مهند طلال الاخرس
الحوار المتمدن-العدد: 5976 - 2018 / 8 / 27 - 17:57
المحور:
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
*التطرف والاعتدال والكلمة والبندقية
أثبتت التجارب الثورية عبر مراحل التاريخ ان المتطرف إما انه غبي او مستغبي أو أنه مرتبط(عميل)؛ لأن المتطرف يتحدث عن مرحلة لم تقع بعد، وبالتالي فإن حديثه غير قابل للمارسة، ولكنه خطاب شعبوي يثير الحماسة ويجيش العواطف ويثير الغرائز ، وعليه يكون هذا الشخص غبيا او عميلا او ذو طموح او باحث عن دور . شخص يريد أن يصل الى موقف شعبوي متشدد مستخدما الصوت العالي ودماء الاخرين، ولا يدرك بسبب غبائه أو جهله او غله اوحقده تجاه الاخرين بأن وصوله الى موقع او سلطة او مسؤلية ما عن طريق التطرف إنما يحمل في ثناياه بذور حتفه ونهايته ، لأنه لا يستطيع ان ينفذ ما وعد وصرح وهدد به، أو ان يكون مرتبطا بقوة خارجية (هذا ان لم يكن مأجورا)، حيث تريد هذه القوة من تطرفه أن توصله الى موقع القيادة لينفذ مخططاتها.
أما فيما يتعلق بالتطرف والاعتدال وما اصطلح على تسميته بالخط المعتدل والخط المتطرف؛ فنحن العرب الفلسطينيون نرفض هذه التصنيف، فنحن لانؤمن بإعتدال أو تطرف في القضايا الوطنية والقومية، لأننا لسنا في حالة شخص يعشق إمرأة حتى يتطرف في عشقه او شخص يمارس التجارة حتى يتطرف في ممارسة المغامرة ، نحن نتعامل مع قضية والقضية مقياسها الصواب والخطأ، فاستعمال الكلمة في موضع البندقية لا يعتبر إعتدالا إنما يعتبر خطأ، وكذلك استعمال البندقية في موضع الكلمة لا يعتبر تطرفا وانما خطأ فالمقياس هنا هو الصواب والخطأ .
وهذا ملخصه أن على الكلمة ان تقوم بدورها وتفي بواجبها بما يتفق مع السياق الوطني والبعد عن المكتسب الشخصي او الحزبي، وبما يتفق مع المحيط العام دون هوادة او مغالاة ودون استنزاف باقي الطرق إن كانت تؤدي الهدف المنشود، حتى انه في القواعد الفقهية القانونية تقضي القاعدة بوجوب موائمة العقوبة مع الجرم، وفي المباديء الاعلامية ان على الكلمة أن تغطي عري البندقية، وفي ثوابت العمل السياسي فإن البندقية (العمل العسكري)تزرع والكلمة(العمل السياسي) تحصد.
#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟