أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - محمود درويش / ضوء بلا فرح ..














المزيد.....

محمود درويش / ضوء بلا فرح ..


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 5963 - 2018 / 8 / 14 - 00:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


معه ليس مع شخص أخر ، اعتدت التحدث عنه من ركن ثقافي ، لكن هذه المرة ، سؤقد قنديلاً على حياة خلت من الفرح ، على مدى عمر كامل لم يحتفل بفرحة واحدة كما احتفلت الأغلبية العظمى بفرحاتها ، لا بفرحة تخرج من المدرسة العليا ولا من الجامعة ولا بحفل زفافي على إمرأة ولا بمولود يُحمِّل بين يديه ولا بفرحة ولد أو بنت تزوجا ، هكذا أمضى محمود درويش عمره ، خالي من الفرح ، بالطبع ، لم يكّتُب مصيره أحد بل قد كان بمحض إرادته كتب سيرته منذ الصغر ، عندما تعهد مع ذاته بأنه سيكون يوماً ما ما يريد ، بالفعل ، التحق مَع نجوم السماء الخالية من الفرح ، وكان شديد الإضاءة ، فستبدل الفرح بالنور ، فكان المعلم بلا أجر ، هكذا يبدأ المييزون وهكذا يرحلون .

بالرغم أنه لم يكن فتحاوي الإنتماء وأبتعد عن الأحزاب خصوصاً اليسار ، الذي ابتدأ مشروعه معه ، إلا أن درويش كان الشاعر والشخص المحبب الأكثر للفتحاويين والرمز الذي لم يفكر أحد المساس بمكانته ، لأن ، ساد أعتقد لدي الأغلبية وهذا صحيح لا لبس به ، بأن درويش لسان الفلسطينين بين شعوب العالم والأجدر في تمثيل قضيتهم التى واجهت وتواجه مشروع صهيوني يمتلك أعلى القدرات الثقافية والاقتصادية وامكانيته في ترويج سرديته ، من هنا تكمن أهمية رجل استطاع بمهارة بلاغته العالية ونور فكره المبكر مواجهة المشروع الثقافي الإسرائيلي في الداخل والخارج .

انتقل محمود درويش مع كل قصيدة جديدة من رقماً حتى أصبح نجماً فارق بالمعادلة الثقافية البشرية التى جعلت أيدي الموساد الإسرائيلي مكبلة في تصفيته ، بل ، بإنسانيته استطاع اختراق اللغة العبرية وحاكت عقول الكثير من المثقفين الإسرائيليين لدرجة أقروا بعض أبياته الشعرية في المناهج المدرسية ، بل في جهة أصعب المنال ، رسّخ لأساس توازن متين بينه وبين الأنظمة العربية ، حكام وأجهزة أمنية ، وكل هذه الهالة لم تأتي سوى من الحرمان الذي فرضه على نفسه ، العزلة من أجل إنتاج ما لا يمكن اعتراضه حتى لو كان من عدو أو من خصم سياسي أو أمني وبهذه المعادلة التي فرضها جعلته حالة محيرة ، بين عزلة تكاد يُنسى بسببها ثم الظهور لاحقاً بإنتاج يعتمد على الصدمة الإبداعية ، وبالرغم من شكواه بعدم زواجه وترك من بعده من يحمل اسمه ، إلا أنه كان يدرك ، ما من سبيل للوصول إلى ما يريد سوى باتباع هذا النهج .

الجدير بذكر ايضاً ، بعد كل المخاضات التى تنقل بينها ، على عكس ما يطرحه الشاعر العربي التقليدي ، حيث جاء بصدمة دلالية من منابت الواقع للواقعيين ، عندما أشار في قصيدته لاعب النرد 2008 م ، / من أنا لأقول لكم / ما أقول / انا لاعب النرد / أربح حيناً وأخسر احياناً / أو مثلكم أو أقل احياناً / ويتابع قوله ما يؤكد فراغ الفرح منذ الولادة / حيث قال / ولدت بلا زفة وبلا قابلة / ثم ينتقل في ذات القصيدة إلى تأنيب ذاته لعدم محاولته إيجاد رفيقة العمر ، يقول / مصادفة أن أرى قمراً شاحباً مثل الليمونة يتحرش بالساهرات ولم أجد كي أجتهد .

وإذ يتصفح المرء خلاصات مسيرته ، يجد أثناء وجوده في فلسطين كان أكثر جدية في إنتاج الشعر المقاوم ومع انتقاله إلى بيروت ، تحول شعره يميل إلى الشعر الثوري مع كثير من الإخفاقات الشخصية ، كما قال بقصيدته إياها / ولد طائش / من هواة التسكع إلى جاذبية ماء ينادي / الذي يؤكد ايضاً ، مروره بتخبط شخصي بين كثافة الثقافة والانفتاح الغير مضبوط ، لكنه أُومأ عن مرحلة مفصلية عندما انتقل إلى تونس وباريس ، حيث هدأت النفس واستقرت مع ابتعاده عن كل ما هو مشبوه بالثقافة وهذا عبر عنه ايضاً حيث قال / أنقذني نورس آدمي رأي الموج يصطادني ويشل يدي / وأكمل يقول ، نجوت مصادفة ، أي أن لولا الإحتلال والحرب والخروج كان الأمر متروك للمراهنة ، فالخروج من مناطق متعددة ، نقله من الشعر النضالي إلى أن يحتل موقعاً جوهرياً في إصدار الفكرة والكلمة الدقيقة .

يصح بل ضرورة فلسطينية ، أن يقام حفل احتفائي برجل جمع بين عناصر غير متآلفة أصلاً ، لكنه أفرغها وفق أبجدية الناطقين الأولين ، هابيل وقابيل ، الخصام والخلاف ، في منظومة تصويبية ، أعاد من خلالها القضية إلى واقعها وذاتها ، من المفترض يضم الاحتفاء حكام الأردن وفرنسا ولبنان وتونس ، البلدان التى احتضنته وأحبها وشهد فيها تنامي الخطاب ، وايضاً دعودة الأكاديمة الفرنسية وكل من تمرّن على جوهر فكره وبلاغة كلماته الدقيقة . والسلام



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأردن يتصدى إلى محاولة ارهابية جديدة ، قواعد الاشتباك تختلف
- حروب غيومية تمهيداً للحرب المائية ..
- خواطر في مقال ( 5 )
- بين الإعتقاد والمباغتة ، اتصال عابر ..
- سعد الحريري ليس سوى سليل آباءه ..
- خواطر في مقال ( 4 )
- خواطر في مقال ( 3 )
- معارك كلامية بين كاوبوي البيت الأبيض وطوبرجي طهران
- مي سكاف والرسالة القاتلة ..
- خواطر في مقال ( 2 )
- خواطر في مقال
- تلاميذ المدرسة ومديرها ...
- الرحباني من خشبة المسرح إلى أرصفة الفتاحات ...
- الخطاب الثوري التضليلي ، إيران بين الأداء الخفي والطموح الكو ...
- من سيكون الحاكم الفعلي للعالم ...
- حان وقت رحيلك بوتفليقة ...
- أين يكمن الفشل بالإدارة أم القدم ...
- من الحمام الزاجل إلى القمر الاصطناعي ..
- العيتاني والحاج بين قواعد العِشْق والتلاعب بأجهزة الدولة ..
- رسالة إلى الملك عبدالله الثاني / ملك الأردن ..


المزيد.....




- محمد رمضان يؤدي في -كوتشيلا- ويثير الجدل مجددا بإطلالته
- رئيس وزراء لبنان في أول زيارة رسمية إلى سوريا من أجل -تصحيح ...
- محادثات القاهرة -لم تحرز تقدما- وحماس تبدي استعدادها لإطلاق ...
- رغم مساعي التهدئة مع ترامب..ميتا أمام القضاء بسبب إنستغرام و ...
- شاب كيني متهور يخاطر بحياته ويتعلق بمروحية أثناء حفل زفاف! ( ...
- البوندستاغ يحدد الـ6 من مايو موعدا لانتخاب فريدريش ميرتس مست ...
- رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية يعلن عن زيارة قريبة له إل ...
- عشرات القتلى في ضربة روسية وسط سومي الأوكرانية وموسكو تؤكد ا ...
- الصناعات التقليدية..تراث يناضل من أجل البقاء
- شي جينبينغ يندد بحمائية -لا تفضي إلى أي مكان- خلال جولة في ج ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - محمود درويش / ضوء بلا فرح ..