أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن الحسوني - قم للمعلم ........سعد ناصر نموذجأ














المزيد.....

قم للمعلم ........سعد ناصر نموذجأ


مازن الحسوني

الحوار المتمدن-العدد: 5956 - 2018 / 8 / 7 - 02:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل أيام كنت أتـحدث مع العزيز الكاتب رزاق عبود عن البصرة في أيامها الخوالي (ستينات وسبعينات القرن الماضي ) قبل أن يستوطنها البعث بثقافته السيئة التي تركت بصماتها العفنة في كل مناحي الحياة ليأتي بعده الأسلام السياسي ويقود المدينة ويقضي على كل ما لم يستطع البعث تدميره ليكمل القضاء على كل مباهج الحياة التي كانت تعيشها المدينة سابقأ.
من ضمن ما تذكرناه ،معالم المدينة وشخوصها في مختلف مناحي الحياة (الأدبية والرياضية والفنية ......الخ) ومن بعضها كانت حكايات المدرسين المخلصين للمهنة وللطلبة واليكم هذه الحكاية التي عشتها في العام الدراسي 1975-1976 وفيها كنت طالب في الصف السادس الأعدادي (أعدادية العشار)
-بسبب النشاط السياسي لمجموعة من الطلبة اليساريين والشيوعيين جرى جمعنا في شعبة (صف )خاصة وترتيبها كان رقم ستة بالشعب وبالنسبة لنا لم تكن هنالك قضية كبيرة رغم المضايقات والمراقبة من الأدارة أو طلبة الأتحاد الوطني البعثي.مشكلتنا كانت في مادة الأنكليزي حيث الأستاذ المرحوم لورنس وهو المدرس الوحيد في هذه المادة لطلبة السادس الأعدادي لا يستطيع أخذ أكثر من خمسة شعب بسبب ساعات الدوام (بقية المواد لم تكن هنالك مشكلة لتوفر أساتذة ).بدأ الدوام ونحن بلأ مدرس والأدارة توعد بتوفير المدرس ولكن دون نتيجة أنقضى شهر ونحن على هذه الحالة وبدأ القلق يساورنا خاصة وان السنة فيها أمتحان بكالوريا ويحدد مصير ومستقبل كل منا أضافة الى ألأنقطاع المبكر للطلبة عن الدوام تحضيرأ للأمتحانات الوزارية .
كان لدينا بالمدرسة مدرس الرياضة الأستاذ يعقوب عبد الرزاق (تمنياتي له بالصحة وطول العمر )الذي يعيش الأن في الأمارات هربأ من أعمال الأحزاب الدينية وهو من الشخصيات الوطنية (شيوعي سابق )والذي رغم عدم عمله السياسي منذ سنوات طويلة لكنه لم يسلم من مضايقات البعث (أستدعي لدائرة الأمن أخر مرة قبل سقوط الطاغية باربعة أيام)تحرك شخصيأ وطلب المساعدة من أستاذ تربطه به علاقة صداقة وأسمه سعد ناصر .هذا الأستاذ كان مدرسأ للغة الأنكليزية في أعدادية أبو الخصيب وأخبره بالمشكلة .الأستاذ سعد وافق على المساعدة والتي تعني ما يلي :
*تدريس الصف طيلة السنة دون مقابل مادي
*خسارة مادية يومية بسبب التنقل من العشار لأبو الخصيب
*مغامرة غير مأمونة بسبب قصر الفترة الزمنية للدراسة (أنقضاء أكثر من شهر بالسنة الدراسية) وبالتالي ممكن تسيء لسمعة ألأستاذ.
-الأستاذ سعد وفي أول درس معنا وضع خطة في كيفية علاج الفترة الزمنية المفقودة وتمثلت بتقديمه لنا درس أضافي يومي من الساعة السابعة صباحأ لنلتحق فيما بعد في الساعة الثامنة ببقية الدروس العادية أضافة الى الدرس الذي بالجدول الأسبوعي .
-أستمر الأستاذ سعد بتدريسنا ساعة صباحأ حتى وصلنا الى نفس المستوى الذي كانت عليه بقية الصفوف وعندها توقفنا عن أخذ الحصة الأضافية.
-أكمل الأستاذ سعد معنا السن الدراسية والتي ربطتنا به علاقة من نوع خاص زادها قربأ طبيعة تناغم الافكار بيننا نحن الطلبة والاستاذ ،بدوره جعل الدروس كحلقة للتثقيف بالعلوم الآخرى الأقتصادية والسياسية ولكن بطريقة غير مباشرة أضافة الى ان تدريسه كان يتصف بالتحرك على نماذج غير كلاسيكية .-الطلبة لم تضيع جهد الأستاذ وتعبه هباءأ حيث كانت نسبة النجاح ممتازة بهذه المادة لعموم الصف والذي أفرحه كثيرأ .
-كلمة أخيرة أقولها للأستاذ سعد ناصر ،ما فعلته بعام بقي محفورأ بداخلي طيلة العمر فشكرأ لك على موقفك النبيل وشكرأ لكل من ساهم ويساهم بتقديم الواجب واكثر وتبقى أجيال العطاء في السنوات الماضية ذات بصمة واضحة في المجتمع الذي تغير بشكل كبير وقلما تجد الأن أناس لديهم نفس الضمائر النظيفة مثل السابق رغم أنني الأن أرى بهذا الجيل من الشباب الجديد الذي لم يتلوث ضميره بوساخة البعث ومن بعده بسلوكيات الآحزاب الدينية بذرة خيرة تحتاج الرعاية من الطيبين لكي يأخذ هذا الجيل من الشباب على عاتقه مسؤولية بناء المجتمع الجديد الخالي من العلل لكلا الحقبتين (البعث والأسلام السياسي).



#مازن_الحسوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا للحل الامريكي
- مقاطعة الأنتخابات اولأ،الأنتفاضة ثانيأ.ماذا تريدون أكثر؟
- دموعك يا رفيقة غالية
- لمصلحة من ما يجري داخل الحزب ؟
- أداء الحزب الانتخابي تحت المجهر (الجزء الرابع والأخير)
- أداء الحزب الأنتخابي تحت المجهر الجزء الثالث
- أداء الحزب الأنتخابي تحت المجهر( الجزء الثاني)
- أداء الحزب الأنتخابي تحت المجهر
- هل حقأ فزنا بالأنتخابات يا رفاق؟
- لماذا ترك التنظيم الحزبي عشرات المناضلين؟
- قيادة الحزب عندما لاتحترم النظام الدخلي ، من سيحترمه؟
- هل هي حملة ضد الحزب أم لتصليح المسار؟
- قضية هيفاء الأمين
- حزبنا يستحق قيادة أفضل
- الخوف عندما يكون سمة للعمل ماذا يحصل ؟
- لنحمي بيتنا الشيوعي من الضياع !!!
- لقد أضعتم حلم الدولة المدنية يا رفاق !!!!
- من سيختار مرشحي الحزب للأنتخابات ،القواعد أم القيادة ؟
- الرقابة الحزبية المركزية هل هي ضرورة ام ديكور؟
- تركيا المستفيد الأكبر من الأزمة الحالية في العراق


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن الحسوني - قم للمعلم ........سعد ناصر نموذجأ