى للموسيقى قرب زاوية أو ضريح.
ما يحدث في العطل الصيفية، يستدعي منا محاولة فهم واستيعاب تخصيص الأموال والساحات للاحتفال بموسم قبيلة قرب الشاطئ مثلا، أو استدعاء مثقفين للوقوف على مفاهيم التنمية الاجتماعية والاقتصادية في مواقع ليست مناسبة لطرح أمورٍ كهذه.
ثمّة أصوات تحذر من تخدير المجتمع، فالعودة إلى الماضي، عبر هذا النوع من الاحتفاليات، يغرق المجتمع بالتنميط والتراجع إلى الوراء، إذ لن تخدم مواسم الزوايا المجتمع، ولن تفيد في التنمية الاجتماعية والاقتصادية. هذا الإغراق أوصل الناس إلى التنافس في تخليد ذكرياتٍ قد تكون مستوحاة من التاريخ الشفهي.
صناعة الإنسان تشترط التركيز على مقومات الصمود في مواجهة الأخطار المحدقة بالبلاد، عبر توفير الصحة الجيدة والتعليم الذي يقود البلاد إلى مصاف البلدان المتطورة.
أمر صحيح أن نعمل على الاحتفاظ بتاريخنا القديم والمحلي كإرث نستلهم منه حكمة وعلما وخطوة، على أن لا نؤسس لواقع جديد يتداخل فيه الماضي، ونسجن أنفسنا داخل تلك الرؤية الضيقة.



#محمد_الاغظف_بوية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهازل العرب
- الاسلاميون : الديمقراطية مرفوضة واقعا
- المواطن الافتراضي
- المغرب : الخرافة رد فعل
- التصوف ضد العنف
- السلفية في المغرب :صراعات ومواجهات
- لماذا نرفض الاخر ؟ والرفض متبادل .
- تكفير الفكر
- الثقافة الحسانية : الارتزاق القاتل
- خذلان الثورات العربية
- التطرف لغة منتشرة ، مشاهدات بين مراكش والعيون
- التغيير في ايران
- تجربة اصلاحات تم التراجع عنها .حزب العدالة والتنمية نموذجا
- المغرب : احزاب المواكلة
- موريتانيا المغرب : الاعلام يغذي الخلافات
- المغرب : حراك ضد الجميع
- المدرس ونقاشات العوام
- ماكدونالدز يقتحم رمال الصحراء
- القيم الاسلامية واهتزاز الحركات الاسلامية .الاصلاح والتوحيد ...
- ابن رشد من الفقه الى الفلسفة


المزيد.....




- على ارتفاع 90 مترًا.. عُماني يغسل سيارته مجانًا أسفل شلال -ا ...
- في إسطنبول نوعان من القاطنين: القطط والبشر في علاقة حب تاريخ ...
- بينها مرسيدس تُقدّر بـ70 مليون دولار.. سيارات سباق أسطورية ل ...
- هل فقد الشباب في الصين الرغبة بدفع ضريبة الحب؟
- مصدر دبلوماسي لـCNN: حماس لن تحضر محادثات الدوحة حول غزة الخ ...
- مقاتلتان من طراز -رافال- تصطدمان في أجواء فرنسا
- حافلة تقتحم منزلا في بيتسبرغ الأمريكية
- دبابات ومروحيات أمريكية وكورية جنوبية تجري تدريبات مشتركة با ...
- كاميرا ترصد الاعتداء على ضابط شرطة أثناء المظاهرات في فيرجسو ...
- طلاب بنغلاديش من المظاهرات إلى تنظيم حركة السير فإدارة الوزا ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الاغظف بوية - الصيف في المغرب.. الشواطئ والزوايا