أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - خواطر وملاحظات حول واقعنا الثقافي














المزيد.....

خواطر وملاحظات حول واقعنا الثقافي


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 5940 - 2018 / 7 / 21 - 22:02
المحور: الادب والفن
    


المشهد الادبي الذي نحياه منذ بضع سنوات على الاقل يعاني من ضمور بمستوى الابداع. كثرة ما ينشر لا يرتقي لمستوى ابداعي مقبول. حسب تشخيصات يجمع عليها عدد من الزملاء ، الذين يعيشون ويعانون من "شلل الاطفال" الذي حل بثقافتنا ، نحن اصبحنا مجتمعاً عاجزاً عن الاستهلاك الثقافي الروحي ، وابرز ما في " ثقافتنا " اذا صح مجازاً استعمال هذا التعبير (ثقافة) هو اسماء ادبية تريد ان تواصل العيش على حساب زمن ادبي تلاشى ، وعلى حساب تاريخ حزب ، صنع نهضة ثقافية ، واعطانا اسماء ادبية احيانا بلا ابداع يستحق صفة الادب … ثم تهاوى بنيانه الثقافي والسياسي، لأسباب لا اريد الخوض فيها الان، واثر هذا سلبياً على واقعنا الثقافي والسياسي، لان الثقافة الحقيقة لا تقع خارج حدود الزمان والمكان ولا خارج حدود المجتمع ، او فوق السياسة ، انما هي فعل سياسي اجتماعي تاريخي مندمج في الزمان والمكان. وما عدا ذلك غيبيات لغوية وهرطقات نصية وصياغات عقلية مراهقة، وكتابة استنمائية، وبأحسن الاحوال كتابة على هامش الادب مما يجعل المشهد الادبي مشهداً بائساً – يفتقد للانسجام ويذهب الصالح والمبشر بالأمل ضحية الطالح والفارغ.
المثقف-الاديب الحقيقي لا يستطيع ان يكون خارج احداث عصره، وخارج الفعل السياسي والاجتماعي لشعبه، ومن يتوهم غير ذلك لديه مشكلة حقيقية، لأنه اساساً لا يشكل اية أضافة ثقافية مهما أنتج وروج لنفسه.
هذا الواقع في ثقافتنا المحلية يترجم نفسه في الانقطاع شبه الكامل بين المبدع والقارئ، والاخطر هو الانقطاع الكامل تقريباً بين الادباء أنفسهم، تقريبا لا أديب يقرأ لأديب أخر خاصة من الجيل الجديد الذي همه الأول والأخير ان يرى اسمه على صفحات الجرائد وفي مطبوعات تفتقد معظمها لمستوى ثقافي اولي، رغم ان نقدنا يجعل منها ورودا ثقافية عطرة، وهو ما لا يخدم الا العلاقات الشخصية بين الناقد والأديب، إذا صحت تسمية ادب لنصوص تفتقد للكثير حتى تستقيم ادبيا. من هنا ازمة ثقافتنا ليست أزمة الكتاب المحلي فقط، أو أزمة تسويق…أنما أزمة ابداع بجوهرها.
ان انتاج ونشر عمل ادبي جديد لاحد الادباء المحلين يمر دون ان يثير انتباه أحد، وحتى الخبر الثقافي الذي تنشره الملاحق الادبية لا يتعدى مساحة اعلانات النعي.
نشر قصة جميلة او قصيدة جميلة يمر دون اشارة او انتباه، عدا القول ان اكثرية ما ينشر لا يستحق النشر وللأسف لا نجد الغيورين على ادبنا لقول كلمة حق وصدق. حتى صار الابداع يماثل لغواً لا إطار له ولا معنى له، ولا يثير أدني رغبة في قراءة ما بعد السطرين الاوليين.
ربما يجب ان اقول اننا مجتمع لا ثقافي، واعرف ان هذه التهمة بالغة الخطورة، ويبدو ان الشق الثاني لهذه التهمة هو اننا نتحول الى مجتمع بلا مثقفين قادرين على صنع حياة ثقافية، بلا مثقفين قادرين على احداث نهضة ثقافية، لدينا اسماء ادبية بالمئات والآلاف … من يشعر بأصحابها وادبهم؟ من يعرف انتاجهم ومشاكلهم؟ من يقرأ كتبهم؟ من يسمع عن نشاطهم ومواقفهم من القضايا المختلفة، الثقافية او الاجتماعية او السياسية؟
الثقافة تعني مجمل اشكال النشاط الابداعي للإنسان والمجتمع وانتاج هذا النشاط فاين هي ثقافتنا؟!
واين هم مثقفونا؟!
لا يمكن ابداع ادبي في ظل غياب حركة ثقافية، وإذا وجد مثل هذا الابداع يبقى هامشيا في المشهد الثقافي المتهاوي، وهذا واقع لا يقل مأساوية عن التراجيديات الاغريقية.
الابداع الثقافي ليس نصوصاً ادبية، انما نشاط اجتماعي وفكري، كتابه وحوار وندوات ومواقف وتشكيل قوة ضغط ثقافية، تعتمد على حركة ثقافية، وجمهور المثقفين، وتفرض نفسها ورؤيتها الحضارية على المؤسسات الاجتماعية والسياسية والتربوية.
للأسف ما يجري في ثقافتنا هو النقيض الكامل لما ذكرت ،ما نشهده هو احتلال البعض لدور "الفقهاء الادبيين " متوهمين وموهمين بعض التافهين والهامشين انهم يمثلون خلاصة ثقافتنا ، وباتوا في المشهد الثقافي الحالي يمثلون اهانة للعقل وتسخيفا للثقافة وتصحيرا للحياة والنشاط الثقافي ، وباطلا اجتماعيا متحجرا ، لا يختلفون عن فكر الاصولية الدينية في الفعل والنتائج ،وكل ما يقدموه لثقافتنا يمكن حصره تحت عنوان اساسي " فهلوية ثقافية" وادعاء " الزعامة الادبية " … ومنصات التهريج متوفرة لمن يريد ابقاء الحال على هذا المنوال ، واقول بوضوح ان أولئك " المهرجين" عدا انهم اهانة للعقل الثقافي الواعي ، ولمسيرتنا الثقافية ، المصابة بالإمساك حالياً فهم يشكلون بؤرة يجب اجتثاثها اذا اردنا لثقافتنا طريقا يعيد لها مجدها ويخلصنا من البلادة والفقهاء (الادبين) ، ربما ينجح أولئك في ان يقوموا ببعض الادوار البهلوانية في "سيرك" ثقافي ليس الا ، ولكن اطلاقا لا مكان لهم في مجتمع ينشد التطور والرقي واللحاق بركب الحضارة الانسانية ، عبر مواجهة ليست سهلة امام التحديات المختلفة.
ربما اكون حادا وعنيفاً فيما اقوله، ولكن ما يشفع لي ان السيل بلغ الزبى، والغرق أصبح احتمالاً رهيباً لمجتمعنا وثقافتنا فهل نجدد انطلاقتنا الثقافية التي انقطعت، بلا مقعدين واوصياء وفقهاء ادبيين؟



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل خسرت الناصرة 30 مليون شيكل لأن مصعب دخان لا يثق بعلي سلام ...
- جسر بيج فيشن لحل مشكلة المواصلات للناصرة ولكل البلدات في الم ...
- فلسفة مبسطة: الماركسية بين الجدلية والمركزية
- هل انهت جبهة الناصرة دورها التاريخي؟
- فلسفة مبسطة: من فلسفة كارل بوبر السياسية
- مرشح رئاسة
- انتصاركم بإسقاط ميزانية بلدية الناصرة هو شر من هزيمة!!
- يوميات نصراوي: الرقابة على الثقافة .. هي تدمير لكل القيم الأ ...
- اسقاط ميزانية بلدية الناصرة يسقط كل أوراق التين عن عورات الم ...
- دعوة لوجبة فاخرة
- يعدون ما في جيوبهم
- رؤساء أمريكيين في حضرة الخالق
- محامون
- مقابلة عمل
- هذا ما تبقى لكم...
- إطلاق صاروخ -استقالة-1- على بلدية قرطبة
- بانتظار إقرار مرشح الجبهة في الناصرة
- دور الصهيونيين الماركسيين في إقامة إسرائيل ونكبة الشعب الفلس ...
- أوهام انتخابية .. والزميل الضحية!!
- اهلا بالمنافسة .. كلنا أبناء الناصرة، كلنا من اجل تقدم الناص ...


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - خواطر وملاحظات حول واقعنا الثقافي