أخطاء في الثورات العربية

طريق لمقدمي

الحوار المتمدن-العدد: 5947 - 2018 / 7 / 29 - 03:17
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية

أخطاء في الثورات العربية

إن الثوار عندما يبدؤون مهامهم الثورية ولايكملونها,فكأنما حفروا قبورهم بأيديهم وأيدي نظامهم المستبد..وقال "أرنستو جيفارا" أيضا "..الثورة كالعجلة تدور,فإن توقفت سقطت..".

منذ اندلاع الثورات "بالعالم العربي", بدءا بتونس مرورا بمصر والمغرب ثم ليبيا واليمن, وصولا إلى سوريا والعراق..,فتلك الثورات وإن كانت في شكلها نتاج للقمع والإستبداد وتسلط البورجوازية العربية,إلا أنها في جوهرها لم تكن بريئة كلية, إذ كان وراءها "سلالة بنو النظير وبنو قينقاع" أقصد, المال القطري والسعودي(...) والتخطيط "الصهيوأمريكوبريطاني" الذي يروم إلى إعادة رسم خريطة جديدة للعالم العربي.

صحيح أن الشعوب العربية بدون استثناء,رازحة تحت نير حكامها المستبدون,إلا أن الثورات الإجتماعية في ذات البلدان لم تبلغ بعد النضج الذاتي "أي التنظير الفكري السليم الذي في أفقه حتما يكون تنظيم الثوار على الميدان سليم" الكفيل بإفراز قيادات ثورية ميدانية تضطلع بأدوار تنظيم وتوجيه تلك القوة الشعبية الغاضبة والمقهورة في آن.

بيد,أن الثورات الغير منظمة ذاتيا,حتى وإن كانت الشروط الموضوعية الملموسة متوفرة كفاية,فإن اندلاعها (أي الثورة الإجتماعية) يكون بالمحصلة عفويا,بالتالي النضال من أجل انتزاع الحق المشروع وإسقاط رموز الفساد,يكون بدوره مستبعدا في ظل ذلك التشتت والتفرقة,إذاك يكون من اليسير على أي نظام استبدادي الإنقضاض على الثوار والزج بهم في غياهب الزنازن.

فإذا عدنا إلى انتفاضتي الحسيمة وجرادة المغربيتين,فسيتبين بالملموس أن كلتاهها كانتا تفتقر للتنظيم والتأطير الجيدين, بقدرما انهما كانتا مجرد اندفاعات جماهيرية قوية وساخطة على الوضع المعيش ومتقوقعة على ذاتها, أي جغرافيتها الحضارية,والمثال ينطبق بشكل خاص على انتفاضة الحسيمة الريفية,فهذا التقوقع والإنحصار في المجال هو ما جسدته جل خطابات المنتفضين والمنتفضات في مدينة الحسيمة,إذ كانوا يرددون على سبيل المثال "نحن المجتمع الريفي نريد ونريد.." هذا مع العلم أن كل تلك المطالب لم تتجاوزماهو نقابي.. وكذا, "نحن حرائر وأحرار الريف نطالب ونندد ووو..."إذن,يتضح أن كل خطاباتهم حتى وإن كانت عن غير قصد,فإنها تدل على عدم توفر الرؤية الشاملة التي تفضي إلى ثورة شاملة,التي لاتشمل الريف وفقط..

هذه إذن, أمثلة وأخرى لم نذكرها, هي من أسهمت بشكل كبير في تيسير مهام النظام السياسي المغربي لإجهاض جنين الثورة قبل نضجه وشموليته..وما سيناريو "الزفزافي" من داخل المسجد لدليل ملموس على قصور رؤية الثورة الإجتماعية على المستوى الشامل.

طريق لمقدمي-تازة-المغرب

#طريق_لمقدمي (هاشتاغ)

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات