شهاب وهاب رستم
الحوار المتمدن-العدد: 5950 - 2018 / 8 / 1 - 21:44
المحور:
الادب والفن
قصة قصيرة
لم تشكو حظها في الحياة رغم انها كانت قصيرة القامك ( قزم ) ، ولم تدخل المدرسة بسبب ذلك إلا متأخراً ، الكل ينظر اليها كأنها دمية وليس بشراً مثلهم .
لكن ماذا تعمل هذا قدرها ، فإنها ولدت قزمة وعليها أن تتقبل ذلك . أقرانها من البنات أكملن الدراسة وبدأن حياتهن العملية في الوظائف ومنهن من أشتغلن عاملات في المعامل او ربات بيوت ، وأنجبن الاولاد والبنات . أما هي لم تعمل لأن لا أحد يشغلها ولم تكمل الدراسة بسبب المضايقات لها في الصفوف الدراسية رغم ذكائها الخارق .
عندما كانت في الخامسة عشرة عاماً خطرت لها فكرة اصبحت من خلالها اغنى بنت في المدينة بعد سنوات .أتفقت مع المصور الطويل في المدينة أن يصورها وهو بجانبها ، ويضع الصورة في معرض الاستوديو . كتبت تحت الصورة .. أنا أقصر بنت في المدينة ، صور معي بمبلغ ( لم تحدد المبلغ ، بل تركت ذلك للذي يصور معها) ، وكان لها نسبة في كل صورة يلتقطها المصور لها .
نشط عمل المصور بشكل غريب ، الناس كانوا يرغبون في التصوير معها ، منهم من كان يفتخر بطوله ومنهم من كان يريد ان يقول أن لا فرق بين الانسان بسبب الحجم ، ومنهم من كان يريد ان يصور معها بسبب الشهرة التي حصلت عليها .
هذا العمل وفر لها مبالغ كبيرة تعيش من وراءها بل وتدخر منها ، وعملت من المبالغ المدخرة مشاريع تكسب منها الكثير . كانت بنت غير طبيعية في جسمها ، غير طبيعية في ذكائها ، واصبحت تحسد من الكثيرات من البنات .
#شهاب_وهاب_رستم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟