سلام قاسم
كاتب وإعلامي
(Salam Kasem)
الحوار المتمدن-العدد: 5942 - 2018 / 7 / 23 - 18:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قبل أن تتمرد على السيد الرئيس
السيد الرئيس رواية كتبها ميغل استورياس الحاصل على جائزة نوبل في الأدب، وهي رواية مهمة منعت في اغلب البلدان العربية، في منتصف التسعينيات اشتريت هذه الرواية من شارع المتنبي وكانت منزوعة الجلاد، في احد صفحات الرواية، يسرد الكاتب، ويقول عندما يصبح السيد الرئيس غير قادر على ارضاء جميع افراد الشعب، أختار نخبة منهم مطيعة له سماهم اصدقاء السيد الرئيس، وهؤلاء أغدق عليهم بالعطايا والمكافئات والرواتب المجزية، ليكونوا عونا وسندا له ضد غالبية ابناء الشعب.
وهذا ما فعله صدام حسين عندما قلد نخبة من المقربين منه والمدافعين عنه لقب اصدقاء الرئيس، وهؤلاء كان ولائهم المطلق لصدام، وشديدين جدا مع خصومه.
بعد سقوط نظام صدام، حاول الساسة الجدد، تقليد صدام حسين، عن طريق توزيع المنح والمكافئات ولأراضي والوظائف، لمجموعة صغيرة من المجتمع، تحت شعار سجناء سياسيين او مجاهدي رفحة او انصار الحزب أو بيشمركة وغيرهم، لأن النظام الجديد بسبب فساده وسرقاته وعمالته وخيانته، لم يستطيع ارضاء جميع أبناء المجتمع، لذلك اختار هذه النخبة القليلة من المجتمع لتكون عونا وسندا لهم بوجه ابناء الشعب، لكن المفارقة أن هؤلاء المستفيدين من النظام الجديد، راحوا يتظاهرون ضد النظام الذي اغدق عليهم العطايا بعد أن تأكدوا أن هذا النظام ذاهب الى الزوال.
المتظاهر الحق هو المواطن البسيط المحروم من الخدمات والمتحمل لحر الصيف وانعدام الكهرباء والمتحصر على شربة ماء نظيفة ووظيفة توفر له قوت العيش، أما المتظاهر المستفيد فعليه أن يعتذر أولا عن استلام العطايا أخص بالذكر الذين في الخارج ومن ثم عليه أن ينتقد النظام معنا ، أما أن تأخذ وتنتقد فهذه قمة الأزدواجية، ربما يزعل مني البعض لكن ضروف البلد لم تعد تحتمل السكوت أو المجاملة، لذا لا تكونوا أبطال وشجعان وأنتم لا تختلفون عن السلطة التي سرقة منا أحلامنا وطموحاتنا وأملنا في حياة حرة كريمة.
#سلام_قاسم (هاشتاغ)
Salam_Kasem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟