أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - قاسم محمد حنون - الماركسية والحاجات الانسانية















المزيد.....

الماركسية والحاجات الانسانية


قاسم محمد حنون

الحوار المتمدن-العدد: 5975 - 2018 / 8 / 26 - 18:46
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


الماركسية والحاجات الانسانية
ليست الماركسية كلية الجبروت وشاملة لتفسير التاريخ والطبيعة والعالم . كما يدعي اهم زعمائها بتصوري. بل هي اجابه لجزئية تاريخية منقوصه لم يتربص لها او يكتشفها غيرها. حيث كان الانسان ومن خلال ممثليه تاريخيا من الفلاسفه والانبياء وسحرته, يؤكدون على عوالم اخرى غيرى الانسان بجسده الواعي الغير مفصول من الرأس.اي ماوراء العالم المنضور والمعلوم والمحسوس. فوضعوا الالهه ووحدوها وتكاثرت ونمت بالوعي البشري ومخيلته عبر المجرى التاريخي للبشرية . حتى جائت العقلانية والعقل والتفكير من ذات الانسان وحسه اتجاه العالم. دون الخضوع لكائنات فوقه. وبدات المثالية تسود والتفكير والعقل وقدرة وسيطرت الانسان لفهم وادراك هذا العالم.وكان شوط طويل وتضحيات ومساجلات نورة وكلفت البشرية والعلماء من الكثير وهو تحول تدريجي قاسي ضروري للتطور الذي نشهده اليوم بعالمنا الفلسفي والعلمي والكوني.. حتى تكون جيشان من البشر ماديين ومثاليين وانشطر منهما مدارس اخرى صحفية مفسرة ومرددة ومجتهده من منطلق المدرستيين تلك. نبعت الماركسية من احدى تلك المدارس المادية بثوب جديد واجتهاد جديد كان قد طرأ قبلها لكن ليس كمنهاج بل كاحلام ومقتطعات. ربما بسبب طبيعة التطور الصناعي والتقني وولوج نظريات اخذت مساحتها من الفضاء الاجتماعي الفكري وخاضت معاركها ولكن بسلاح له ادواته وجمهوره وجنوده ومناصريه. فضهرت نظرية التطور ونظريات اخرى. دفعت بالماركسية للتصدي بقوة وجراة لاعلان ماديتها الاحادية وديالكتيكها العالمي للطبيعة والتاريخ والمجتمع. كانت ثوريتها تتجلى بان كل شيء يفنى ذاته ليتطور الى ذات اكثر رقي بشكل معقد ولكن اكثر تطورا كحالة حتمية . وصراع الاضداد والشيء ونقيضه والصيرورة الفاعلة بدون ارادة سلبية او فاشية بل اراده طبيعية. بمعنى ان ساق الزهرة واوراقها تتطور من البذرة والحبة, حيث تتلاشى البذرة بهيئة تطور عبر اوراقها ساقها دون ان تمر فاس لقطعها. انه تطور طبيعي وتدريجي وهو حي لاموت فيه ولانهاية. بل هنالك سماد للتطور يرفض ان يكون سماد خلف هذا التطور وهذا هو العقل المثالي الذي يرفض الموت ولايتحمله فيتخيل عالم اخر ويد خفية تتجسد بالطبيعة نفسها وفوقها. كما يقول سبينوزا؟ ان الماركسية تؤمن بالفاعلية والاصرار البشري عبر ارادته لمواجهة الطبيعة. وكذلك لمواجهة التناقض والصراع الاجتماعي. الذي افرز ثورية الراسمالية البرجوازية والتي نبعت من عمق الاقطاعية ونبلاءها وتقاليدها وايدلوجيتها. ونمت باحشائها وتصادمت مع تقاليدها وافرزت علاقات وقوى اخرى ايضا نمت تقاليدها وايدلوجيتها عبر نفس الصراع اليومي القائم. وافرزت البرجوازية صراعها مع طبقة اخرى نمت هي ااخرى باحشاء الطبقة المسيطرة الجديدة وايدلوجيتها وتطور الصراع ومازال بمولوده الجديد اجتماعيا ولكنه يقترب سياسيا ويبتعد عبر الارادة الثورية للتغيير التي تحققت ادواته ومادته وتقاليده وايدلوجيته والتجارب كثيرة لهذا الصراع القائم ايضا. والطريق مازال شائكا والصراع على اوجه ومحتدم جدا. وياخذ اشكال ولبوس اخر بفعل الصراع الفوقي الايدلوجي الذي تسيطر عليه وتتملكه البرجوازية العالمية من خلال سيطرتها على بيروقراطية المؤسسات ااعلامية والعنفية والابناك والتعليم والربية والمؤسسات الدينية الكبرى. ان معرفة العالم بالنسبة للماركسية هي حسب المقولة الشائعة. افعال الناس هي من تحدد مساراتهم وعلاقاتهم. وليس الصورة والادراك والفكرة. لان تلك الخصائص هي غير موجودة فيزيائيا بالزمكان. فالفكرة ليست مادية. نعم انها نستطيع ان ننظر الى تلافيف الدماغ والدماغ كله. لكن الفكرة لاوجود مادي لها. الا بفعل الممارسة والسلوك والابداع والعلم والتكنلوجيا والعلماء. لذلك تعتمد الماركسية على الممارسة وليس على الصورة والتامل كما ينطلق هيجل والمثاليين وجمهور كبير مازال يعتقد بالعقل والوعي. وليس الواقع الاجتماعي والوجودي الموضوعي للعالم النتغير بفعل تطوره عبر الممارسة ووسائل الانتاج التي تفرضه الحياة نفسها وذاتها. للك يقول ماركس اذا اردت ان تتعرف على مجتمع ما بتاريخ ما. فلا تعتمد على القصص الشعبية والاساطير وتصوراتهم. بل عن وسائل انتاجهم وانعكاسها على حياتهم. فكلما تتطور تلك الوسائل من الخارج يتطور الانسان والمجمع من داخله. وهذه هي العلاقة بين المادة والوعي والروح والطبيعة واولولية واسبقية المادة على الفكر والوعي . فاينما تجد تطورا ما. تقول ان الانسان هنا وعقل ما كان هنا. ان التجريد هو انعكاس لواقع وشكل مادي حتمي وليس تجريدا بمعنى التجريد. ومن هنا يكون للخيال المجرد قيمة. كما تكون للبضاعة قيمة عندما تكون قيمة استعمالية ومنفعية. لايمكن ان تتخيل عروس البحر او نصف حصان وراس انسان دون ان ترى الانسان ووجهه. فالانطباع عن تلك المجردات هو لاقيمة له لكنه ايضا لاياتي من الخيال المجرد من دون واقع لصورة الانسان فيزيائيا. ان التصور القديم بفعل غياب الممارسة والادوات هو الذي جعل كثير من افلاسفه يدركون ان العالم مرتب عضويا بدون الرجوع الى الخصائص والتنوع المحدد. فمثلا كانوا يعتقدون ان طعامنا مكون من شعر واسنان لكن بذرات صغيرة بالعالم. وهكذا تنشيء اسناننا ومكوناتنا. كما يحث اليوم باننا مكونون من النجوم عبر ذرات غاية في الصغر وغير متناهيه. ان التحول الكمي الى نوع اخر هو ذاتي عبر تحولات ومتناقضات وليس بفعل المحيط حيث نموت اذا كان اي جسم خارج المحيط الذي يتغذى منه وهو ارتباط عضوي عام. لذلك مفهوم نفي النفي يواجه النسبية. وهو ليس من نابع من تصوراتنا او ايدلوجيتنا. بل بالواقع الحياتي المتغير. حيث هنالك عملية نفي لاتنتهي لكل حقيقة سنصل اليها عبر الممارسه والبحث والدرس والتجربة. فالحقيقة المطلقة هي في الواقع المنفي لواقعه وليس عدم الوصول الى حقيقة. ان عدم معرفة العالم رغم الاعتراف بتناقضاته هو عودة للميتافيزياء والركون والاستسلان ودعوة لعدم قدرة الانسان والانسان الاجتماعي بمغرفة هذا العالم كي يتسنى له تغييره. ان الثورات الاجتماعبة هي برهان ساطع على اهمية القفزات الجبارة في تطور المجتمع.وهناك قفزات لاتتم الا خلال وقت طويل . وربما تستغرق زمنا طويلا في تطور المجتمع(كالثورة الاشتراكية العالمية مثلا) يقول انجلز ان زمن تلك الخرافة التي كانت تعزو الثورات الى الحقد الذي تحمله حفنة من المحرضيين, قد ولى منذ زمن بعيد." لقد قدر لينين قانون وحدة وصراع المتضادات ف لديالكتيك الماركسي. معرفا نظرية التناقضات بنواة الديالكتيك وجوهره. وهي تلك القوة المحركة للتطور, الكامنة في اساس انتقال التبدلات الكمية الى كيفية, في اساس القفزات من الوضع القديم الى الجديد, في اساس حركة الوجود الابدية التي لاتعرف الكلل.



#قاسم_محمد_حنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحفاة بين النظريات الشيوعية والبرجوازية
- محرومي المجتمع والسلطة السياسية
- لن ننفظ؟ وسوف ننتفض
- العراق بحاجة الى اداة ثورية وحزب ثوري لايساوم
- الجزء الثاني من رواية جوع في العراق الجديد
- البطالة وسياسة التجويع
- الجزء الاول من رواية جوع في العراق الجديد
- من اجل حراك ثوري وليس مدني
- سلطة المليشيات والبديل المجالسي الضرورة
- قصة قصيرة : في الحرب فقط تاكدت انني رجلا
- حرية الراي والتعبير بلا قيد وبلا شرط
- الشرطوية والتبعية وبضعة مستقيلين
- من اجل الاشتراكية
- رواية اصوات وذاكرة
- ردا على الردود حول استقالة اربع او ثلاثة رفاق.
- الانتهازية والتحزب الشيوعي
- مابعد الأنتخابات والحوارات العمالية والبرجوازية
- اصنام الفاسدين تتهاوى
- ميتافيزياء البرلمان وواقعية الثورة بالتغيير
- الانتحارات بصفوف الشباب والفتياة العراقيات خاصة


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - قاسم محمد حنون - الماركسية والحاجات الانسانية