أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق المهدوي - بروتوكولات














المزيد.....

بروتوكولات


طارق المهدوي

الحوار المتمدن-العدد: 5946 - 2018 / 7 / 28 - 20:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بروتوكولات
طارق المهدوي
قبل ثلاثة عقود زمنية طلب مني أحد وزراء مصر الأقوياء المعمرين في مواقعهم ترشيح بعض المثقفين الليبراليين والشيوعيين لتدريب بعض منتسبي وزارته الجدد فلبيتُ طلبه، وبعد ثلاثة شهور طلب مني الوزير دعوة هؤلاء المدربين لحضور احتفال بروتوكولي تقيمه وزارته على شرفه داخل أحد فنادق الخمس نجوم القاهرية بمناسبة انتهاء الدورة التدريبية لأولئك المنتسبين الجدد، كما طلب مني الوزير كتابة الكلمة القصيرة التي من المقرر أن يلقيها هو في الاحتفال على أن تكون مناسبة للأجواء المحيطة بما فيها اتجاهات الحاضرين، كتبتُ الكلمة المطلوبة بخط يدي على ورقة واحدة من وجه واحد وطويتها صاعداً إلى الجناح الفندقي المخصص للوزير الذي تسلمها مني مرتدياً زيه الرياضي، ثم أصر على مشاركتي في الاحتفال وهو يغريني بقوله "حا تلاقي حاجات حلوة تاكلها وحاجات حلوة تشربها وحاجات حلوة تصاحبها ما إحنا كلنا عارفين إنك عزبانجي"، طال انتظاري في قاعة الاحتفال ومعي الضيوف والمدربين والمنتسبين الجدد وكبار موظفي الوزارة حتى أن إدارة الفندق قامت بسحب بعض أنواع الأطعمة والمشروبات سريعة التلف لتضعها في المبردات، كانت المؤسسة العسكرية التي أنهت خدمتي بين صفوفها خوفاً من خطورتي على أمنها القومي حسب قرارها تترصد خطواتي سرا،ً الأمر الذي كان يقتضي إطلاعها المسبق على كلمتي التي سوف يلقيها الوزير باسمه وهو ما لم يتم لإني كتبتُها بيدي وسلمتُها له في يده، فكلفت المؤسسة العسكرية ضابط اتصالها مع الوزارة الذي أصبح لاحقاً وزيراً لنفس الوزارة بإطلاعها على تلك الكلمة بأي طريقة، لدرجة أن الضابط وقف بزيه وسلاحه الرسميين على باب الجناح الفندقي من الداخل كي يمنع الوزير من مغادرته إلى قاعة الاحتفال قبل إطلاعه على كلمتي، فأجرى الوزير اتصالاً هاتفياً مع رئيس الجمهورية للاستنجاد به على مظنة عدم علمه بما يحدث، رغم أن المؤسسة العسكرية كانت توافيه في حينه أولاً بأول بتطورات الأحداث ليس فقط لكونه قائدها الأعلى لكن أيضاً لكونه هو من سبق أن أصدر قرار إنهاء خدمتي بين صفوفها، قال له الوزير إنه أقدم وزراء حكومته وإنه يرفض وصاية المؤسسة العسكرية على تصرفاته المتعلقة بشؤون وزارته، لاسيما وأنه قد قرأ كلمتي التي سيلقيها عدة مرات حتى حفظها وهي تتعلق بالمحتوى الثقافي للأدوات الإعلامية دون أي اقتراب من الشؤون السياسية أو العسكرية، فقال له رئيس الجمهورية لا أنا ولا أنت نريد إغضاب المؤسسة العسكرية فدعنا نتعامل معهم بالحيلة كي نخدعهم، أنا سأطلب منهم سحب ضابطهم خارج الجناح الفندقي وأنت تقرأ لي الكلمة في الهاتف ثم تبلغهم بموافقتي على الكلمة وهو ما سوف أؤكده لهم من جانبي وهم يقيناً لن يتجرأوا على طلب مراجعتي، رضخ الوزير لحيلة رئيس الجمهورية رغم علمه بأن أجهزة التنصت الموجودة في الجناح وخطوط الهواتف كفيلة بنقل الكلمة على الهواء للمؤسسة العسكرية مما يعني أنه هو المخدوع بتلك الحيلة، عقب تأخير عدة ساعات ألقى الوزير كلمتي كما هي حرفياً في الاحتفال ثم أعاد لي ورقتي المطوية، طالباً مني أن أذهب إلى حمام الفندق العمومي لتمزيقها قطع صغيرة ثم إلقائها في مجاري الصرف الصحي قبل أن تقع في أيدي الأعداء، وامتنع منذ ذلك الحين عن مطالبتي بأي شيء دون أن يشفع له هذا الامتناع عند المؤسسة العسكرية التي أقالته من منصبه وحبسته قبل سبعة أعوام باعتباره من الفلول!!.
طارق المهدوي



#طارق_المهدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحب في زمن العسكر
- براغيت وسط البلد
- العائلة المصرية السعيدة
- علم اللوع أضخم كتاب في الأرض
- ألاعيب رؤساء
- بديهيات جدلية تاريخية
- محاولة لتمييز الحابل عن النابل
- انتبهوا يا مكافحي الاستبداد
- من يزحزح معنا ألغام العلمين؟
- من قتل فؤاد مرسي؟
- طبيب العيون الروسي فيودورف خائن خانه شركاؤه
- مع سبق الإصرار والترصد
- إنما الأعمال بخواتيمها
- الجدع جدع والجبان جبان...في المصريين أو الأمريكان
- السلوك الاجتماعي للنبات
- حفاضات كبار المسؤولين
- هل أصبح سارق مال الحكومة بطلاً شعبياً في مصر
- ألعاب استخباراتية تحت أثواب إلكترونية
- سلوكيات إنسانية غامضة
- (5) رسالة لم أكن أنوي إرسالها عن واقعة لم أكن أنوي كشفها


المزيد.....




- على ارتفاع 90 مترًا.. عُماني يغسل سيارته مجانًا أسفل شلال -ا ...
- في إسطنبول نوعان من القاطنين: القطط والبشر في علاقة حب تاريخ ...
- بينها مرسيدس تُقدّر بـ70 مليون دولار.. سيارات سباق أسطورية ل ...
- هل فقد الشباب في الصين الرغبة بدفع ضريبة الحب؟
- مصدر دبلوماسي لـCNN: حماس لن تحضر محادثات الدوحة حول غزة الخ ...
- مقاتلتان من طراز -رافال- تصطدمان في أجواء فرنسا
- حافلة تقتحم منزلا في بيتسبرغ الأمريكية
- دبابات ومروحيات أمريكية وكورية جنوبية تجري تدريبات مشتركة با ...
- كاميرا ترصد الاعتداء على ضابط شرطة أثناء المظاهرات في فيرجسو ...
- طلاب بنغلاديش من المظاهرات إلى تنظيم حركة السير فإدارة الوزا ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق المهدوي - بروتوكولات