أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - طارق المهدوي - الحب في زمن العسكر














المزيد.....

الحب في زمن العسكر


طارق المهدوي

الحوار المتمدن-العدد: 5943 - 2018 / 7 / 24 - 09:37
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


قبل ثلاثة عقود من الآن كنتُ منتدباً لتوي من اتحاد الإذاعة والتليفزيون إلى السلك الدبلوماسي تحت رعاية القيادة السياسية العليا دون تنازلي عن هويتي الليبرالية الماركسية، فأقبلتُ على مختلف جوانب الحياة بثقة وتفاؤل كبيرين دفعاني إلى الاطمئنان النسبي لجميع المسؤولين المصريين الذين حولي، غير منتبه لعدة حقائق على رأسها أن المؤسسة العسكرية موجودة سراً في كافة مسام كل الجوانب المحيطة بحياتي سواء عبر كوادرها أو عبر توابعها داخل المؤسسات الأخرى، وأن تلك المؤسسة العسكرية كارهة لي على هويتي الليبرالية الماركسية كراهية الإقصاء وأنها لا حدود كمية أو كيفية لشرورها التي تقررها وتدبرها وتنفذها بالتواطؤ مع خصومي الإسلاميين ذوي الشرور الشبيهة، وفي تلك الأجواء تسلمتُ وبدأتُ عملي بالسفارة المصرية في السودان كمستشار إعلامي دائم وأيضاً كمستشار ثقافي وسياحي مؤقت عند الضرورة، ولكون الاتصال بالجالية المصرية في السودان هو أحد مهامي فقد كان من الطبيعي أن تمتد أواصر صداقتي سريعاً مع رئيس تلك الجالية الستيني الذي دخل بيتي كما دخلتُ بيته مراراً وتكراراً، وبما أنني كنت مطلقاً في بداية ثلاثينيات عمري فقد كان من الطبيعي أن تعجبني ابنته الكبرى العشرينية الحاصلة لتوها على ليسانس الآداب من فرع الخرطوم بجامعة القاهرة وهو الإعجاب الذي أبلغتُه إياه تصريحاً عند وقوعه، فتحرك أولئك الأشرار من فورهم بتعيين الفتاة على غير العادة وبدون أوراق كموظفة محلية في معسكرهم الخرطومي لوضعها تحت مراقبتهم المباشرة التي أفادتهم بأنها تبادلني الإعجاب من جانبها، لتلقي السلطات العسكرية الإسلامية السودانية القبض على أبيها في الأيام التالية بتهمة التجسس وتقرر خلال أربع وعشرين ساعة ترحيله مع عائلته إلى مصر، ويرفض الجانبان المصري والسوداني معاً الإجراء الذي عرضتُه عليهما آنذاك كمخرج من محنة الترحيل الإجباري للرجل وأسرته، باعتبار أن عرضي كان إجراء زواجي من الفتاة حتى أمنحها حصانة دبلوماسية تحميها هي وأسرتها من محنتهم التي كان قد تم تدبيرها بين الجانبين أصلاً للحيلولة دون ذلك الإجراء، وسرعان ما عادت الأسرة إلى القاهرة حيث تم تعويض الأب الستيني بمنحه وظيفة استشارية مرموقة بعيدة تماماً عن مجال تخصصه وشقة تمليك مؤثثة مجاورة لمحل عمله الجديد مع زوجة شابة جديدة، في حين عادت الزوجة القديمة إلى منزل الأسرة القاهري القديم بصفة مؤقتة حتى قبول ابنها الوحيد كطالب مقيم في الكلية الحربية، ثم ظهور طبيب شاب كعريس وافق على التقدم للزواج من ابنتها التي هي بالنسبة له فتاة لا يعرفها مقابل حصوله على فرصة عمل نادرة في أحد مستشفيات أبو ظبي، وهكذا تمت السيطرة الكاملة على مسرح العمليات قبيل عودتي إلى القاهرة في إجازتي التالية حيث اعتذر لي الأب وهو يبلغني أن كل شيء قسمة ونصيب، بالأمس جاءني صوتها عبر الهاتف فقلتُ لها لعلك لا تعلمين ما حدث قبل ثلاثة عقود والذي لم أعلم تفاصيله من جانبي سوى قبل عقد واحد فقط، فقالت لي قد علمتُ مؤخراً مختلف التفاصيل فحصلتُ على الطلاق من زوجي وتركتُهم جميعاً تاركة لهم كافة أشيائي وهاجرتُ وحدي إلى كندا بعيداً عن كل ذلك العفن، بكت السيدة قليلاً قبل إغلاقها للهاتف فأبكتني كثيراً بعد إغلاقها للهاتف!!.
طارق المهدوي



#طارق_المهدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- براغيت وسط البلد
- العائلة المصرية السعيدة
- علم اللوع أضخم كتاب في الأرض
- ألاعيب رؤساء
- بديهيات جدلية تاريخية
- محاولة لتمييز الحابل عن النابل
- انتبهوا يا مكافحي الاستبداد
- من يزحزح معنا ألغام العلمين؟
- من قتل فؤاد مرسي؟
- طبيب العيون الروسي فيودورف خائن خانه شركاؤه
- مع سبق الإصرار والترصد
- إنما الأعمال بخواتيمها
- الجدع جدع والجبان جبان...في المصريين أو الأمريكان
- السلوك الاجتماعي للنبات
- حفاضات كبار المسؤولين
- هل أصبح سارق مال الحكومة بطلاً شعبياً في مصر
- ألعاب استخباراتية تحت أثواب إلكترونية
- سلوكيات إنسانية غامضة
- (5) رسالة لم أكن أنوي إرسالها عن واقعة لم أكن أنوي كشفها
- الإعلام الداخلي المصري بناء بلا دور


المزيد.....




- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - طارق المهدوي - الحب في زمن العسكر