أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيار مواطنة - افتتاحية مواطنة :رموز “الإنتصار” وحقائقه.














المزيد.....

افتتاحية مواطنة :رموز “الإنتصار” وحقائقه.


تيار مواطنة

الحوار المتمدن-العدد: 5975 - 2018 / 8 / 26 - 02:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تم في الأسبوع الأخير، في المدخل الجنوبي لمدينة حمص، ترميم وتدشين تمثال حافظ الأسد، الأب المؤسس لأسوء نظام مرعلى سورية، كما كانت قد جرت إعادة التمثال المشابه إلى مدخل حماة قبل أكثر من سنة، والأخير تم حجبه سابقاً خوفاً عليه من الإهانة والتحطيم، مثلما كان مصير الكثير من التماثيل والصور الكبيرة للعائلة الأسدية.هذين العملين الرمزيين قد يعبٍران عن التباهي بانتصارعسكري لكنهما لا يعنيان أبداً أن النظام استعاد شرعية مفقودة، محلية أوعالمية، رغم بقائه عضواً في الأمم المتحدة ومؤسساتها، فلأسباب كثيرة استعاد النظام تماسكه، لكن لاتزال كلمة النظام وخاصة كلمة الدولة فضفاضة على مقاسه.هو ليس أول نظام مستبد يقاوم إمكانية إزاحته، والتاريخ ملئ بالامثلة.

وفي الشهر الأخير جرى أيضاً تعميم رسائل رمزية ل”الإنتصار الاسدي”، فتم إبلاع آلاف العائلات السورية، عن طريق سجلات النفوس، بموت الرجال والشباب والنساء وحتى الأطفال، في المعتقلات، بالسكتات القلبية التي يترجمها السوريون فوراً إلى ” تحت التعذيب”. كل ذلك يتم رغم ما تشكله هذه الرسائل من اعترافات واضحة بارتكاب جرائم الاعتقال والتعذيب حتى الموت، فالنظام الأسدي مطمئن إلى أن التوازنات الدولية لا تسمح بتحويل الكثيرين من مسؤوليه، ناهيك عن الأسد نفسه، إلى محكمة الجنايات الدولية رغم وجود العديد من القرائن القانونية.

مقابل رموز ” الإنتصار” أية حقائق يمكن أن تعبر عن وجود “دولة” في الوضع السوري؟

إذا ابتدأنا ب “الشعب” الذي لابد منه كأساس في الدولة، هل نستطيع أن نهمل وجود ملايين المهاجرين في الدول القريبة والبعيدة؟ ربما، وفق نظرية ” التجانس” الأسدية النازية، لا ضرورة لعودتهم ولا حاجة لهم، لكن وفق “عقلانية” بوتين لابد من عودتهم، لحل مشاكل اللاجئين في الدول المجاورة، وفي سياق إعادة تأهيل النظام الاسدي دولياً، عودة اللاجئين ضرورية للحصول على تمويل إعادة الإعمار، الذي لا يستطع القيام به يوتين وحلفاؤه، وهم الذين يعانون من الحصار الإقتصادي أصلاً. وإذا ذهبنا إلى ما هو أعمق من ذلك هل تستطيع مؤسسات وأجهزة أمن “مملكة الخوف” المتجددة استعادة السيطرة على مكونات الشعب السوري القومية والدينية والطائفية؟

وإذا انتقلنا إلى الجغرافية، هل يسيطر النظام الأسدي، أو يستطيع السيطرة، على كل الحيز الجغرافي الذي كانت تشغله الدولة السورية؟ الأمريكان لن يتركوا المنطقة الشمالية الشرقية إلا بعد تصفية الحساب مع الوجود الإيراني في سورية وهم موجودون بالتحالف مع قوى محلية سورية، وهم يربطون رحيلهم أيضاً بحصول انتقال سياسي حقيقي يعبرون عنه بدستور جديد وانتخابات بإشراف دولي.

وفي الشمال يسيطر الأتراك على مساحات من الأرض السورية وفق قبول دولي أمريكي وروسي، وليس واضحاً حتى الآن كيف يمكن إنتهاء أو إنهاء هذا الوجود، فإمكانات النظام لا تسمح له بالمزاح مع الأتراك. بالطبع لا يزال وضع إدلب غير محسوم، ولا يزال خاضعاً لمساومات إقليمية ودولية من خلال اجتماعات حصلت أو ستحصل بين الأطراف المعنية، ولا يخفى على أحد أن التحذير الغربي الحاسم بعدم استخدام الكيماوي أثناء اقتحام إدلب، له وجهه الآخر، وهو أن “تحرير” إدلب متفق عليه دولياً باعتباره مواجهة ل”جبهة النصرة” ذات النفوذ الكاسح في المنطقة، لكن هناك إشارات يرسلها الروس عن الفصل بين ما يسمونه المعارضة الصحيحة وبين الإرهابيين، كما توجد عدة نقاط مراقبة تركية وبعضها في منبج بتنسيق مع الأمريكان، لذلك من غير الواضح تماماّ بعد، تصور الاستعادة الكاملة لإدلب من قبل النظام.

وفي مناطق أخرى سورية لا تزال “داعش” تسيطر على جيوب متعددة وأغلب المراقبين يشككون في جدية النظام في مواجهتها، بل بدا واضحاً في الجنوب، شرق السويداء، أن النظام معني بتركيع أهالي السويداء وإجبارهم على سوق شبابهم للخدمة العسكرية، أكثر مما هو معني بمواجهة داعش التي أصبحت أضعف بكثير من فصائل المعارضة السورية، التي هزمها النظام بدعم حلفائه.

أما إذا تحدثنا عن البنية القانونية للدولة، أيضا كمكون ضروري للوجود والاستقرار، فإن طريقة مواجهة النظام لخصومه لم تعتمد على “جيش النظام” والمؤسسات النظامية الاخرى فقط ، كبنى رسمية قانونية وظيفتها حماية الدولة ومؤسساتها، بل اعتمدت أكثر على قوى خارجية ميليشاوية من جهة، وعلى قوى محلية عسكرية أو شبه عسكرية أشبه بعصابات لا تمتلك أية عقيدة قتالية، وبالطبع لا ضرورة للتنويه عن غياب أي مرجعية أخلاقية أو دستورية أو قانونية في سياق المواجهة مع الخصوم، فحتى لو تصرف الخصوم كعصابات يفترض بالدولة أن تتصرف كدولة. إن تعب السوريين من الحرب والموت والاعتقال والتعذيب يجعلهم يعودون إلى الصمت، لكن هذا القبول السلبي لا يؤمن استقراراً حقيقياً في المدى المتوسط داخل البلد.

أخيراً فيما يخص السلطة، كأحد عناصر الدولة، فلا أحد يجادل في عجزها عن حماية حدودها ومواطنيها ولا في إمكانية وجود قوانين ناظمة حقيقية للعلاقة بين الناس،عدا علاقة القهر والقسر وآليات الفساد وترك الحبل على الغارب للعصابات الأسدية المنفلته من عقالها، والتي تمارس تشبيحها على جميع المواطنين السوريين، وتعنبر أن من حقها أن تقبض ثمن قتالها مع النظام بأي طريقة كانت، و الشكوى منها لا تقتصر على المعارضين بل تشمل المؤيدين أيضاً، هذا ما شهدناه في تعفيش مخيم اليرموك وما نشاهده كل فترة من تجاوزات عصابات “الدفاع المدني” التي تمارس القتل والسرقة والاغتصاب والخطف مقابل فدية.

كل ما سبق يعني أن المشوار لا يزال طويلاً أمام الشعب السوري وأن الإنتصار العسكري للنظام لا يعني عودة الامور كما كانت، سورية تغيرت ودفعت الثمن وستتابع إلى أن تصل إلى دولة الحرية والكرامة، دولة المواطنة.

“تيار مواطنة”

25.08.2018



#تيار_مواطنة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افتتاحية مواطنة :العمل السياسي، وقت مستقطع
- افتتاحية مواطنة : اجاك الدور يا دكتور!
- افتتاحية مواطنة :تحديات العلمانيين في المشهد السوري
- بيان تيار مواطنة :حول القصف الذي تقوم به القوات التركية على ...
- افتتاحية تيار مواطنة :ماوراء فشل جنيف 8
- الرقة من الصمت الى عين العاصفة
- بيان من” تيار مواطنة” في الذكرى السنوية السادسة لانطلاقة الث ...
- افتتاحية مواطنة : الى جنيف 5 بدون تأخير
- افتتاحية مواطنة :جنيف والاعتقال السياسي
- افتتاحية مواطنة :جنيف4 والخيارات المتاحة
- افتتاحية مواطنة :في انتظار جنيف الأدوار الإقليمية والدولية
- تصريح من تيار مواطنة يعلن مغادرته لائتلاف قوى الثورة والمعار ...
- افتتاحية مواطنة :لامعنى للدستور بدون مرحلة انتقالية
- افتتاحية مواطنة :النساء وغياب الديمقراطية
- افتتاحية موقع مواطنة :هل تبدأ مسيرة السلام في سورية
- مخرجات المؤتمر الرابع لتيار مواطنة
- موقفنا من الهدنة ومؤتمر استانة
- افتتاحية مواطنة :في وداع 2016 .. هل هُزمَت الثورة السورية؟!
- افتتاحية مواطنة :ارادة الحل الروسي وخياراتنا الصعبة
- افتتاحية مواطنة :هل نتعلم الدرس؟ حتى لا تصبح إدلب حلب ثانية. ...


المزيد.....




- الكويت: القبض على مقيم بحوزته سلاح ناري دهس رجل أمن عمدا وفر ...
- آلاف المؤمنين في ملقة يشاركون في موكب عيد الفصح السنوي
- تقرير يحصي تكلفة وعدد المسيرات الأمريكية التي أسقطها الحوثيو ...
- إعلام أمريكي: كييف وافقت بنسبة 90% على مقترح ترامب للسلام
- السلطات الأمريكية تلغي أكثر من 400 منحة لبرامج التنوع والمسا ...
- البيت الأبيض يشعل أزمة مع جامعة هارفارد بـ-رسالة خطأ-
- ارتفاع حصيلة الضربات الأميركية على رأس عيسى إلى 74 قتيلا
- الكرملين: انتهاء صلاحية عدم استهداف منشآت الطاقة الأوكرانية ...
- في ظلال المجرات… الكشف عن نصف الكون الذي لم نره من قبل
- القوات الروسية تتقدم وتسيطر على ثالث بلدة في دونيتسك


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تيار مواطنة - افتتاحية مواطنة :رموز “الإنتصار” وحقائقه.