سمير دويكات
الحوار المتمدن-العدد: 5955 - 2018 / 8 / 6 - 18:41
المحور:
الادب والفن
هدنة غزة والدروس غير المستفادة
المحامي سمير دويكات
لا شك ان القيادة الفلسطينية لم يكن لديها استفادة كاملة في موضوع اوسلو وماذا حصلت اسرائيل وكيف ادارت الموضوع بعيد عن الفائدة الفلسطينية؟ فبان الفلسطينون بعد ثلاثين سنة انهم خرجوا منها بأسوأ مما دخلوا ولم يستفيدوا اي شىء يذكر على العكس كانت وما تزال هناك خسائر كبيرة واكبرها الانقسام وخسارة العرب في موقفهم الحالي وما ينبىء به المستقبل ربما يكون فيه الكثير في غير صالحنا.
هذا بصراحة لا ينطبق على احد من طرفي الانقسام فقط بل ينطبق على الطرفين في انهم اداروه في مصالح بعض ضد مصالح البعض الاخر ولم يروا او يحسبوا اي حساب للعدو الذي يتربص بهم ويدفعهم الى هذا الوضع باستمرار وبثمن على حساب الفلسطينيين انفسهم، فهم عدو ماكر ولا يعترف هذا العدو الا بمن يوجعه في حياته البشرية او المادية او الضغط عليه في وسائل كثيرة ومنها ما يمتلكه الفلسطينيين من صمود ووسائل ابداعية كحركات المقاطعة ومسيرات العودة وغيرها من الوسائل ولا تغيب عن ذلك المسلحة.
فقبل ان يتم تمجيد الهدنة والتباهي بها على الطرف المعني ان ينظر الى الفلسطينيين بعين واضحة ومن يعارض ايضا عليه ان ينظر الى القطاع بكلا العينين فيما يفرضه الاحتلال وبعض الدول من حصار وفيما يفرضه من اجراءات وطنية والتي ادت الى هروب قطاع غزة نحو الامام اي الهدنة مع الاحتلال والبحث عن بعض المصالح مع الاخرين.
وعلى هذا النحو فان التاريخ لن يذكرنا بخير في هذا الوقت وان وضع الناس صعب جدا ويحتاج الى عصى سحرية كبيرة ليكون فيه معالجة صحيحة او مقبولة في وضع ناس يعيشون تحت الاحتلال مما ادى الى صعوبة كبيرة في تحفيز الفكر والعمل به الى نحو يمكن تفكيك فيه شيفرة الانقسام وتفويت الفرصة السيئة على الاحتلال.
ان من طبيعة كتاباتي انها ليست طويلة وبالتالي فان نقاط الالتقاء مع الاخوة هنا او هناك كبيرة والعوامل الطبيعية كفيلة بانجاز بعضها وان انقسامنا هو الاحتلال وليس الاحتلال بحد ذاته لان مصيره الزوال في ظل وحدة وطنية تقوم على عمل موحد وصائب في نفس الاتجاه والا سيكون مصيرنا كما الاعراب قبل الاسلام، شتات هنا وشتات هناك.
#سمير_دويكات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟