أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - أزمة السكن العراقية ستنتهي عام 2200














المزيد.....

أزمة السكن العراقية ستنتهي عام 2200


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 5967 - 2018 / 8 / 18 - 21:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العم أبو عبدالله العجوز المتقاعد, قضى عمره يتنقل بين بيوت الإيجار مع عائلته الكبيرة, وكان أبيه بنفس حاله, ولم يرث من أبيه الا الإيجار, حاول مرارا تغيير واقعه, لكنه فشل في مهمة الادخار, والتي تحتاج لمائة سنة كي يوفر من راتبه القليل! في النهاية استسلم للقدر العراقي, وأدرك انه سيرحل عن الدنيا وهو يعيش في بيت إيجار, أن مسالة الحصول على بيت ملك في العراق تحتاج لأحد الأمرين: إما إعجازي مثل تدخل علاء الدين خادم المصباح, أو طريق منحرف مثل ان يتحول المواطن إما لمطية للأحزاب, أو لص أو مرتشي! وهذه الطرق هي فقط من توفر له ما يحلم به ــ فقط في العراق العجيب ــ بئس هذا الواقع الذي صنعه لنا رؤوس الكفر الذين يحكمون العراق.
لو نعود للوراء أربعين سنة بالتحديد منذ عام 1980, فان نظام صدام أهمل وضع خطط وبرامج للسكن تكفل تحقيق الاستقرار الاجتماعي على المدى البعيد, فقط اكتفى الطاغية بتوزيع قطع الأراضي على منتسبي تشكيلات الجيش والداخلية, وكانت أسعار العقارات مناسبة, فقط غابت الخطط والبرامج للإسكان, وبعد عام 1991 تفاقمت أزمة السكن, أو قل كشفت عورة النظام البعثي, حيث أصبحت أزمة السكن خانقة مع ارتفاع شديد لأسعار العقارات ومواد البناء, مما جعل الناس تعيش أزمة خانقة, وظهرت معها مشاكل اجتماعية مخيفة, حيث ازداد معدل الجريمة, وارتفع معدل الطلاق والعنوسة, وظهر ارتفاع في حالات الانتحار, فكل شيء يرتبط بالسكن والاستقرار والشعور بالطمأنينة.
ثم جاء حكم الأحزاب ــ الشريفة والنزيه جدا ــ! لتضغط على الشعب وتسحقه عبر إهمال قضاياه المصيرية, ومنها السكن, كي لا يزاحمهم الشعب على كراسيهم, فهو درس صدامي حفظته جيدا الطبقة السياسية التي تحكم العراق, وهكذا تبقى الملايين من ابناء الشعب تحلم بالحصول على قطعة ارض أو بيت صغير, حتى لو مجرد خمسين متر! يحفظ كرامتها ويعطيها الاستقرار, لقد تحول حلم بناء بيت من الأحلام البعيدة جدا! والتي قد تتحقق في بلد أخر كالصومال أو جيبوتي, لكن لا تتحقق في العراق.
سئلت أبو عبدالله العجوز المتقاعد الذي يسكن بيت للإيجار خلف السدة: " متى سيكون لك بيت خاص بك, حتى ترتاح من عذاب الإيجارات؟
شعر بالحزن من سؤالي الذي اثأر جرح الزمن, صمت قليلا ثم قال : " لو فكرت قليلا بالنظام الديمقراطي القبيح تجده انه يكفل بقاء الأحزاب مسيطرة على الحكم, وهذا يعني ان الازمة ستدور من حكومة الى اخرى, لذا أتوقع ان عام 2200 سيكون هنالك بيت لكل عراقي, أي بعد ان نموت ويموت أبنائنا وأحفادنا" فضحكنا طويلا ثم دمعت عيون ابو عبدالله وبكى الرجل, حاولت مواساته كي يهدأ, ومواساة نفسي أيضا فكلنا بنفس الحال, قلت له:" إذن جيد, بقي فقط 182 سنة! ونملك بيتا صغير يشعرنا بالطمأنينة والاستقرار".
ــ



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هكذا أصبحت صحفيا
- فضائح بالجملة لاتحاد الكرة العراقية
- غفلة الساسة عن المنهج الاقتصادي للأمام علي - ع –
- صحافة وإعلام تحت اسر الأحزاب
- استفحال ظاهرة الإيحاء الجنسي, لماذا ؟
- قوى الشعب عندما تتحد تقهر الطغاة
- التظاهرات وعورة الحكومة
- الحل الوحيد لأزمات العراق
- عندما تتحول الديمقراطية الى دكتاتورية
- البطيخ و المجتمع
- نحتاج عودة حلف الفضول
- افتتاح كاس العالم وفضيحة سعودية
- إشكالية الديمقراطية في العراق
- هل أتاك حديث الشارع الملعون؟
- تعطيل قانون حظر التدخين, لماذا؟
- مهزلة طبع الكتب في العراق
- أفكاري لحل أزمة السكن
- لغز الانتخابات العراقية
- الديمقراطية لمن تنتصر؟
- مترفون متنعمون وفقراء بلا عون


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف حاملة الطائرات الأمريكية ترومان وقطع ...
- الضفة الغربية.. توسع استيطاني إسرائيلي غير مسبوق
- الرسوم الجمركية.. سلاح ترامب ضد كندا
- إسرائيل تلغي جميع الرسوم الجمركية على المنتجات الأمريكية قبي ...
- -البنتاغون- لـCNN: إرسال طائرات إضافية إلى الشرق الأوسط
- موسكو لواشنطن.. قوات كييف تقصف محطات الطاقة الروسية
- الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء جديدة في رفح
- تصعيد روسي في خاركيف: هجمات جديدة تخلّف إصابات ودمارًا واسعً ...
- -صدمة الأربعاء-.. ترقب عالمي لرسوم ترامب الجمركية
- بيليفيلد يطيح بباير ليفركوزن من نصف نهائي كأس ألمانيا


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - أزمة السكن العراقية ستنتهي عام 2200