أكاديوس
الحوار المتمدن-العدد: 5971 - 2018 / 8 / 22 - 18:43
المحور:
الادب والفن
أكاديوس هذا هو اسمي الذي قرأته ذات معراج ..
على شاهد قبر متمرد سومري ..
أكلت أرضة القرون أسفار تكوينه عظامه لون شعره ..
تواريخه عناوينه وتركت له كيس أحزانه ..
أكاديوس الذي نسيه أهله في كل قصيدة وتذكره ..
لصوص القوافل في مغاراتهم فسلبوه كل أفراسه ..
جوازات غربته وحقائب ألوانه وفاتهم في غمرة تقاسم أحلامه..
أن يسلبوه اسمه ..
اسمه الكان لعنة المدن التي نزحت إلى القرى ،
لوثة القرى التي غرقت في الرمال ،
شغف الرمال التي ابتلعت أبراج الوطن ..
أكاديوس نبي يهودي تائه يحمل بقجته الملآى ..
باللا شيء المدهون بالعسل ، اللوز المطلي بالسم ،
الخنجر النابض المستل من رماد القلب ..
أكاديوس طلسم أبصرته وشما يلمع على صدر زنجيتين سحاقيتين ..
خلف ساقي تمثال تولوز لوتريك في البصرة ..
أبصرته شهقة ضمير يستل حدبة خطابات نوتردام ليحتز بها ..
أغصان الورود المرسومة في حنايا محراب الكوفة ..
أبصرته في بؤبؤ عين جوني ديب قرصان بغداد الأعور ..
وهو يتسلى بتعذيب السمك المسقوف تحت جسر الأحرار ..
أبصرته صرخة من صوان تقلب البغل روبن هود قچغچي أربائيلو ..
وهو يهرب ثيران الآشوريين المجنحة الى خيمة جنكيزخان ..
أبصرته في لبن الشهوات المشتعل بين فخذي خلاسية ..
هاربة من الهيكل النبوي على جمل الفتنة ..
أبصرته في ليالي الأندلس وهي تغرق في كأس ويسكي ..
نبت بين نهدي مونيكا بيلوتشي وهي ترضع آثام الوحي لابن الرب ..
أكاديوس هذا هو اسمي وتلك النوارس التي تعبر البحار ..
من دون بوصلة بعض أسئلتي المجوسية ..
وتلك الأصنام التي تحمل تابوت البارثينون على أكتاف إيمانها القلق ..
تلك أشرعتي ، شهيقها والزفير ، مدها والجزر ،نشيدها والنشيج ،
صمتها والغناء ، غيابها والحضور ، حبها والكراهية ،
فراغها والامتلاء ، رحيلها والبقاء ، فرحها والبكاء ..
أكاديوس فتى منفي من تلك البلاد التي فاضت أساطيرا حمراء ..
يوم هوى النجم من عليائه وتصحرت كل محابر الآلهة ..
قلم ينبش قبور التاريخ والجغرافية بحثا عن عيني إينانا ...
وذراعي فينوس وكفي العباس ...
ورأس الحسين ..
يتنبأ بقيامة ألف تموز ، والف مسيح ، والف ألف علي ...
وقيامة وطن واحد ..
#أكاديوس
#أكاديوس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟