محمد نور الدين بن خديجة
الحوار المتمدن-العدد: 5972 - 2018 / 8 / 23 - 22:12
المحور:
الادب والفن
قصائد من دفتر : "المتون والهوامش في زمن الأسى والعطش "
1 - العطاش ..
———————-
هنا ينتظر ..
دوما ينتظر ..
كل شيء يتوقف
على الذي يأتي
ولا يأتي ..
ممكن ..أو ربما مستحيل ..
فالأمر ” موقف ”
والشقاء ينتظر فرصته
ليشتغل ..
سيبقى واقفا لابديل ..
– ماذا تتقن ؟
– كل شيء سيدي
كل شيء ..
…
…
يتفحصه شزرا
من شعرات رأسه
حتى خرائب حذائه ..
– هل يوافق ؟ ! ..
فالشقاء ينتظر فرصته
ليشتغل ..
سيبقى إذن واقفا لابديل ..
سوق نخاسة هو ” الموقف”
عطش مزمن يؤذن بالوباء القاتل
وبالرحيل ..
…
…
– أرني هويتك ..
يقلبها باشمئزاز
كما العدوى
كأنما الجذام …
يعيدها له .. جيد
هكذا أحسن .
الشمس حارقة
والعطش مزمن
والشغل نزر
وما يبل ريقه ناذر ناذر
وقليل ..
” عطاش ” هو الموقف إذن
عطاش ينتظر فرصته ليشرب
وطابور الشقاء
طويل
طويل
طويل … طوييييييييييييييييييييييييييييييييييل ..
2- البطالة
———————-
عريض المنكبين
بارز الجبهة
مفتول العضلات
قليل الكلام ..
هكذا في مكانه
كل يوم
لايتزحزح .. لاينام ..
***
في الصبح
يرقب ببلادة
الخادمات
عمال النظافة
الموظفين الإداريين
المياومين
ومن لاهوية لهم
وهم يتدحرجون
في الشارع
في فوضى تارة
وتارة في نظام ..
***
في الظهيرة
جالسا على طرطوار
يرقب كما عادته
السيارات
الشاحنات
الدراجات
والراجلين
والعربات …
هكذا يتعرف على الوقت
دون ساعة يدوية …
الثانية عشرة إذن
الثانية عشرة بالتمام ..
***
في العصر ..
بعد المغرب قليلا
لايتزحزح عن موقعه
ينسج الرتابة
في دعة
في انسجام ..
***
في الليل ..
آخر الليل
يدخن سيجارة رديئة …
تمر بائعات الهوى
– لايشتري هوى ! .
السكارى
– ولا حتى نقطة جعة .
القطط
– لافضلات طعام .
دوريات الشرطة
لايهم لا أمان ولا تأمين .
يمر ..
يمر ..
والباقي كثير
كثير الكهم
كما الأوهام ..
…
…
راسخ في مكانه
كم مر عليه من كوابيس الأيام
الشهور
من الأعوام ..
***
عريض المنكبين
بارز الجبهة
مفتول العضلات
قليل الكلام ..
هكذا في مكانه
لايتزحزح ..لاينام ..
…
…
حقا هي البطالة
البطالة حقا
لاتنام ..
شعر : محمد نور الدين بن خديجة
26 يوليوز 2018 المغرب .
*** العطاش : في الدارجة المغربية تطلق على العامل المياوم .
***" الموقف" : المقصود بها في الدارج المغربي ..مكان تجمع العمال المياومين في انتظار من يطلب تشغيلهم .
#محمد_نور_الدين_بن_خديجة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟