حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية
(Hanan Hikal)
الحوار المتمدن-العدد: 5969 - 2018 / 8 / 20 - 18:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا اذكر أن هناك اعياد كانت تمر على جموع الشعب المصري وهم يحملون كل هذا القدر من البؤس والقهر، فعلى ما يبدو أن القهر وحده هو ما يمنحه النظام الذي يتحكم في هذا البلد بلا ثمن.
وبينما يطالبنا رأس النظام بأن ندفع لأنه لا يوجد شئ بلا ثمن، ليس علينا أن نسأل نحن عن عوائد أبار الغاز والبترول ومناجم الذهب والمعادن التي تباع أمام أعيننا، وليس علينا أن نسأل عن عوائد ما يتم بيعه من شركات وأراضي في أفضل مواقع.
لا يهم أن تكون هذه المواقع حدودية تهدد الأمن القومي أو تتمتع بمواقع استرتيجية، لا يهم إن كانت تمثل جزء من تاريخ هذا الشعب وتراثه، لا يهم ان كانت تتمتع بأي قيمة فنية أو أثرية، فكل شئ للبيع وكل شئ وله ثمن.
ليس علينا أن نسأل أين ذهبت مليارات الجنيهات والدولارات التي نالها هذا النظام على سبيل الدين او المنحة؟
ليس عليك أن تسأل فهؤلاء الذين تصلهم العوائد ليسوا مثل البشر كما قال أحد شيوخ زمن البؤس والهوان، ولا أعرف حقا كيف يكون العسكر مختلفين عن البشر، فهل نزلوا من الفضاء الخارجي، أو خرجا من أعماق الأرض، أو انحدروا من احد سلاسلات الخيل والحمير؟ وهل لديهم 46 كروموسوم مثلنا أم أن لديهم مجموعة مختلفة من الكرموسومات؟ وهل هذا ما يجعلهم مجردين من الشعور لا يحترمون شيئا ولا يقفون عند خطوط حمراء؟
هل هذا هو ما يجعلهم لا يتوقفون عند استقرار مصر في قاع تصنيف التعليم على سبيل المثال بعد أن كانت مصر منارة للعلم والفن والثقافة قبل أن يحكم هؤلاء عليها قبضتهم وينتزعون منها دماء الحياة؟ "ويعمل ايه التعليم في وطن ضايع!"
ليس عليك أن تسأل أيها المواطن لأن السؤال أيضا له ثمن وثمن فادح وقد يكلفك سمعتك وراحة بالك وخصوصياتك، فالقهر وحده هو ما يوزعه هذا النظام على ابناء الشعب بالمجان، ولديه منه الكثير من الألوان والمقاسات مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
اصبحنا في مصر وحالنا كحال الشعر المتنبي حينما قال:
عيد بأي حال عدت يا عيد .. بما مضي أم بأمر فيك تجديد
#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)
Hanan_Hikal#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟