شعوب محمود علي
الحوار المتمدن-العدد: 5941 - 2018 / 7 / 22 - 09:43
المحور:
الادب والفن
1
تنبت مثل العشب على جلد الصحراء
كلماتي الحمر فيا خنساء
لا سحب ولا واحات
نغمي يستمطر الحاني
ويصب الجمر بوجداني
يا وطني العاشق
مثل الطير تدور وفوق جناحك تسكب الواني
مذ كنت تطارحني الأشواق وتحسو الخمر بحاني
مذ درت تفتّح ورد حدائق بغداديّة
وسياج حديقتنا من طيف حروفي العربيّة
2
أكره ان احرق اوراقي
على صخور وحدتي وفيض اشواقي
احبّ ان احرق كلّ عمري الباقي
في ظلّ اشفاق
كلّ دروبي أغلقت
والباب يا سجّان
اطل منه ساعة العالم يستغرق في النوم وفي الاحلام
شبّاكه خلف تخوم الأرض خلف جبل الآلام
امد للريح يدي
لموج بحر العرب الزاخر بالحيتان
اقرأ ما في الغيب
في صحف الانسان
ومعجم البلدان
اصيح بالربّان
خني الى الجزائر القصيّة
لأنّني قرأت
ما هالني في الصحف السرّيّة
كيف يباع الوطن المحجور في صندوق
وخلفه الأطفال
كلّ المريدين له
ماتوا ولم تختتم الآجال
لو نسأل الفوّال
في أيّ ارض نحن
والصندوق
في كلّ صبح يملأ الآذان صوت البوق
كأنّنا أشجار
دارت على التراب
من دونما عروق
ونخلنا يدور في عافية من دون ما عذوق
يا ايّها الفوّال
نحن هنا
في داخل الصندوق
ليس لنا مروق
نودّ ان نرى
ضوء شروق الشمس
وضوء بدر الليل
هل نحن فوق الأرض
ام نحن في دوامة المحيط
في الشرق ام في الغرب
في السلم ام في حرب
ان جدت يا قبطان
نادي على الفوّال
وافتح لنا خرائط العالم يا قبطان
وقل لنا نحن على سواحل العالم ام في حالة العروج
ام نحن في خانق يأجوج ومأجوج بلا فروج
فمنّنا ساحل بحر العرب
ام في الرجاء الصالح المغترب
يا ايّها الربّان
مات بنا الانسان
منذ قرون واحتفى القرصان
وحلقت كخيمة سوداء
من فوقنا الغربان
طوراً نموت رغم انف الدهر في بغدان
وتارة نموت في السلمان..
3
بكيت اعواماً على قارعة الطريق
شربت من دناني الخمر ولن افيق
من يطفئا لحريق
فيّ وفي اوراقي الحمراء
ما زال فيها العطر
وعبق الدماء
اصيح في الأسواق
من يكسر الاطواق
عن وطني المحجور في دهليز
ينبت فيه سنبل العزيز
وسارق والرغيف
يمنع من يمشي على الرصيف
في ساحة التحرير اوفي مدخل السراي
هتفت من بعيد
وقلت هذا كان من قريب
من زمن الطغيان
لزمن الخرفان
#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟