أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - القصيدة المجنونة -آن لي- عبود الجابري














المزيد.....

القصيدة المجنونة -آن لي- عبود الجابري


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5958 - 2018 / 8 / 9 - 04:25
المحور: الادب والفن
    


القصيدة المجنونة
"آن لي"
عبود الجابري
في عالم مجنون، ليس للعقل أو للمنطق مكانا فيه، لا بد أن مواجهه بعين الجنون، فلم يعد مكان للعقل في هذا الواقع، في هذا العالم، خاصة في منطقتنا العربية ، ولن نفتج جروحنا، فكلنا يعرفها، "عبود الجابري" يرد على هذا الواقع بصفعة مدوية، بحيث نجد في هذه القصيدة شيء من العدل، من رفع الظلم الذي وقع علينا، ففي هذه القصيدة سنجد ذاتنا، سيجد كل مواطن عربي نفسه خارج "اللوحة"، فلم يعد يحتمل ذلك الإطار الذي يقيده، فلم يعد يُحتمل أن نكون مجرد صورة كاذبة تعبر عن واقع مزيف، والشاعر لا يكتفي بهذا الخروج من اللوحة، بل نجده يتحرر كليا، ويمارس طقوس الحرية، من خلال القول ومن خلال الفعل، حتى أنه يحلق "بأجنحة من حجر"، بهذا الشكل "عبود الجابري" "يشفي صدورنا"، والآن لنتأمل القصيدة المجنونة:
" آنَ لي
أن أخرج من اللوحة
وأنزل إلى الأرض
هناك سيكون بمقدوري
أن أصف الماء جارياً
وأروي سيرة الغبار
عندما يغشى الأبصار "
صورة لفعل مجنون، لكنه فعل إنساني، فعل لا يصدر إلا عن عبقري، يعرف كيف يواجه واقعه، فالشاعر يثور على واقعه في اللوحة، ويأخذ مكانه على الأرض، على الجغرافية، في المكان، وهذا الفعل بحد ذاته فعل ثوري، فعل متمرد، لا يأتي إلا ممن لا يعرف القيد أو السكون، وبما أن الراوي هو شاعر فسيهتم بالحديث/التكلم بلغته الشعرية، لهذا نجده يريد أن "يصف الماء جاريا" وهنا رد طبيعي على حالته السابقة داخل اللوحة، وإذا ما توقفنا عند رمزية "الماء، جاريا" يمكننا القول أن الشاعر يركز على عنصر الحياة، وهذا التركيز لا يقتصر على الماء كعنصر للحياة فحسب، بل على جمالية الماء وهو "جاريا"، وهذا الجمع بين طبيعة الماء كعنصر للحياة، وكعنصر جمالي في الطبيعة، يؤكد على أن الشاعر لا يهتم بالحياة العادية، بل بالحياة وبجماليتها، بالوجود فيها والتمتع بجمالها، ومن ثمة التحدث عن هذا الجميل لنستمتع نحن القراء بهذا الجمال أيضا، والخطوة التالية جاءت من خلال فضح الواقع البائس، فلم يعد هناك تحمل عند الشاعر ليكون "في اللوحة"، ليكون مجرد صورة، وكأنه بهذا افعل أراد أن يعوض عن بقاءه في اللوحة، وأيضا أصبح على قناعة بضرورة العمل على عدم العودة إلى حالته السابقة، من هنا ذكر:
" وأروي سيرة الغبار
عندما يغشى الأبصار "
اللوحة الثانية في القصيدة جاءت بهذا بهذه الصورة:
" آنَ لي
أن أشكر الرسام على حسن ظنّه
ساعة ألبسني ألواناً زاهية
ولم يفكّر بالسواد الذي تراكم
في روحي "
وهنا نتوقف عند "الرسام" هل هو الرسام المعروف؟، أم هو الله؟، أم هو شيء آخر؟، الفكر؟، المبدأ؟، الأخلاق والقيم؟، ولماذا يُشكر الرسام الذي وضعه في اللوحة؟، ألس هو من جعله أسيرها، حتى لو رسمه بالوان زاهية؟.
واللوحة الثالثة جاءت لتصور حالة الانسلاخ الكامل عن الماضي، عن الحالة الأولى:
" آن لي أن أحمل حقيبتي التي تعفّن فيها المتاع
وأمضي إلى أعالي الشجر
حتى وإن كنت طائراً
يحاول التحليق
بجناحين من حجر "
الجميل في الصورة السابقة أن هناك فعل وفعل مضاد، فالحقيبة وما فيه عامل حيوي لفعل "أمضي" وهذه المضي، ليس سلبي بل إيجابي، "إلى أعلى الشجر، وهنا يجدر بنا أن نتأمل الفضاء الرحب الذي سيكون عليه الشاعر، وما سيمنحه هذا الوجود في المكان، وهذه الحالة من شعور بالحرية والانطلاق إلى الفضاء، وإذا ما علمنا وضع الشاعر، حالته وهو أسير في اللوحة ، وما سببته له من ألم، يمكننا أن نتفهم ونستوعب اصراره على التحليق بصورة مجنونة "التحليق بجناحين من حجر".
وإذا ما توقفنا عند حالة الشاعر في بداية القصيدة ونهايتها يتأكد على أن هناك فعل ثوري، نابع وناتج عن فكر ثوري، لهذا جاءت الخاتمة تمثل الرد الطبيعي والمناسب لوجوده في اللوحة.
وتستوقفنا الصور في القصيدة مع ما جاء في المدرسة السريالية التي تجاوزت العقل وقدمت الإنسان ومشاكله وهمومة بطريقة متمردة، من هنا يمكننا القول أن "عبود الجابري" يمثل حالة التمرد على والواقع من خلال ما يقدمه من قصائد متمردة، قصائد مجنونة، لكنها تمثل الرد المناسب على واقعنا.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر على الفيس.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللغة والفكر في ديوان -هي عادة المدن- خالد جمعة
- دار الفاروق تناقش ديوان -وأنت وحدك أغنية-
- الزمن الجميل في رواية -ما تترك الأيام- ماجد ذيب غنما
- الصوت والصدى في ديوان -مطر بن الوردية- حمدي مخلف الحديثي
- الومضات في كتاب -ليتها تقرأ- خالد الباتلي
- الفرح عند -محمد دقة-
- الأخلاق في رواية -عائد إلى حيفا- غسان كنفاني
- الصور في قصيدة -عبق الروح- هادي زاهر
- الأسئلة في رواية -الأعراف برزخ بين جنتين- أنور السباعي
- مناقشة رواية ضحى
- الثنائيات في رواية -حامل الوردة الأرجوانية أنطوان الدويهمي
- الفلسطيني في الرواية -الطريق إلى بيت لحم- رسمي أبو علي
- البساطة في مجموعة -ينزع المسامير ويترجل ضاحكا- رسمي أبو علي
- الاتحاد والتجديد
- الخفة في قصيدة -بين الفاء وبين النون- مازن دويكات
- الصور في قصيدة -وفرحت- سليمان أحمد العوجي
- المرأة في كتاب -هكذا قتلتُ شهرزاد- جمانة حداد
- الحياة في مجموعة -صحو- أميمة الناصر
- الطفل والحرب في رواية -الكوربه- صافي صافي
- مناقشة ديوان -جبل الريحان- في دار الفاروق


المزيد.....




- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - القصيدة المجنونة -آن لي- عبود الجابري