أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مازن كم الماز - من استبداد إلى استبداد و من سجن إلى آخر و من كذبة إلى أخرى














المزيد.....


من استبداد إلى استبداد و من سجن إلى آخر و من كذبة إلى أخرى


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 5975 - 2018 / 8 / 26 - 13:33
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


عندما تقرأ استشراق ادوار سعيد لا يمكنك أن تتوقف عن التساؤل عن الطريقة التي ننظر فيها , "كعرب" , "كمسلمين" , "لآخرنا" اليوم و بالأمس عندما كان "أجدادنا" هم الفاتحون و المحتلون و القتلة , سادة الإمبراطورية .. من بين كل الذين قهرهم "أجدادنا" الفاتحون العرب ( استعبدوهم ) كان انعتاق الفرس أسرع من الآخرين : كانوا أول من تحدى أسطورة تفوق الغزاة و استدرجوا مستعبديهم إلى نقاش طويل ملأ الكتب و المجالس عن من هو "الأرقى" : السادة الجدد أم العبيد ( السادة القدامى ) .. كان ذلك أسهل لأن "الفرس" جماعة كبيرة من البشر و ذات تاريخ إمبراطوري عريق في استعباد و احتقار الشعوب الأخرى .. لكن ملايين البشر عانوا يومها بصمت دون حتى أن يلفتوا انتباه أحد و بقيت آلامهم و مأساتهم خارج التاريخ المحفوظ الذي وصلنا .. و ما العنصرية التي نمارسها اليوم تجاه "آخرنا" الكردي أو الأمازيغي و الأقليات الإسلامية , "زنوجنا" , أولاد العبيد و بقاياهم , إلا بقايا استشراق أجدادنا الإمبراطوري القديم .. و الأكثر إدهاشا أننا نمارس هذه العنصرية تجاه الآخرين الذين يعيشون "بيننا" بينما نتحدث عن الاستشراق الغربي ضدنا بكل جدية و بضمير مرتاح أو مستقيل .. "للبروليتاريا" الكثير من "المدافعين" الذين يطمحون "لتمثيلها" و "قيادتها" لتصبح الطبقة الحاكمة , السائدة , السلطة القادمة .. تستطيع البروليتاريا أن تتكلم بل و أن تصرخ أحيانا و تعلن عن آلامها على غير ما يمكن للتابع * أن يفعل ( كما قالت سبيفاك ) .. إنها كثيرة العدد , يزعم الماركسيون أنها "غالبية المجتمع" , لكن المهم أيضا أنها "تعمل" , "تنتج" , أن أخلاقياتها و سلوكياتها و "قيمها" تقع داخل السائد و "المقبول" اجتماعيا , قيم الطبقة الحاكمة حسب ماركس ( عمليا كل الطبقات السائدة منذ أن استعبد الإنسان الإنسان ) .. و عملها هذا بالنسبة لماركس ( المنتج للقيمة الزائدة ) هو مبرر مطالبتها "بالعدالة" أي أن تصبح الطبقة السائدة , الحاكمة , السلطة .. إن احتقار الماركسيين للأكثر تهميشا في المجتمع ليس خافيا على الإطلاق و هو ليس إلا استمرار لاحتقار البرجوازية لها .. يسمونها "البروليتاريا الرثة" , يعني الماركسيون بالبروليتاريا الرثة تماما ما يعنيه النازيون بغير الآريين أو الإسلاميون بالكفار .. احتقار فئات كالعاهرات , صغار المجرمين و اللصوص و أطفال الشوارع و المثليين جنسيا و ذوي الإعاقات الجسدية و العقلية و مدمني المخدرات و صغار المتاجرين بها و المتسولين , لا يقتصر فقط على السلطات القائمة أو رجال الشرطة .. هؤلاء البشر عمليا بلا صوت , بلا هوية , بلا وجود فعليا .. لا أحد فعليا يتحدث عن هؤلاء , بل إن الحديث عن هذه المجموعات بحد ذاته مثير للشبهة و يتحاشاه أي إنسان طموح , "أخلاقي" , و "عاقل" .. يتعرض هؤلاء للمطاردة اليومية و القتل في كثير من الأحيان , على مدار الساعة , في أحيان كثيرة من جيرانهم أو "إخوانهم" المضطهدين الذين يعتبرونهم عبئا على البشرية و مرضا لا شفاء له .. هؤلاء التعساء الذين ولدوا فقط ليعانوا و ليكافحوا من أجل حياة أقل ما يقال فيها أنها غير جديرة بالبشر , يلامون على قدرهم , يعاقبون لذنب لم يقترفوه و يستباحون دون أي وازع أو تردد حتى من قبل من يتحدث عن عالم "أكثر عدلا و إنسانية" .. هل من المنطقي إذن أن نتساءل , إذا افترضنا أننا نعيش في عالم منطقي أو أننا كائنات منطقية أو أن ما نقوله و "نتبادله من أفكار" هو حوار منطقي , لماذا لا يستطيع المهمشون أن يسمعوا أصواتهم و آهاتهم رغم كل هذا الضجيج و الصراخ عن التهميش و الاضطهاد , و عن علاقة التهميش أو الاضطهاد بكل السرديات الكبرى التي تزعم مواجهته , و السبب وراء أن كل تلك السرديات انتهت و تنتهي باضطهادات جديدة و استعبادات جديدة , بطبقات حاكمة جديدة و سجون جديدة ..



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 1793دي ساد : التماس لدعم ( ديانة ) عبادة العقل
- إيريكو مالاتيستا : فكرة الحكومة الجيدة
- أنطونين أرتو راثيا فان غوخ
- الإسلام صالح لكل زمان و مكان
- حلوا عن مي سكاف
- فلسطين التي لا تموت
- محاولة أنثروبولوجية للإجابة على سؤال : من نحن
- الثقافة العربية المعاصرة : ثقافة من دون سوبرمان
- نقاش في صفات الله و أسمائه الحسنى
- السلطويون
- بين القطيع و الفرد
- في انحطاط المعارضة السورية
- ما رأيته و تعلمته في معسكرات كوليما - فارلام شالاموف
- كل هذا العويل و الصراخ على كرونشتادت
- إذن أنا موجود
- لا أبرياء و لا مجرمين
- تعليق على افتتاحية موقع حزب الشعب الديمقراطي السوري -إسطوانة ...
- الجرائم بحق الروهينغا
- كي نصبح مثل إسرائيل - عن المحرقة السورية
- الفرص الضائعة


المزيد.....




- بطراز أوروبي.. ما قصة القصور المهجورة بهذه البلدة في الهند؟ ...
- هرب باستخدام معقم يدين وورق.. رواية صادمة لرجل -حبسته- زوجة ...
- بعد فورة صراخ.. اقتياد رجل عرّف عن نفسه بأنه من المحاربين ال ...
- الكرملين: بوتين أرسل عبر ويتكوف معلومات وإشارات إضافية إلى ت ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في كورسك
- سوريا بين تاريخيْن 2011-2025: من الاحتجاجات إلى التحولات الك ...
- -فاينانشال تايمز-: الاتحاد الأوروبي يناقش مجددا تجريد هنغاري ...
- -نبي الكوارث- يلفت انتباه العالم بعد تحقق توقعاته المرعبة خل ...
- مصر.. مسن يهتك عرض طفلة بعد إفطار رمضان ويحدث جدلا في البلاد ...
- بيان مشترك للصين وروسيا وإيران يؤكد على الدبلوماسية والحوار ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - مازن كم الماز - من استبداد إلى استبداد و من سجن إلى آخر و من كذبة إلى أخرى