مهند طلال الاخرس
الحوار المتمدن-العدد: 5979 - 2018 / 8 / 30 - 17:37
المحور:
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
الكلمة الحرة هي الكلمة المسؤولة، وإلا اصابت في مقتل، وحصدت خيرة الشباب .
لقد اختارت حركة فتح لنفسها خطة لتصل الى فلسطين لخصته في شعار بسيط وواضح وعميق هو "البنادق كل البنادق باتجاه العدو"، لذا كان رد فتح دائما على الاتهامات والمزايدات الموجهة اليها بمزيدا من القبضة الفولاذية على هذه البنادق صانعة الانتصار وبالمزيد من البنادق الموجهة باتجاه العدو ، وردت ايضا بدع الف زهرة تتفتح في بستان الثورة ، وعليه كانت فتح تثق ، ان ممارشة هذه الشعارات(الخطة) هي السبيل لتعبئة الجهود ورص الصفوف وتوحيد القوى وتصحيح المسار ومواجهة التامر وكشف العملاء والمتجنحين والمنبطحين والمزايدين ، وخلق الانسان العربي الجديد .
ورغم ان هذه الشعارات استطاعت انتزاع المبادرة من العدو ، واستطاعت ان تصون استقلال البندقية في وجه الاحتواء وفرض الوصاية، فان العدو لم ولن يستسلم، بل سيبقى يحاول ويحاول بان يتسلل ويضرب من الداخل وضمن شعارات ومطالبات اصلاحية متعددة كمعالجة ظاهرة التجنح مثلا ويتناسى معالجة الاهم والاولى كسياسة التجني مثلا او التنميط او الحيونة او التنمر او البلادة او التبع وكلها امراض تنظيمية اخطر واهم ، لكن هي مسالة الانتقاء لتواضع الفهم ومحدوديته ، ودون ان يعلم المتنمر ان كل واحدة تؤدي الى الاخرى.
بسطاء الناس في بلادنا يعرفون قيمة البندقية ويعرفون ان من يملك البندقية يجب ان يملك لسانه معها، يعرفون ان للبندقية تقاليدها وحقوقها وواجباتها، ويعرفون ان البندقية في يد الاطفال تقتل وفي يد العقلاء تصون، يعرفون ان البندقية في يد الشعب حرية وفي يد السلطة قمع، يعرفون ان البندقية في يد الثوار ثورة وفي يد غيرهم ثروة.
لقد تعود البعض ان يجمع الاعداء في سلة واحدة ويرجمها بالكلمات، ولكن البندقية لا تستطيع، فحاملها لا يغفل من هم الاعداء ولكنه مضطر لان يختار من بينهم الاول لكي يركز عيه النيران.
ان الموتى لا يقومون في هذا العصر ، وان قرأنا على قبورهم الاف صفحات النقد الذاتي. لذا لا يتسلى الذين يحملون البنادق بالكلام، ولا يسرعون بالاحكام، ولا يخلطون بين العدو والصديق، ويحترمون القلم والكلمة كما يحترمون البندقية، ويعرفون ان هناك فرقا كبيرا بين البندقية وعصا الراعي .
#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟