|
خصائص العبيد
اياد حسن دايش
الحوار المتمدن-العدد: 5950 - 2018 / 8 / 1 - 22:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
خصائص العبيد ماذا يعني ان تكون حراً أو أن تكون عبداً ؟ هل يوجد عبيد في زمن الديمقراطيه؟ هل العبودية هي بيع وشراء الاجساد ام هنالك نوع أخر من العبودية ؟..يصف جلال مراد في كتابه سيكولوجيا العبد :بأنه الذي يمتلك خواص نمطيه تجعله يحتاج لسيد يحكمه، أما يكون هذا شخص حقيقي أو إعتباري .حيث أن المعيار في تحديد أن يكون الانسان حرا او عبد هو مقدار ما يمتلكه من ارادة .اذ تعتبر الارادة جوهر الوجود الانساني. بالاضافة الى طبيعة المعتقدات الاجتماعية التي يؤمن بها الشخص من تابوات مقدسة،الى ثقافة اجتماعية تجعل منه صنيعه للمجتع وتابع له .بصورة اكثر وضوح يضع لنا جلال مراد العبد، كشخص غير قادر على اتخاذ القرار خانع ،يستسلم للقوي مطيع، يفضل العمل تحت سلطة تحكمه .بالمقابل هو شخص لا يقبل بالوسطيه فأن حكم طغى وتجبر وإن استُعبد رضخ واستكان . على عكس الانسان الحر فأنه يملك أرادته ولا يقبل بالظلم حتى إذا حكم فإنه وسطي بالتعامل .العبد يخاف ولا يخجل بحيث ان القوة التي تردعه هي قوة خارجه عنه لهذا نستطيع القول ان العبد لا يمتلك ضميرا ذاتيا، بل يرضخ للعيب الاجتماعي في اي عمل يقوم به.اما الشخص الذي ينتهي عن فعل سيء أو يقوم بعمل جيد وهو خارج محيطة الاجتماعي هو انسان حر.لذا فان التربيةهي العامل الاساسي في إفراز أحرار بضمير او عبيد مقيدين بعرف .إن الذي يتربى ببيئة ومحيط اجتماعي حر يكن حر، اما الذي نما في بيئة جبريه قمعيه يكون انسان مقموع خاضع .لذلك يمكن فحص الضمير من خلال وجود الفرد في بيئه حره ،فما نظم سلوكه فهو ينتمي لدائرة الضمير ،وما لا ينظم سلوكه فهو في دائرة العيب .
من صفات العبد ايضا عدم الاكتراث بالحياة والاهتمام بها، لعدم احساسه بالحياة الحقيقيه نتيجة الحرمان والعوز الذي يتعرض له دوما .يعجز العبد عن التحليل وإدراك الامور من حوله بسبب تعرضه لسلطة قهريه تفرض عليه بما لا يقبل النقاش والشك، حيث يستسلم للاملاءات التي تفرض عليه ،غير ناظر لما يملكه من قوة ذاتيه ممنوحه له .لذلك متى ما خرج العبد من القوة الحاكمه له فإنه يبطش ويفتك بالناس دون ان يضع حدا للعدل او الرحمه، حيث يعتبر تصرفاته وسلوكه هي حقيقة وليست وليدة اوهام .يفقد العبد قدرته للتعبير عن همومه واحزانه وحتى افكاره حيث يصاب بالعي الذهني ،اذ يظهر عكس ما يبطن ،يخشى طرح افكارة او رأيه ،من ثم الركاكة بالتعبير .من اسوء صفات العبيد هو اللؤم والغدر حيث يحتفظ العبد بالضغينة لفترة طويله جدا لايسامح ابدا ،عكس الحر الذي يكون كريم ومتسامح . التجبر والقسوة في التعامل على من اضعف منه دائما خصيصة سيئة يمتلكها العبيد أيضا. خاضعاً امام من هو اقوى منه . يتميز مجتمع العبيد بالمشاعر السلبية وطغيان حالة التشاؤم مع التعميم بالاحكام واطلاقها في مختلف القضايا .لايمكن ان يؤسس مجتمع العبيد شراكة او اتحاد او حزب ليستمر فترة طويلة بلا انشقاق او تغير بالتوجهات، بسبب انعدام اهم عامل لنجاح اي تحالف وهو الثقة، حيث تنعدم الثقة فيما بين العبيد وغيرهم . يذكر ابن خلدون في مقدمته بأن العبد يميل دوما الى تقليد الغالب في التصرفات والسلوك والاحتذاء به .بالاضافة الى ان العبد ينظر الى ذاته نظرة احتقار وازدراء نتيجة الثقافة التي تربى عليها ليصبح انسان لا ذات له روح فارغه بلا معنى لاتستطيع ان تعبر عن نفسها بصدق وامانة . ان الثقافة العبدية ثقافة تعويضيه وليست ثقافة نقد واكتشاف .اما على صعيد الدراسة والمعرفه حيث تكون الدراسة الاكاديميه في المجتمعات العبيدية ضد الاكتشاف والابداع والتجريب ،تقتل روح العلم والمعرفه والابداع . يحتاج المجتمع العبودي الى رموز وابطال يضفون عليه صفة القداسه والنزاهه والوطنية ،حيث يتم التبجيل لها بشكل مبالغ به جدا واضفاء صفات غير بشريه عليهم ليغذون خيالهم المريض. كذلك يجنح العقل العبدي الى النزاع والتشنج بسبب ما يحتويه من قسوة والاتهام للجميع بالخيانة والشيطنة، ليبقى الاحتكام للعنف هو العامل الابرز لديه .أما الحب في المجتمعات العبدية تجربه مخيفه حيث يكون هنالك تخوف من الحب والانغماس بهذه التجربه .من الصعوبه ان تنشا علاقة حب انساني في مجتمع عبودي ربما لان علاقة التملك والسيطرة هي التجلي الحقيقي لما يسمى حبا.إن من أهم اسباب قيام مجتمع سليم خالي من ثقافة العبودية هو معرفة الاسباب التي تؤدي لصناعه العبيد .حيث أن التربية السيئة والطغيان السياسي عاملان اساسيان يساهمان في تدمير ذات الانسان ومسخ روحه .التربيه السليمة والديمقراطية اهم مفاتيح لبناء مجتمع حر خالي من الذل والعبودية.
ومضة : العبودية عبر العصور كانت جريمة العبيد أكثر من كونها جريمة الأسياد. جميل شيخو
اياد حسن دايش
#اياد_حسن_دايش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الخلاص الفكري
-
تفاهة الشهرة
-
دولة الاستبداد العبودي
-
الاستحمار الالكتروني
-
ما التنوير
-
طغاة ستانفورد
-
خلف الفقيه أم مع المفكر
-
التبول الاحتجاجي
-
الملحدون بناة الحضارة
-
المثقف والمتعلم
-
شيخ التشيع الزرادشتي
-
عودوا اطفالاً
-
التصحر النفسي
-
الحس المشترك
-
الزواج المبكر لعنة الاديان
-
دروس الشيطان الاكبر
-
فضيلة المال
-
رسول التسامح
-
قارىء التاريخ
-
البهلوان والسيدة العذراء
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
المزيد.....
|