أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - بين الإعتقاد والمباغتة ، اتصال عابر ..














المزيد.....

بين الإعتقاد والمباغتة ، اتصال عابر ..


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 5954 - 2018 / 8 / 5 - 03:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بين الإعتقاد والمباغتة ، اتصال عابر ..

مروان صباح / بإتصال استفساري وسريع قالت لي ، قد كنت قرأت لك خاطرة تكلمت عن المباغتة ، كَيْف تأتي بغتة بتقديرك ، توقفت عند سؤالها قليلاً ، وبالفعل ذهبت في خاطري إلى أين ترمي ، كون السؤال أهم من الإجابة ، وقلت بإعتقادي الشخصي ، الرجل الذي صنع الساعة التى أهُديت من قبل هارون الرشيد لصديقه ملك الفرنجة شارل مان ، قد يبدو أو هكذا أرجح أو ثانياً ربما ، تيقظ الرجل لأمرها وسعى لابتكار واحدة من أجل تجنب مباغتتها ، لهذا ، عندما يعي المرء أمرها ، لا مفر من وضعها أمامه كل الوقت ، يعني إذا كان يشاهد فيلم أو يقرأ كتاب أو كان يأكل أو في حلقة ثرثرة بمقهى أو حتى عندما يمارس الرياضة وأيضاً الجنس من الأفضل أو من باب التيقظ الاحتفاظ بها أمام عينيه ، قالت ، يمكن أتفهم كل ذلك ، أما موضوع الجنس صعب ، إذا لم يكن مستحيل ، قلت من خلال التدريب والتعويد كل شيء ممكن ، هناك من يمارس الجنس وهو يتصفح الجريدة ، لا عليك ، قالت طيب ، إذا قمت بكل ما أسلفت وكنت متيقظة تماماً ، سأكون بمأمن منها ، قلت أكيد لاء ، كيف لكِ ذلك وهي لا تأتي إلا بغتة ، بل ، قد يكون الشعور بالاطمئنان هو الخطر الحقيقي الذي يقع فيه الإنسان ، لأن بالمختصر المفيد وكخلاصة ناجعة ، هناك فرق بين من صنع الساعة من أجل تجنبها ومن صنعها وأخفاها من أجل يباغت بها .

قد يكون هذا التفصيل أهم ربما ، منذ خُلق الإنسان ، البنية المعلوماتية عنه شحيحة ، بل هناك ركيزتين يبني المرء عليهما ، كُتب الخالق عز وجل وأخرى لعلماء أنثربولوجين ، وإذا كان القران المجيد حدد تحديداً ، المدة الزمنية التى عاشها النبي نوح عليه السلام ، أي علمياً ، كان العمر في ذاك العصر طويل لقلة المواد ومع مرور الوقت أصبحت المعرفة بإزدياد وتتراكم التى قلصت مدته ، لهذا ، يشاع بين الناس والنخب مفهومين ، الإنسان الجيد يرحل مبكراً وعندما الانسان يبدأ بإتقان مهنته ، يسارع الرحيل ، وهذا يؤكد على فطرة إنسانية لا يدركها المرء بقدر يحتمي خلفها ، خلي الرأس فاضي ستعيش مرتاح وتضمن سنوات أطوال ، بل سرعة المعلومات بين القرون السابقة والقرن الحالي ، تغيّرت بشكل كبير ، في السابق كانت تتضاعف المعلومة كل خمسين سنة اليوم كل 12 ساعة ، وهذا شيء مريب ، لأنه يلغي أساس مهم ، القدرة على التمييز بين الحقيقة والخداع ، مع هذا ، استطاعت الكثافة المعلوماتية صنع جيل بالكامل ، سمعي لا عمقي ، يتعرف في اليوم على كثير من الأشياء لكنه لا يفهمها ، بالطبع الهدف من ذلك ، تشتيت الذهنية واربكها كي تنزع منه اليقظة والتنبه ، وهذا حاصل بشكل أفقي الذي ألغى الإدارة المعرفية وانتشرت إدارة الجهل .


وبعيداً عن مفهوم الأخذ والعطاء ، هناك سيل معرفي يقابله غياب للحقيقة ، وهذا السيل أنتج مجتمعات متخبطة وأرهق عقول الناس ، بل لم يرحم حتى النخب ، على سبيل المثال ، سأضرب مثلاً بالروائي دوستويفسكي في إحدى كتاباته تطرق عن الأبوية المرفوضة حيث قال على لسان أحد ابطال روايته الجريمة والعقاب ، مَن منا لم يفكر يومًا في أن يقتل أبيه ، هنا عندما يقرأ القارئ لمثل هذه النصوص وهو غير قادر على التمييز بين مفهوم الفرويدية والروبوبية ، بالتأكيد سيقع في دوائر الشك السلبي ، الذي يمكن له مباغتة أبيه لمجرد تنامى لديه شعور بمنافسته على لأمه .

الخلاصة الأقرب التى تكشف حجم التخبط والإرباك الحاصل في عقول البشر ، بالطبع ، التأتأة حالة معمعة ومستقرة بين الأغلبية ، وذلك بفضل الرايات والكراسي العلمية ، جميعها تتعارض وتتعاكس وتناقض بعضها البعض ، المسطحون يرفضون الكرويون والكرويين يرفضون المسطحين والمتدينين منقسمين بين آلاف المذاهب والكراسي والسياسيين يتشظى حالهم بين نظريات ولدت ميتة وأخرى في أطوار النوم ، أما البشرية ضاعت بين سيل المعلومات والرايات التى انقسمت إلى دكاكين وتمددت في أرجاء المعمورة ، وبين تلك وهذه ، يعيش المرء للحظات مع دماغ يعود ربما إلى ملايين السنوات وايضاً ، للحظات أخرى يندمج مع دوائر التمدن ومن ثم ينقلب بسرعة حتى يجد نفسه ضائع ، بعد ما أُرهق وأصبح جاهز تماماً لمباغتته . والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سعد الحريري ليس سوى سليل آباءه ..
- خواطر في مقال ( 4 )
- خواطر في مقال ( 3 )
- معارك كلامية بين كاوبوي البيت الأبيض وطوبرجي طهران
- مي سكاف والرسالة القاتلة ..
- خواطر في مقال ( 2 )
- خواطر في مقال
- تلاميذ المدرسة ومديرها ...
- الرحباني من خشبة المسرح إلى أرصفة الفتاحات ...
- الخطاب الثوري التضليلي ، إيران بين الأداء الخفي والطموح الكو ...
- من سيكون الحاكم الفعلي للعالم ...
- حان وقت رحيلك بوتفليقة ...
- أين يكمن الفشل بالإدارة أم القدم ...
- من الحمام الزاجل إلى القمر الاصطناعي ..
- العيتاني والحاج بين قواعد العِشْق والتلاعب بأجهزة الدولة ..
- رسالة إلى الملك عبدالله الثاني / ملك الأردن ..
- الحرية والخبز ...
- من يحدد الرحيل أو البقاء
- مفارقة بين من عرف قدره ومن يخون صوته ..
- إيقاع المسحراتي واخر مطبلاتي ...


المزيد.....




- محمد رمضان يؤدي في -كوتشيلا- ويثير الجدل مجددا بإطلالته
- رئيس وزراء لبنان في أول زيارة رسمية إلى سوريا من أجل -تصحيح ...
- محادثات القاهرة -لم تحرز تقدما- وحماس تبدي استعدادها لإطلاق ...
- رغم مساعي التهدئة مع ترامب..ميتا أمام القضاء بسبب إنستغرام و ...
- شاب كيني متهور يخاطر بحياته ويتعلق بمروحية أثناء حفل زفاف! ( ...
- البوندستاغ يحدد الـ6 من مايو موعدا لانتخاب فريدريش ميرتس مست ...
- رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية يعلن عن زيارة قريبة له إل ...
- عشرات القتلى في ضربة روسية وسط سومي الأوكرانية وموسكو تؤكد ا ...
- الصناعات التقليدية..تراث يناضل من أجل البقاء
- شي جينبينغ يندد بحمائية -لا تفضي إلى أي مكان- خلال جولة في ج ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - بين الإعتقاد والمباغتة ، اتصال عابر ..