محمد سعيد الصگار
الحوار المتمدن-العدد: 1501 - 2006 / 3 / 26 - 09:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أهذا هو ثمن التضحيات واقتحام الموت والصبر النبيل على المكاره والأوجاع والثقة الثمينة التي? ?منحها الناس لمن أمّلوا منهم حمل الأمانة والتحدث بأسمائهم والتعبير عن أمانيهم وآمالهم،? ?وتوفير ما فقدوه من أوليات حقوقهم المهدورة في? ?الزمن الظالم المظلم ؟
أهذا هو الوفاء للعراقيين الشرفاء الذين لم? ?يبخلوا بأنفسهم وبأنفس ما? ?يملكون،? ?ليحملوا هؤلاء الذوات إلى مركز المسؤولية الكبرى في? ?إدارة الوطن الجريح،? ?والتصرف بأقدار الناس وحفظ حقوقهم،? ?والتخلص من الإحتلال وعواقبه،? ?وإعمار الخراب الذي? ?عمّ? ?الوطن بأجمعه؟
أما كان من حق العراقيين أن تُحترَم جراحهم وآمالهم وكرامتهم وشجاعتهم،? ?ويؤمّن مستقبلهم المهزوز والمتأرجح،? ?وتوفَّر لهم حياة بمستوى تضحياتهم العظيمة؟
أيصحّ? ?أن تكون المناصب والمكاسب أعلى وأغلى من حقوق العراقيين؟
ألا? ?يحرج هذا الوضع أولئك الذوات المنتخبين الذين نسوا حاجة الوطن وأبنائه،? ?وحفظوا جملاً? ?يرددونها أمام وسائل الإعلام باللغة نفسها والجمل نفسها،? ?عن الديمقراطية وحق الشعب في? ?حكومة وطنية،? ?وما إلى ذلك من كلام لا? ?يخرج عن حدود الكلام الذي? ?لا معنى له؟
أهذا كان ثمن الفداء والتضحية والإنتظار المرير لهذه الحكومة العتيدة،? ?وحل المشاكل التي? ?أصابت الناس بالذهول من هذه المماطلة الطويلة التي? ?لا? ?يٌعرَف مداها؟
هذا جرح? ?يثير سؤالاً? ?جارحاً?: ?
?»?إذا كانت هذه الحكومة القادمة? ?غارقة إلى الهامة بشؤون مناصبها ومراكز نفوذها دون اعتبار لقلق الناس ورعبهم وحاجاتهم،? ?فكيف سيكون مستقبلها وتعاملها مع مشاكل البلد«؟
ألا? ?يستحق فداء العراقيين فداءاً? ?مماثلاً? ?من ذوي? ?الشأن المتصارعين على الكراسي،? ?بالتنازل عن بعض الأحلام،? ?واليقظة إلى ما? ?يحيق بالوطن وأهله من مخاطر،? ?وتجاوز هذه المحاصصات التي? ?لا تليق بمن? ?يدّعي? ?الحرص على الوطن؟
أهذا إذن هو الوفاء؟
#محمد_سعيد_الصگار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟