أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد طه حسين - سبات حبلی بالبلادة














المزيد.....


سبات حبلی بالبلادة


محمد طه حسين
أكاديمي وكاتب

(Mohammad Taha Hussein)


الحوار المتمدن-العدد: 5955 - 2018 / 8 / 6 - 13:42
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


حالة من السُباتِ الثقافيّ في المعمورة ولّدت نوعاً من البلادة السايكوسياسية التي تنعكس غالباً في الغباء السوسيوثقافي (الاجتماعي الثقافي) المنتشر بيننا كأفراد ومجموعات متنوعة، سياسة تجاوزت حدود المفهوم المنطقي الشائع في العقل الحداثوي النابع النابظ، عقلٌ غدا مارداً لا ينهض حتى بفطنة الشياطين، سَلَبَهُ أباطرة الجهل وبات تحت نكاحه الشرعي المقنن.
بلادة لها عُمر القومِ حيث أصبحت سمة رئيسية في الشخصية النمطية بيننا، يقول فرانكل ضمن نظريته في ايجاد معنى الحياة بأن (البلادة ميكانيزم قويٌّ للدفاع عن الذات)، أقِفُ بصفِّ عالِمِنا وأُضيف: ان البلادة تجعلك تتمسك فقط بوجودك الفيزيقي وتترك الثقل والعالة الكبيرة التي كانت ولازالت تتجلى في كوابيس مخيفة دخلت وتدخل ظلمات نومِ أجدادنا وتمددت الى أحلام الأبناء والأجيال، بلادةٌ مضحكة تتكرر موجاتها في الخطاب السياسي أولاً وفي الخطاب الثقافي ثانياً وفي الخطابات الاجتماعية والدينية و......الخ ثالثاً ورابعاً، ذاتٌ تدافع عن نفسها بالبلادة والغباء يا للهول!!.
في البلادة تكفيك مرور الزمن بسلام، وانتهاء يومٍ شاق طويل بأمان، دون أيّ انتاج واي هدف، عندها تركع أمام الواقع المظلم المزري وتقول دوما كما يشير اليه فرانكل(حسناً، لقد انقضى يوم آخر)، كارثة تنال من وجودنا وتَسُدَّ علينا بفعل شراسةِ زوبَعَتِها كلّ المنافذِ والفتحات، ولهذا أصابنا الادمان بالجهل والرضوخ لسطانه وهو السبات الأزلي والابدي.
دفاعاتنا النفسية قوية للغاية وذلك للحفاظ على بنيةٍ نفسيةٍ سمّاها فرانكل بالذات ولكنها ليست ذاتاً كما عرّفتها النظريات السايكولوجية وخاصة الوجودية منها وبالأخص فروم عندما يصنفها الى الأصيلة والمزيفة وباندورا الى الفاعلة وعكسها، وكثيراً ما أشار سيكموند فرويد الى الذات و عرّفها بانها وجود تكبر وتنمو بموازات الوعي وتتوسع كيانها كلّما توسعت دائرة العقل والشعور بالظلمات التي كلنا ننتمي اليها وهي اللاشعور.
السبات الثقافي لمجتمعنا أصبح واقعاً يتمظهر في الركود السياسي والاجتماعي والديني ويتجلى في التبجحات التألُّهية لأصحاب الجاه والسلطان بالماضي المخيف كي لا يتركنا ويرفع ظلَّه علينا، ويعود علينا في التغني بالأمجاد وبتأريخٍ من الفشل والانتكاسات يُخجلُ العقلانيُّ أمام الثقافة الحقة ومبادئ الحداثة والتطور العلمي والتقني أن يرفع رأسها.
بلادة تغذي حالة السبات تلك وتفقد حس الوجود الفاعل والمتفاعل عند الفرد ويعود به الى الاتجاهات الجماعية التي لا يجد مخرجا سوى اللجوء اليها ثانية ورابعة والى الأبد كي لا تضيقه وخزات العقل التي ترعشه بين فينة وفينة، شخصيتنا القومية الفطرية في خطر جدي حيث الرعوية تزداد وتيرتها وتدفع بها من جديد دون اي اتخاذ دروس وعبر في دوامات الزمن الاصطوري القبل مدني.



#محمد_طه_حسين (هاشتاغ)       Mohammad_Taha_Hussein#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مكان خارج الزمان
- قول في التنمية الثقافية والاستثمار الفكري
- سايكولوجيا الاحتجاج
- الموت خارج الجسد!
- دول وانظمة وثورات فاشلة!
- علاج معرفي لعلل معتقدية!
- الزمن الفردي والزمن المجتمعي
- الفشل الثنائي في تشكيل الدولة
- الٲمان الاتكالي المزيف
- الی احلام مستغانمي.... صوت(الانوثة المفقودة).
- ما نزال عند نقطة البداية!
- افواه وفوهات متلازمة في النطق
- فرويد ومن تنفس بمفاهيمه
- وطن بلا مواطنين!
- نهاية التأريخ والانسان الأوّل!
- ٲي كردي ٲنا!؟
- رهاب الاختلاف وسلوكيات الاستقواء
- نخاسة عقلي
- البناء النفسي والبناء الثقافي
- الاقتصاد النفسي....ستراتيجية تصريف الطاقة


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد طه حسين - سبات حبلی بالبلادة