أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داود السلمان - لماذا التفلسف














المزيد.....

لماذا التفلسف


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 5943 - 2018 / 7 / 24 - 12:31
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ولد التفلسف من رحم "الحيرة" والاسئلة المبهمة التي تريد السباحة الحرة في مياه الحقيقة لكي تجلي ضبابية تلك الحيرة، وانجلاء غيومها الداكنة، بعد أن جثمت تلك الغيوم على صدر الفكر ردحاً طويلا من الزمن. وظل الفكر ينتظر- بفارغ الصبر- الاجوبة الشافية والتي يروم من ورائها اجلاء غيوم الحيرة ليصل مكامن الاطمئنان. فكان التفلسف هو الفصل والفيصل في هذا المضمار. بمعنى آخر ظهرت الفلسفة كعلاج ناجع للقضاء على داء الحيرة الذي طغى آنذاك (أعني قبل اربعة آلاف سنة وتحديداً في اليونان) على سطح الفكر بكل ابعاده، حتى تعددت تلك الاجوبة وتلونت بالأوان زاهية تخطف عين السؤال للوهلة الاولى، حتى بددت ظلام الحيرة وارتقت بالفكر الى سماء العلم والمعرفة.
والفلسفة – كما عبروا عنها- انها ولدت نتيجة دهشة؛ أي أن الانسان- وليس كل انسان- تصيبه دهشة حينما يرى منظراً غير مألوفاً، أو حادثة غير متوقعة، فيبدأ الانسان (الفيلسوف) بالتحري والتقصي لذلك المنظر أو لتلك الحادثة، ويحاول- قدر امكانه- الوصول الى نتيجة حاسمة تحسم الموضوع وتجلي الغبار عن ذلك، فاطلقوا على ذلك فلسفة أو حكمة، وصاحب تلك النتيجة يسمى فيلسوفاً، أو حكيماً.
والفلسفة مرت بأدوار طويلة ومتعددة، وتفرعت الى فروع، وكانت حين ذاك مرتبطة بالعلوم الاخرى، أو بالأحرى أن العلوم كانت مرتبطة بالفلسفة، وكان الفيلسوف عالماً في نفس الوقت، وموسوعياً، ثم رويداً رويداً استقلت العلوم عن الفلسفة وشقت طريقها هي الاخرى، واصبحت علوم قائمة بذاتها، وأن كانت احياناً كثيرة تكون ثمة قواسم مشتركة بينهما.
كل انسان هو فيلسوف بالفطرة، فمنهم من يصقل تلك الفلسفة صقلاً، حتى يختص بها ويغوص في اعماقها، ويرتشف من معينها، ومنهم من لا يعير لها أي اهتمام يذكر، وحتى وأن كان ذلك الانسان مال الى امور اخرى، كالفن والرسم والنحت والتمثيل وغير ذلك، فسوف يضيف هالة فلسفية على هذه المسميات تزيدها رونقاً وجمالاً، وسيلاحظ الجمهور أن طابع الفلسفة الذوقية متغلباً على تلك الامور الابداعية.. وحتى من يبغض الفلسفة أو يدعي انه يبغضها ويبيت الكراهية لها، ويحاول أو ينتقدها ويكتب اشياء في بطلانها، فهذه الاشياء التي يكتبها هي بحد ذاتها "فلسفة" أو لا تخلو من فلسفة. واذن فالفلسفة هي قدر محتوم يصيب الإنسان، فمثلاً حينما تريد أن تحاور أي انسان في أي قضية كانت فستقول له: ما هي فلسفتك بالحياة؟، أو ماهي: وجهة نظرك في القضية الفلانية؟. فجوابه بحد ذاته هو فلسفة.
ونستطيع أن نختتم كلامنا، بالقول: أن الفلسفة باقية ببقاء الانسان نفسه، فطالما هنالك انسان يريد أن يفلسف كلما طرأ على الحياة أي متغير يُذكر، خصوصاً وان الحياة هي دائماً في حالة تطور مستمر.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الافستا- كتاب الزرادشتية المنزّل(4)
- الوحي بين زرادشت وبين النبي محمد(3)
- من هو زرادشت- مدخل(2)
- هل زرادشت كان نبياً؟(1)
- مشروع انقاذ الديمقراطية بالعراق(2)
- مشروع انقاذ الديمقراطية بالعراق(1)
- ثقافتنا
- أساطين الفلسفة اليونانية(3)-أرسطو
- هل الانبياء أفضل أم الفلاسفة؟
- حدائق الكلام- نصوص(8)
- جريمة الإقدام على الزواج!
- تغيير الوجوه!
- خرافات وأساطير(1)
- الحمار- قصة قصيرة
- اساطين الفلسفة اليونانية(2)- أفلاطون
- أساطين الفلسفة اليونانية(1)-سقراط
- حدائق الكلام - نصوص (7)
- حدائق الكلام - نصوص (6)
- حدائق الكلام - نصوص (5)
- حدائق الكلام- نصوص(4)


المزيد.....




- ما ردود فعل دول أوروبا على إعلان ترامب رسوم -يوم التحرير-؟
- الحرية الأكاديمية في خطر: قرارات ترامب تهدد تمويل الجامعات ا ...
- غارات إسرائيلية تستهدف مطارين عسكريين في سوريا
- وزير الدفاع الإسرائيلي: العملية العسكرية في غزة تتوسع لاستيل ...
- قائمة بالرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على الدول العربية.. ...
- الرسوم الجمركية..قواعد ترامب ترعب أوروبا
- ترامب يلاحظ -تعاونا جيدا- من قبل روسيا وأوكرانيا بشأن السلام ...
- -ديلي إكسبريس- نقلا عن مصدر مقرب من إدارة ترامب: إيران قد ت ...
- الخارجية السورية: تدمير شبه كامل لمطار حماة العسكري وإصابة ا ...
- وزير الخارجية الفرنسي يحذر من صدام عسكري مع طهران إذا انهارت ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داود السلمان - لماذا التفلسف