أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد فتح الله - العشق العربى و آخر كلمة للحلاج














المزيد.....


العشق العربى و آخر كلمة للحلاج


أحمد فتح الله

الحوار المتمدن-العدد: 5959 - 2018 / 8 / 10 - 20:14
المحور: الادب والفن
    


العشق العربى و آخر كلمة للحلاج
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الطفولة الأدبية أو التدفق العاطفى !
هى إتساع الخيال و تصديق المشاعر، هنا نجد القوة الحقيقية أو الخارقة أو المُميزَة لدى الطفل، وهى الغيبوبة فى التركيز و نضارة المشاعر، الفنان يكون مثل ذلك ، فهو من ناحية يحمل عقل و مشاعر إنسان كبير ناضج ، من ناحية أخرى إذا أراد يُصدّق خياله ، يكون مثل الأطفال ببرائتهم و مشاعرهم العذبة الرقيقة ، يهيم عشقاً وتأثراً ، يذوب بما هو فيه ، أو قد يطرح كل ذلك عنه بمزاج الأطفال، بل قد يتجاوز إلى طفل شقى يعبُّ الخمر و يكثر الحركة و الهلوثة ، يركض و يغنى و ينام ، ذلك الصراع النفسى هو الذى يأتى بجديد ، يعبر عن الحياة ، عن مؤثرات الزمان و المكان ، عن الناس و الروائح
و العيون و الأشجار، هو الذى يخلق الفن ، طاقات هائلة مخزونة و طاقات غير متوقعة ، مثل حصان أطلَقَ رئتيه للنسيم و يجرى فى مراعى شاسعة بلا توقف ، هو ذات الجواد الحساس بما يصيبه من حالات الحزن التى تصيب الخيول العريقة ، ثم أتسائل كيف يصبح الفنان أب لطفل صغير وهو نفسه لم يكبر، هو أيضاً ينمو عقله مثل الأطفال ، يا له من شعور عجيب ! إنهم أكثر المخلوقات حاجة للشفقة و الرحمة وحسن الفهم و التقدير الذى يعيشون عليه ، كل الأفكار و كل الأحاسيس عندهم مضاعفة بأضعاف ما يحمله الناس العاديون ، أردت من خلال هذه المقدمة أن أحدثكم عن العشق العربى كما هو متآلف عليه
و موروث ، و عن مثال آخر من العشق أو الإحباط الذى كان وليد هذه البيئة ، وليد المناخ العقلى
و العاطفى ، أو هو رد فعل احتجاجى على كل ذلك.

العشق العربى له طريقة :

يهوى العرب عدم المباشرة و السطحية فى ذات الوقت ، فالبيئة المحافظة كحال أى مجتمع أولى فقير
و مغلق ، جعلت الخيال الساذج حبل يدق عنق الحقيقة عند شنقها ، و الصدمات لا تحدث إلا للموهومين، بدلاً من العمق و المباشرة ، هى بيئة غامضة غموض الصحراء و خفر البدويات و رغبتهن المخبوءة فى الكُحل و حك النهود ليلاً و ضرب الخلاخيل ، قد يتغير الشكل و لا يختلف الداخل القديم ، فلا يحبون المواجهة و يعتبرون الشرف فى الجمود ، فى ألا يحدث شئ ، ليقدح الوهم شرر الخيال ، لكن بالواقع لا شئ يحدث أبداً ، أو ذاك الاقتناع بأن الحب شئ و الزواج شئ ، أو أن التابو غير شرعى ، و الزواج هو الشرعى ، هل هناك عناية بمعنى الحب ، أم اختصرت المرأة فى المعيشة و المتعة ، و اختصرت العلاقة فى النكاح الشرعى أو النكاح غير الشرعى ، و نعود إلى بعض الحساسية أو محاولات التعبيرعن الشعور ، لنجد أكثر الشعر العربى و الحياة العربية العاجزة فانتازيا كذّابين نصّابين و تمنيات و إحباطات ، أحباء معذبون فى ذوات أوهامهم ، تشرَد داخلى و خارجى ، كبت جنسى و حرمان عاطفى ، عاذلون و هجر
و مرض و شرف رفيع يسيل على جوانبه الدمُ ، حتى المرأة بصدق و حرارة لا تُمس قبل الزواج و لا بعده !

آخر كلمة للحلاج:

قبل أن يعى الشاعرالحلاج أن أصل الإنسان و الكون من إنفجار النجوم و التطور الطبيعى ، ظن الحلاج أن له رب خلقه و يغفر للناس كما يعرفه المسلمون ، و أن محمد النبى تجلى له الله ، كما يتجلى أو يتحد بعباده المتفكرين المحبين ، إذن فالبنية التى شيد عليها الحلاج أفكاره و نمت حولها مشاعره ، مضطربة مفككة من البداية ، لم يستعمل فيها عقله كالشاعر أبى العلاء ، أو يتحداها كالمتنبى ، و مضى الحلاج فى ذلك النوع من التناقض و اللوثة العقلية المتمثلة فى شطحات المتصوفة و تخاريفهم ، و تكرار الكلام الفارغ الذى لا يفيد ، هو قلق نفسى و تكلّف و محاولات عاطفية توظف العقل و المشاعر لخدمة المقدس ، دون التساؤل أولاً حول أساس هذا المقدس الذى جعل صاحبه تقريباً بلا عقل ، أوصلتهم الطرق الصوفية لجدار مسدود فيه باب مفتوح على الفكر الخاوى ، و انتهى الفكر الصوفى حيث لا جدوى منه ، و حيث الزمن أو العلم غيّر العقول ، و انتهى زمن المتصوفة ، بعد ما كثر النصابون و المعتوهون و المتاجرون بالكلام موزعين البركات و الإشارات على المريدين ، لكن الحلاج أحس بشئ من ذلك الذى تعبر عنه الفلسفة بوحدة الوجود ، فجرى على لسان قلبه كشاعر دون أن يتمكن من صياغته فى جمل عقلية معبرة كأحسن التعبير ، و لا ندرى إن كان الحلاج آمن فعلاً فى وقت ما بحلول شخص الله فيه
و اتحاده ، أو أنها مجرد حماسة شعرية لا تعبر عن اعتقاد ، أو أن هناك كثير من الأخبار و الكلام المدسوس عليه ، أو أن المتفلسف المرهق المبهدل الزاهد فى الدنيا و الطعام ، قد وصل عقله إلى حالة مشوشة غير قادرة على التركيز ، بالنهاية لم تحتمله بيئة بغداد التى لا تفهم شيئاً مما يقول ، فأتت على ما بقى من نفس الحلاج المتعبة ، اتهمته بالكفر و ظلمته بالقتل ذلك المسكين مرهف المشاعر ، الذى كان يصرخ فى فى أسواق بغــداد ( أيهــــا الـنـاس ، اعلموا أن الله قد أباح لكم دمى فاقتلونى ، اقتلونــى تؤجروا وأسترح ، اقتلونى تكتبوا عند الله مجاهدين وأكتب أنا شهيد !!) ،، و قال من الشعر (رأيت ربى بعين قلبى قلت من أنت! قال :أنت ! .. فليس للأين منك أينُ .. و ليس أين بحيث أنت !) .. إنه الحسين بن منصور الحلاج المتوفى 922م.

الـكـــاتب : أحــمــد فــتــح الـله
شــاعـــر مــن مـصــــر



#أحمد_فتح_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أساطير الموسيقى الحديثة.. من أفضل نجوم الغناء في القرن الـ21 ...
- السعودية.. رحيل -قبطان الطرب الخليجي- وسط حزن في الوسط الفني ...
- مصر.. كشف تطورات الحالة الصحية للفنان ضياء الميرغني بعد خضوع ...
- -طفولة بلا مطر-: المولود الأدبي الأول للأكاديمي المغربي إدري ...
- القبض على مغني الراب التونسي سمارا بتهمة ترويج المخدرات
- فيديو تحرش -بترجمة فورية-.. سائحة صينية توثق تعرضها للتحرش ف ...
- خلفيات سياسية وراء اعتراضات السيخ على فيلم -الطوارئ-
- *محمد الشرقي يشهد حفل توزيع جوائز النسخة السادسة من مسابقة ا ...
- -كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد ...
- أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد فتح الله - العشق العربى و آخر كلمة للحلاج