سامي عبد العال
الحوار المتمدن-العدد: 5939 - 2018 / 7 / 20 - 18:17
المحور:
الادب والفن
رأسُ الأفعى
مرحى.. مرحى!!
هل للقهر غير النجوى؟
إنْ كان للقهر رأسٌ،
لكان رأسَ أفعى
يا هذا الزعفران في بلاد الموتى،
يا سر الأسرار،
يا بخور الآلهة،
أَعرفُ أنك بآلاف الرؤوس،
بملايين الوجوه
لم يكن لينقصك الوصفُ،
حتى تُعرف
ولا التَّغيب،
حتى تُنسى،
ولا التغير
حتى تَفنى......
...................
...................
كيف يَسلُّوك " الأخُ المُفدَّى" ؟
صرت فارقاً
ساطعاً
كشمس الضُحى
أمسيت لسدنة الغنائم تُرجى
غنائم الحقيقة
غنائم الله
غنائم الشيطان
غنائم الموت
غنائم الريح
غنائم الصولجان
..................
...................
في كل عصورنا الحمقاء،
كان الديكتاتور بلا معنى
ولدت الدولة كفتوى:
هل يجوز أنْ يكون هناك شعب؟
هل لأي فردٍ أنْ يعرف من هو؟
كيف نعرف رب الأفعى؟
هل هناك دستورٌ للنجوى؟
............................
...........................
فوق رأسه
كان الفرعون يحمل رأسَ أفعى
تزاوجت الرأس والرأس
وصارت الرأسان سطوةً
تداخلت العينان
تنفثان سماً وسلوُى
أيها الغوغاء اذهبوا،
أيها الشعب قف،
فلا مكان، أنت بلا مسمى
أن تتيه إلى أخر الزمان،
فالتيه في خرائط القهر ثروة
.........................
......................
في بلاد الفرعون،
في دول الهامان،
جميعُهم يتبادلون الجمجمة والثعبان،
القهر تجارة وسلعة
رأس مسمم
تلدغ.........
من يدنو ويتدلى
كأنَّه بلغ سدرة المنتهى
....................
....................
يا صاحب المعراج: ما القهر؟
قل لماذا تموت المدن كمداً؟
المجدُ لا تصنعه الأفاعي
ألاَ تخشى أن تلدغك،
أن تصبح كائنات مفترسة؟
فهي تنتظرك بالأعلى
هامتان من الخوف والمكر
معبئتان بفضلات الكلام
تدمنان موائد الفخر والفُجر
.......................
.......................
في بلادنا يموت السلطان،
... وتبقى الأفعى
سلطةً تسعى
تنتظر رأساً أخرى
تزحف وراء بقايا العمر
تسطو على الأشباه والصور
أصبحت عدوى كالجرب
كل من يتهرش يحملها
من يومه يأخذ مرتبة الثعبان
ثم ينمو ويتضخم كالأفعوان
له في كل حارة وتجارة ذيل
تكبر الرؤوس،
تتهدل الأذنان،
تسمع دبيب النمل،
تَبيْتُ مع القطعان،
بينما تُبيِّتَ لافتراس الحملان،
..........................
..........................
هكذا ذيل هو الراعي
ورأس هي الصولجان
مازالت للفرعون رأسان
حتى اختلط عليه الأمران
فاحتاج إلى نفسه ترجمان
ولو بات الفرعون هرماً
هيكلاً عظمياً
شبحاً
ظلاً
ذكرى
فلن يدمن غير الألعبان !!
#سامي_عبد_العال (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟