أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آراس بدر - خطاب الكراهية... ولم لا؟!














المزيد.....

خطاب الكراهية... ولم لا؟!


آراس بدر

الحوار المتمدن-العدد: 5939 - 2018 / 7 / 20 - 15:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بدعوة من رابطة الصحفيين السوريين اجتمعنا في برلين نهاية الاسبوع الماضي لمناقشة موضوع خطاب الكراهية وسبل مواجهة هذا الخطاب.
بطبيعة الحال لن نجد افضل من الحالة السورية لتشخيص خطاب الكراهية, هناك حيث خطاب الكراهية سقط على رؤوس الناس على شكل براميل متفجرة و قصف جوي واسلحة كيمياوية ومجازر طائفية, وهناك ايضا حيث خطاب الكراهية أكل الاكباد وقصف الاحياء السكنية وقطع مياه الشرب عن الناس واحتل مدن سورية بمساعدة جيش دولة اجنبية, وهناك حيث تمت الشماتة بقصف المدنيين الابرياء وتهجيرهم من مدنهم وبيوتهم, حقيقة لن نجد افضل من هكذا تجسيد لخطاب الكراهية على ارض الواقع!!
الحديث عن خطاب الكراهية او قبل ذلك عن الكراهية الموجودة بين مكونات الشعب السوري, على اساس انها ظاهرة حديثة برزت فقط مع اختراع وسائل التواصل الاجتماعي, كما تم تصوير الامر من قبل بعض المشاركين في الفعالية المذكورة, هو جهل بالحالة السورية اولا ومحاولة لتضليل الجهود الجادة لاحتواء هذا الخطاب ثانيا.
النظام السوري عمل على مدار عقود حكمه ومازال وبشكل ممنهج ومدروس, على تغذية الكراهية الموجودة بين المكونات السورية, سواءا كانت قومية او دينية او طائفية وذلك لإظهار نفسه كحكم فاصل وضامن لأمن ووجودية هذه المكونات كلها. طبعا النظام لم يخترع هذه الكراهية ولكنه ساهم في بلورتها على شكل "ثنائيات كراهية" في المناطق المختلفة. في الجزيرة مثلا كان التوجه الامني للنظام هو تمكين العرب على الكُرد " الخونة الانفصاليين غير الجديرين بالثقة", بالمقابل تم تخويف الكُرد من عرب المنطقة " الشوايا المتخلفين العشائريين" الذين لن يتوانوا عن قتل الكُرد وتهجيرهم اذا ما وصلوا للسلطة, في الجهة المقابلة عمل النظام على تخويف المسيحيين من الإثنين (الكُرد والعرب). في الجنوب السوري بلور النظام ثنائية الدروز والعرب البدو, وتم تخويف الاثنين من الاثنين, وفي ثنائية كراهية اخرى كان العلوي والسني على طرفيها وفي مناطق اخرى كان الحموي والحمصي والحلبي والادلبي وابناء الريف والمدينة و..و...و..
الكراهية الموجودة في سوريا لها جذورها التاريخية والاجتماعية مثلها مثل الكراهية الموجودة في اغلب دول المنطقة بين مكونات تلك الدول. خذ الحالة الكُردية مثلا في سوريا, فالكُرد لم ينضموا للدولة السورية على اساس دستورية و قانونية, فلم يأخذ احد رأي جدي فمإذا كان يرغب بالانضمام لهذه الدولة الحديثة وترك اعمامه واخواله هناك وراء الحدود المصطنعة في الجغرافية التي تدعى تركيا الان!! قس على ذلك بقية مكونات المنطقة, وهذا ولد شعورا بالمظلومية لدى مكونات معينة, وشعورا بالغلبة والانتصار عند مكونات اخرى وهذا كان الى جانب عوامل اخرى منطلق شعور الكراهية المتبادل.
عودة الى عنوان المقالة, أريد ان اقول انني لست من معجبي الكراهية وخطابها, ولكن هذه المشكلة لن تحل بمجرد عقد فعاليات على مستويات "نخبوية", هنا لا أقلل من قدر المبادرة التي اطلقتها رابطة الصحفيين السوريين ولا بالإجراءات التي اتفق عليها المشاركون في نهاية الفعالية, وكنت احد المصوتين عليها, حقيقة هذا اقصى مايمكن ان يخرج من هكذا نشاطات, على الاقل بادرت الرابطة وتجرأت على فتح الموضوع وهذه نقطة تحسب لها وليس عليها, ولكن الحل المستدام برأي يحتاج الى حلول سياسية جوهرية, بقوانين ناظمة ودساتير تحفظ الحقوق والكرامة, غير ذلك لايوجد اي مبرر لعدم استمرار خطاب الكراهية وتضخمه.



#آراس_بدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يصبح الكُرد السوريين كولومبيو فنزويلا؟!
- اتفاق أربيل- بغداد وفرضيات الإستمرار


المزيد.....




- رصد طائرات مسيرة مجهولة تحلق فوق 3 قواعد جوية أمريكية في بري ...
- جوزيب بوريل يحذر بأن لبنان -بات على شفير الانهيار-
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- لحظة هروب الجنود والمسافرين من محطة قطارات في تل أبيب إثر هج ...
- لحظة إصابة مبنى في بيتاح تكفا شرق تل أبيب بصاروخ قادم من لبن ...
- قلق غربي بعد قرار إيران تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة
- كيف تؤثر القهوة على أمعائك؟
- أحلام الطفل عزام.. عندما تسرق الحرب الطفولة بين صواريخ اليمن ...
- شاهد.. أطول وأقصر امرأتين في العالم تجتمعان في لندن بضيافة - ...
- -عملية شنيعة-.. نتانياهو يعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي في ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آراس بدر - خطاب الكراهية... ولم لا؟!