سليم صويعي
الحوار المتمدن-العدد: 5975 - 2018 / 8 / 26 - 20:10
المحور:
الادب والفن
صباح ذلك اليوم طلبت مني أمي النزول إلى القرية لشراء ساطور, حان وقت قطع رأس أبي.... قالت إنه بدأ يهجر ولا داعي لانتظار المزيد من الهذيان منه.
أفرحني اقتراحها فنزلت مسرعا, لم ينزل أحد منا منذ زمن طويل.... القرية لم تعد القرية والناس لم يعودوا الناس؛ لم يفهموني, لغتي غريبة ملامحي غريبة وساطوري الذي جئت لشرائه أغرب....
اشريت الساطور, رجل طاعن في السن كان يتكلم لغتي سُعد بوجودي.... وعندما أعلمته بالهدف من شراء الساطور فرح وأهدانيه دون مقابل.
عندما عدت إلى الجبل, فرحت أمي بعودتي, خشت ألا أعود.... يومها فقط أعلمتني أن لي إخوة نزلوا ولم يعودوا.... كنت أظن أني ابن وحيد ولم أغضب لأنها أخفت عني الحقيقة كل السنين التي خلت, اللامبالاة كان موقفي من الاخوة الذين اكتشفت وجودهم يومها.... لا أستطيع شرح الكيف لكني حبي لأمي لم يتأثر بل زاد.
زاد أكثر عند قطع رأس أبي.... إلى آخر لحظة ظل يهذي, سمعته وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة يدعو إلى النزول ويلعن ماما.... لا أستطيع شرح كيف, لكني سعدت بقتله وبغيابه نهائيا من حياتنا؛ أنا ماما والجبل.
#سليم_صويعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟