أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالزهرة الركابي - الجنرال أبو الثلج !














المزيد.....

الجنرال أبو الثلج !


عبدالزهرة الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 427 - 2003 / 3 / 17 - 01:48
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


  
بعد أن قسّم نظام صدام العراق الى أربع مناطق عسكرية حسب خطة دفاعه فإن من المضحك أن يكون عزت الدوري ( قائدا" ) للمنطقة الشمالية الني تضم محافظات الموصل وكركوك وتكريت بالإضافة الى محافظات أربيل والسليمانية ودهوك .
أحق تسمية تطلق على النظام العراقي بعد تسميات الإجرام والغدر واللصوصية هي تسمية : نظام الجنرالات الزائفة أو الفارغة ، حيث ان رأس النظام مثلما هو معروف لم يضع قدما" واحدة في ساحة الجيش أي لم يؤد الخدمة العسكرية ، ومع ذلك نراه يحمل أعلى رتبة جنرال (( مهيب )) بعد ان جعل من نفسه قدوة لباقي أفراد زمرته وعصابته وأفراد عشيرته وأسرته ، حيث منحهم أعلى رتب الجنرالات أسوة بشخصه مثل (( مهيب ، فريق ، لواء )) على الرغم من كونهم لا يفقهون بالعلم العسكري بل انهم لم يكونوا أهلا" لمثل هذه الرتب العالية بتاتا" ، الى الحد الذي صار صدام فيه يوزع عليهم هذه الرتب العسكرية العالية بالكيلوغرامات وليس بالمفرد أو المفرّق .
   وترجمة لعقدة النقص السالفة فقد ركب صدام مركب العسكرية المغامرة والتهور والنرجسية السوداء من أجل ان يثبت هذا المجرم (( فنونه العسكرية )) سيما بعد أن وضع على كتفيه شارة أو رتبة أكبر جنرال التي جعلته يوهم نفسه ، انه حقا" أكبر جنرال ، الأمر الذي جعله مهووسا" بشن الحروب على جيران العراق ، تغطية وترجمة لعقدة النقص التي يشعر بها والتي فحواها عدم إنخراطه في صفوف الجيش قبل سيطرة نظامه على الحكم في العراق .
   على هذا النحو المذكور أصبح صدام (( أكبر جنرال )) في العراق ولم ينس بالطبع أن يغدق على أفراد نظامه بمثل هذه الرتب الجنرالية ولكن أقل درجة من رتبته ، ومن جراء ذلك أصبح بائع الثلج عزت الدوري جنرال بإعتباره (( نائب رئيس مجلس قيادة الثورة )) كما أصبح طه الجزراوي الكردي التركي والذي يمعن بمزايدة العرب بعروبته هو الآخر جنرال كونه (( نائب رئيس الجمهورية )) ، وهكذا ينطبق الحال على المجرم علي الكيماوي (( علي حسن المجيد )) الذي كان عريفا" في الجيش لكنه قي عهد نظام صدام أصبح هو أيضا" جنرال ((لواء )) بعد ان أصبح من كبار جنرالات الإجرام ، ويكفيه إجراما" ما إرتكبه من جرائم في الكويت وقبل ذلك جرائمه المعروفة في مدينة حلبجة الكردية .
   أما الجنرال أبو الثلج عزت الدوري فإن له حكاية معروفة بعد ان تحولت الى إضحوكة ، وفحواها ان صدام اتصل بعزت الدوري أثناء الحرب العراقية الإيرانية طالبا" منه زيارة الجبهة من أجل رفع معنويات القطعات العسكرية في الوقت الذي كانت فيه إيران تشن هجوما" على شرق البصرة ، بإعتباره اكبر جنرال بعد (( الجنرال الأكبر )) صدام ، فلم يتأخر أبو الثلج عن تنفيذ الأمر حيث هرع الى إرتداء ملابسه العسكرية ولم ينس بالطبع ان يضع على كتفيه رتبة الجنرال بالإضافة الى النياشين والأوسمة التي لا تعد ولا تحصى ، وبعد ذلك حملته طائرة هليوكوبتر الى المقرات الخلفية في جبهة القتال والتي تنحصر واجباتها في الشؤون الإدارية والتموين والإعاشة والإدامة ، وهي بالتالي بعيدة عن جبهة القتال بمسافة لا تقل عن خمسين كيلومترا"  .
   وأثناء أحدى إجتماعاته بالجنود والضباط في المقرات الخلفية وقف أحد ضباط الإعاشة راجيا" الإستجابة لطلبه الخاص بضرورة توافر الثلج في الجبهة خصوصا" وان الجو كان قائظا" وشديد الحرارة ، فأجابه الدوري على الفور : (( يا أبني لقد تركنا هذا الكار منذ زمن بعيد )) فلم يتمالك الجنود والضباط أعصابهم حيث إنفرطوا في الضحك بعد ان ذكرّهم الدوري بأيامه عندما كان يبيع فيها الثلج .
   ويقال ان صدام عندما سمع بهذه الحكاية أو الإضحوكة إبتسم بخبث وهو يقول : (( ملعون عزت حتى من جعلناه جنرال .. ما زال يأخذه الحنين الى أيام بيع الثلج )) . 
  

 



#عبدالزهرة_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ردم الحرب أم إنتظارها ؟
- يهود ونفط وخدمات صدام
- مستقبل العراق
- هل تتوافر ضمانات الإستسلام ؟ !
- إغتصاب أخير قبل النهاية !
- حكاية عقال رؤوس العرب
- الأولوية للقضية الفلسطينية أم للقضية العراقية ؟
- العرب وضعوا بين خيارين لا ثالث لهما : دعم وتأييد واشنطن أو ا ...
- بيانات عنصرية مرفوضة - أين هو بيان العراق وسط بيانات الفئات ...


المزيد.....




- تفاعل على ترحيب أصالة بأحلام في جلسات موسم الرياض ورحيل صادم ...
- النرويج تقفل تحقيقها بشأن أجهزة -بيجر حزب الله- التي انفجرت ...
- -سي إن إن-: الحكومة الإسرائيلية ستصوت على اتفاق وقف إطلاق ال ...
- برلماني روسي: -أوريشنيك- أظهر حتمية اقتصاص روسيا ممن يعتدي ع ...
- وزير الخارجية الإيطالي: إيطاليا لن ترسل عسكريا واحدا إلى أوك ...
- المتحدث باسم ترامب: إسقاط القضايا الفيدرالية ضد الرئيس بمثاب ...
- شولتس بعد ترشيحه رسميا: هدفنا تصدر المشهد وأن نصبح الحزب الأ ...
- حرب غزة.. أول إبادة جماعية بالبث المباشر
- أفرزتها حرب مدمرة.. غزة تحت وطأة مجاعة وأمراض وحصار لا هوادة ...
- خبراء أمميون: إسرائيل مسؤولة عن سلامة مصور الجزيرة فادي الوح ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالزهرة الركابي - الجنرال أبو الثلج !