أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - قرارات العبادي - اجراءات عقيمة لسلطة عنينة !















المزيد.....


قرارات العبادي - اجراءات عقيمة لسلطة عنينة !


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 5956 - 2018 / 8 / 7 - 21:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التظاهرات التموزية التي اندلعت ضد الفساد واحزاب الفاسدين في مدن الوسط والجنوب العراقي والمستمرة, عكست تحولاً في المزاج الشعبي العراقي ضد تجربة الاسلام السياسي الفاشلة, ولأجل بناء دولة بملامح مدنية.
فأعنف المظاهرات الغاضبة خرجت من مناطق كانت تعتبر حواضناً ومراكز نفوذ قوى الاسلام السياسي الشيعي وميليشياته, المكينة.
حيث بلغ مستوى الرفض الشعبي لهذه القوى حد المطالبة بألغاء احزابها ورفع يدها عن العراقيين ثم تطورت الاحتجاجات الغاضبة, في احيان متعددة, لتتحول الى عمليات حرق لمقراتها تحت وابل من رصاص حراسها من ميليشيات هذه الاحزاب.
الاجراءات السلطوية التي اعتمدتها الاحزاب الحاكمة تتراوح بين القمع البوليسي والتغرير بالمواطن وتخديره بوعود فارغة.
القمع البوليسي, تجسد بأستعمال مفرط للقوة ضد المتظاهرين السلميين باستخدام العصي الكهربائية وخراطيم المياه الحارة والقنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي الذي اودى بحياة العشرات من المتظاهرين العزل وجرح مئات اخرى, وليس انتهاءاً بأعتقال المئات منهم وتعريضهم للتعذيب واجبارهم على توقيع تعهدات, حسب التقليد البعثي المقيت, بعدم العودة للتظاهر والمطالبة بالحقوق والتخلي عن حقهم الدستوري في حرية ابداء الرأي.
ووصلت الاجراءات التعسفية حد فصل عاملين في مؤسسات الدولة من عملهم لمجرد ابداء دعمهم للتظاهرالسلمي.
وكانت اكثر اساليب القمع مدعاة لأدانة السلطات الحكومية, هو اطلاق ايادي ميليشيات حزبية لأعتقال الشباب المتظاهر وتعذيبهم والاخفاء القسري لبعضهم, ولجوء حراسات بعض الاحزاب الحاكمة الى اطلاق الرصاص العشوائي الحي على المواطنين وسقوط ضحايا واعتقال آخرين...
كل ذلك فشل في اسكات اصوات المنتفضين وكشف وجه السلطة الكالح اكثر امام المواطنين ودفع بأعداد متزايدة منهم الى ساحات التظاهر والاعتصام والاصرار على نيل حقوقهم.
وتكون السلطات الحاكمة بذلك قد دشنت, بأمتياز, انحداراً قوياً نحو ممارسات دكتاتورية غاشمة, كان من المفترض ان يكون العراق قد تجاوزها.
وقامت السلطة بموازاة اسلوب القمع البوليسي بأعتماد اسلوب التغرير بالمواطن وخداع الجماهير بأغداق الوعود السخية التي لاتمس بقاعدة الفساد ومافياته وغير القابلة للتنفيذ بسبب غياب الغطاء القانوني اوالمالي او شروط البنك الدولي المانعة, وكذلك تأجيل موعد انتظام مجلس النواب الجديد الذي يفترض به تشريع القوانين المناسبة لوضع الكثير من القرارات الحكومية موضع التنفيذ, بسبب المماطلة في اعلان النتائج النهائية للانتخابات بدعوى الفرز والعد اليدوي بعد اتهامات لأحزاب السلطة بتزوير الاصوات, وتبعاً لذلك, تأخر تشكيل حكومة جديدة بدل حكومة تصريف الاعمال, تكون قادرة على البت بالامور شرعياً, ناهيك عن غياب الارادة السياسية الحقة, مما أثار تساؤلات ليست في صالح اطراف الحكم, عن سبب حجب الحلول كل هذه السنوات مادامت كانت في متناول اليد وقابلة للتنفيذ كل هذه الفترة ؟
ولأن احزاب السلطة وقياداتها ايقنت بأن حلحلة الامور وتعدي ازمتها الخانقة بالشكل الذي تتمناه قد مضى اوانه امام اصرار شعبي عام على اسقاطها بأعتبارها سبب الفساد وموضوعه... لجأت الى محاولات الالتفاف على التظاهرات. فقد شرعت باستغلال بعض نواقص التحركات الاحتجاجية المتسمة بالعفوية لوأد الحركة بالتقليل من زخمها اولاً ثم بأحتواء بعض اطرافها وتشتيت قواها وبعثرة جهودها, خصوصاً مع عدم تبلور قيادة ميدانية للتحرك, وغياب برنامج عمل وتنسيق موحد بين اطرافها مما يسهل التعامل معها كشراذم متفرقة.
وهذا ما فعلته السلطة ممثلة برئيس الوزراء حيدر العبادي بأعتباره محامي القوى المتحاصصة امام غريمهم الشعب, فقام بأستدعاء شيوخ عشائر من المقربين لأحزابهم في محافظات البلاد مع مجموعة مختارة, على المرام, من المتظاهرين للمساومة معهم على حصص كل محافظة على حدة وبشكل منفصل وكأن مشاكل مواطني هذه المحافظات ليست واحدة ومتشابهة. وبذلك فأنهم يسعون لتحقيق اهدافاً اساسية بالنسبة لهم وهو تفريغ الاحتجاجات من طابعها الوطني العام المتمثل بوحدة المعاناة والمطالب ووحدة وواحدية مسببي مآسي المواطنين.
الهدف الأبعد الذي يسعون اليه هو ابقاء هذه الاحتجاجات تدور في اطار المطالبة بالحاجات المطلبية اليومية دون تحولها الى مطالبة حقيقية بتغيير بنية النظام.
ولم يعدم اساطين السلطة من تجربة اساليب اخرى لخداع الجماهير, بأتباع, مثلاً, اسلوب الاعتذار العاطفي الفارغ واعلان التأييد لمطالب المواطنين دون التخلي عن امتيازاتهم وسلطاتهم ومساعي تخليد تحاصصهم الذي على اساسه جلبوا كل هذا الدمار للبلاد وللمواطنين.
وغير بعيد عن نفس هذا الاسلوب بأستدرار عطف المواطن وسذاجته, طرح مسؤولو محافظة البصرة الذين يتهمهم المواطنون بالفساد وسرقة المال العام, مطلب تحويل محافظة البصرة الى اقليم على اعتبارها البقرة الحلوب التي تدر على العراقيين بخيراتها من ايرادات نفطية وواردات الموانيء والمنافذ الحدودية التي لم ينتفع بها الشعب العراقي عموماً واهالي البصرة خصوصاً منها, مع الابقاء على الطاقم المحاصصي الحزبي الحاكم لقوى الاسلام السياسي على خوانقها.
وكأن مشكلة محافظة البصرة ادارية بحتة وليست مشكلة طغمة فاسدة فاشلة.
واحدث ما تفتقت عنه عقلية مخططو تكتيكات الاحزاب الاسلامية الحاكمة والمتحاصصة معها من محاولات لأفشال الاحتجاجات الشعبية, هو ركوب الموجة واعلان تأييدها لخطبة الجمعة الاخيرة لممثلي المرجعية الدينية الداعية الى الامتثال الى الارادة الشعبية في مكافحة الفساد ومحاكمة الفاسدين... ثم دعوتهم لتظاهرة عامة ترحيباً بتلك الخطبة في استهزاء وقح من رأي المرجعية وشخص السيد علي السيستاني ومن الارادة الشعبية في مكافحة المحاصصة الطائفية - العرقية, اس الفساد.
انهم في دعوتهم المرآئية للتظاهر تأييداً لموقف المرجعية الدينية يهدفون, في حقيقة الامر, الى كسر التظاهرات الشعبية بعد ان فشلوا في تشويهها, وحرفها عن مسارها السلمي بعد دسهم لأزلامهم للاعتداء على القوى الامنية والمؤسسات الحكومية وتلبيس التهمة للمتظاهرين السلميين. او رفع شعارات عدمية تنسف العملية الديمقراطية كاملة.
الهتاف الاول الذي اطلقه متظاهرو 2010 ثم شباط 2011 في ساحات التحرير في ارجاء البلاد وبعدهم متظاهرو 2015 تحول في تموز 2018 الى صرخة غضب مدوية ارعبت طغمة الفساد التي تتخبط بأجراءات عقيمة, لأنقاذ نفسها, صادرة عن حكومة عنينة لم تقدم شيئاً للعراقيين لأكثر من عقد ونصف من السنين فكيف بها ستحل مشاكلهم بقرارات ترقيعية هزيلة, في فترة وجيزة من عمرها الآفل ؟



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة الصدر الأبوية و - تحالفات الباطن - * !
- الأنقلاب المقتدائي والحرب الأهلية
- العراقي انتخب... العراق انتحب !
- الصوم عن الكهرباء... فضيلة !
- تغييب كهرمانة لدواعي انتخابية !
- تصفير غفلتنا السابقة لأستغفال قادم !
- الدعاية الانتخابية المسبقة... فساد ما قبل الفوز !
- هل من لمسات مافيوزية في الانتخابات البرلمانية ؟
- في العراق - التكفير والتخوين يمضيان معاً كتفاً بكتف !
- غوبلز معمم !
- النائب عباس البياتي ليس استثناءاً !
- الصحوة الاسلامية من صدام حسين الى علي اكبر ولايتي !
- كُرد وعرب معاً ضد سُرّاقهم !
- الأستنجاد بمومياوات البعث !
- ملامح انتفاضة في الأفق !
- تنزيلات نهاية موسم برلمانية - الكرسي بفلس !
- لقاءات بغداد لبدائل البارازاني والتحالفات المرتقبة
- كربلاء الفداء الغارقة في نفاياتهم !
- فوائد السفر خمسة... مضار زيارات السياسيين للخارج جمة !
- ما غاب عن بال ترامب وادارته والاسرائيليين !


المزيد.....




- هيغسيث: إسرائيل حليف مثالي للولايات المتحدة
- علماء يكشفون كيف وصلت الحياة إلى الأرض
- ماسك يرد على ترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام
- برلماني أوكراني: زيلينسكي يركز جهوده على محاربة منافسيه السي ...
- رئيس جنوب إفريقيا يحذر نظيره الرواندي من عواقب الفشل في وقف ...
- مستشار سابق في البنتاغون: على واشنطن وموسكو إبرام اتفاقية أم ...
- منعا للتضليل.. الخارجية الروسية تدعو إلى التحقق بعناية من تص ...
- ترامب -يعلن الحرب- على دعم فلسطين داخل المؤسسات التعليمية
- لوبان لا تستبعد استقالة ماكرون
- ترامب يوقع أول قانون بعد عودته إلى المنصب


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احسان جواد كاظم - قرارات العبادي - اجراءات عقيمة لسلطة عنينة !