أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - علي عامر - عن رجعيّة حل الدولة الواحدة ثنائيّة القوميّة














المزيد.....


عن رجعيّة حل الدولة الواحدة ثنائيّة القوميّة


علي عامر

الحوار المتمدن-العدد: 5963 - 2018 / 8 / 14 - 13:27
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


{عن رجعية حل الدولة الواحدة}

حل الدولة الواحدة ثنائيّة القوميّة تتحقق فيها المساواة الكاملة في الحقوق والواجبات لكلا "الشعبين"، حل مطروح نظريّاً وأكاديميّاً فلسطينيّاً وعربيّا، وله من يدعمه من منظّري وأكاديميي الكيان الصهيوني أيضاً.

من أهم من نظّر له فلسطينيّاً إدوارد سعيد وعزمي بشارة. ففي مقاله عن حل الدولة الواحدة المنشور عام 1999 في صحيفة النيويورك تايمز، يعرض إدوارد سعيد لتصوّره عن أسباب وأهداف هذا الطرح، ويشيد في نفس المقال بالشخصيّة الكارازماتيّة لعزمي بشارة عضو الكنيست الصهيوني الذي تكلّم كما ذكر إدوارد سعيد عن توسيع مفهوم المواطنة في "دولة إسرائيل" لتخطي المعايير الإنثيّة والدينيّة، تلك المعايير التي تجعل من "دولة إسرائيل" دولة غير ديمقراطيّة بالنسبة لعشرين بالمئة من مواطنيها، يقصد بالنسبة للفلسطينيين داخل حدود الإحتلال.

هذا الحل متناقض في أساسه ورجعي في محتواه وصهيوني بامتياز، ولذلك للأسباب التاليّة:

1- إذا كانت ركائز الحركة الصهيونية؛ اعتبار اليهوديّة قوميّة، واليهود شعباً، والعمل على توطينهم في أرض فلسطين التاريخيّة، فطرح الدولة الواحدة ثنائيّة القوميّة يوافق على هذه الركائز من حيث الموافقة على اعتبار اليهوديّة قوميّة واليهود شعباً والقبول بتواجد هؤلاء الغزاة الغرباء على أرض فلسطين العربيّة.

2- الدعوة لدولة مدنيّة تتساوى فيها الحقوق والواجبات لا تأتي إلّا من عقليّة برجوازيّة مثاليّة تنظر للواقع بعيون القوانين والدساتير المدنية، مغفلة تماماً الواقع الطبقي المادي الملموس على الأرض.

هذا الواقع الذي يقول أنّ الوجود الصهيوني على أرض فلسطين يتسلّح بترسانة عسكريّة جبّارة، وبمنشآت اقتصاديّة ضخمة ومتقدمة، ومدعوم من أعتى القوى الإمبرياليّة العالميّة، وهذا ما لا يملكه الفلسطينيون. وبالتالي فإنّ دولة المساواة والقانون كما تُطرح أعلاه، كفيلة بأنْ تحوّل الشعب الفلسطيني، تحت قناع المساواة والديمقراطيّة البرجوازيّة الزائفة، إلى مجموعة كبيرة من العمّال في خدمة المشروع الصهيوني واقتصاده.

3- يغفل الطرح أعلاه الطبيعة التوسعيّة الأصيلة للكيان الصهيوني، وموقعه كأداة تنفيذ استراتيجي بالنسبة للقوى الإمبرياليّة العالميّة، ودوره التاريخي الأساسي في إخضاع آسيا وأفريقيا لتسهيل نهبهما والسيطرة عليهما.

إنّ هذا الطرح، بصدق النوايا أو بدونها، يشرعن تحويل الشعب الفلسطيني إلى عمّال يساهموا بشكل مباشر وغير مباشر في إخضاع الشعوب الشقيقة العربيّة وباقي شعوب آسيا وأفريقيا.

إحدى الحجج التي يسوقها من هم أكثر جذريّة في تقديم هذا الحل، هي حجّة التفوّق الديموغرافي، فيقولوا أنّ الموافقة على هذا الحل بشرط عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، سيضمن تفوّق ديموغرافي للفلسطينيين، بما يمنحهم تفوّق سياسي، أي السيطرة على الحكم.
وهذه الحجّة أيضاً متناقضة في ذاتها، فهي:

1- هذه الحجّة من حيث الجوهر تحتوي على التناقضات الثلاث المذكورة أعلاه.
2- لا تدرك أنّ عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم تتناقض مع وجود المستوطنين في نفس تلك الديار.
3- لا تدرك الطبيعية الاستيطانيّة للكيان الصهيوني، حيث قام في أساسه تاريخيّاً على استجلاب اليهود من حول العالم لتوطينهم على أرضنا التاريخيّة، وبالتالي فإنّ الرهان على التفوّق الديموغرافي يتغافل عن إمكانيّة استجلاب ملايين جديدة من المستوطنين اليهود.
4- هذه الحجّة تتغافل عن الواقع الاجتماعي السياسي للنظام الرأسمالي العالمي، حيث تسيطر الأقليّة من الطبقة المسيطرة على الأغلبيّة الساحقة من الشعب، كما تسيطر أقليّة من الدول الإمبرياليّة على الأغلبيّة الساحقة من شعوب العالم، وبالتالي فإنّ التفوّق الديموغرافي أو العددي لا يعني أبداً التفوّق السياسي والسيطرة.

السؤال الأساسي هنا، لماذا يتم طرح حل الدولة الواحدة أو حل الدولتين ويتم تداول جميع هذه الابتكارات والابداعات، دون تناول الطرح الحقيقي البسيط: {إنهاء الوجود الصهيوني على أرض فلسطين العربيّة؟}



#علي_عامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جوهر وخلاصة البيان الشيوعي
- الاستعمار والعنف والتراكم الرأسمالي البدائي
- بصدد مقدمّات ماركسيّة لعلم النفس
- بصدد مفهوم الحتميّة
- حول نظريّة العوامل
- القوّة الزعومة للرأسمالية ليست إلّا انعكاس لضعف مناهضيها
- الطليعة الثورية والحدث
- موجز نظري عن التأميم
- عن سذاجة المادية المبتذلة!
- هل تعكس الرياضيات الواقع؟ - الجزء الرابع: حساب التفاضل والتك ...
- سلاح النظرية
- هيجل عن التعليم- (1)
- مع ميم- من آثار الراحل عماد عسالوة
- عن ديالكتيك التربية الأسرية.
- إنجلس والعلم
- نظرية التراجيديا عند هيجل
- ماديّة البنيوية ولا-جدليتها
- هل تعكس الرياضيّات الواقع؟ - الجزء الثالث: هل اللانهائي موجو ...
- هل تعكس الرياضيّات الواقع؟ - الجزء الثاني: تناقضات الرياضيات
- قانون التقدم العلمي في ظل النظام الرأسمالي


المزيد.....




- أكره مرؤوسته على أعمال جنسية مقابل امتيازات.. استقالة مسؤول ...
- ضمن -كمائن الصمود والتحدي-.. -القسام- تعرض مشاهد لعدد من عمل ...
- قوات الدعم السريع تعلن استعادة السيطرة على قاعدة -الزُرُق- ا ...
- الاتحاد الأوروبي يضع لمسات أخيرة على اتفاقيات هجرة مع دول عر ...
- -بعبوة العمل الفدائي وبأخرى شديدة الانفجار وقذيفة-..-القسام- ...
- تبادل رسائل حادّة اللهجة بين غانتس ومكتب نتنياهو
- اسم يتردد مجددا.. ما هو دور فاروق الشرع في سوريا الجديدة؟
- الرئيس الروسي يجري محادثات مع رئيس وزراء سلوفاكيا في الكرملي ...
- -واقع مرير-.. صحفي إيرلندي يوصّف التعبئة القسرية بأوكرانيا
- انقطاع الكهرباء عن مستشفى كمال عدوان عقب قصف إسرائيلي للمولد ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - علي عامر - عن رجعيّة حل الدولة الواحدة ثنائيّة القوميّة