عَلَى أَعْتَابِ الْخَرِيْف

علم الدين بدرية

الحوار المتمدن-العدد: 5939 - 2018 / 7 / 20 - 02:32
المحور: الادب والفن
    

عَلَى أَعْتَابِ الْخَرِيْف

علم الدين بدرية

عَلَى مَشَارِفِ الْعَقْدِ السَّادِسِ
يَنْبَسِطُ الْعُمْرُ ...
أَلْتَفِتُ خَلْفِيَ ، لِحَيَاةٍ مَضَتْ
فَوْقَ سِكَّةِ قِطَارٍ هَارِبٍ
يَحْمِلُ ذَاكِرَةً مُتْعَبَةً وَظِلاً أَعْتَنَقَ الأَرْضَ
فِي رِحْلَةِ الْمَجْهُولْ ...
يَقُوُلُ ذَلِكَ الصَّامِتُ فِي الأَعْمَاقِ :
لَمْ يَبْقَ لِلْمُحَطَّةِ الأَخِيْرَةِ سِوَى بِضْعُ سَاعَاتٍ
وَعِنْدُهَا سَيَتْرُكُنِي أَنَايَ وَيَتَحَرَّر
مِنْ شَرْنَقَةِ الْجَسَدِ الذَّاوِي
كَسُعَافِ النَّخِيْلِ الْيَابِسَةِ
الْعَائِدَةِ إِلى مَهْدِ الأَرضْ!!
*****
مِنْ زَمْهَرِيْرِ اِلانْتِظَارِ الرَّهِيْبِ عَلَى أَغْصَانِ النِّسْيَانِ
تَتَبَلْوَرُ جُزيْئَاتِي الذَّريَّة مِنْ جَدِيْد
الْحُرُوفُ تَلاشَتْ
الْلُّغَةُ تَبَخَّرَتْ فِي سَرَابِ الْكَلِمَاتْ
أَصْبَحَ الصَّمْتُ مُتَدَاوَلاً
عَلَى كُلِّ الْجَبَهَاتْ
لاَ نَوَافِذَ لِلْاِنْعِتَاقِ وَلاَ أَبْوَابْ
عَلَى عَتَبَةِ الأَزَليّ ، تُنْفَىَ الثَّوَانِيَ وَالسَّاعَاتْ
يَبْقَى الْوَقْتُ يَتِيْمًا فَي وَهْمِ الذِّكْرَيَاتْ
أَنْ تَعِيْشَ بَيْنَ الْمَوْتِ وَالْلَّامَوْت
تِلْكَ حَالَةُ اِسْتِحَالَةٍ فِي نَامُوسِ الْخَلِيْقَةِ
وَطَنِي غُرْبَتِي وَجَسَدِي مَنْفَايَ
فَكَيْفَ لأَثِيْرِ رُوحِيَ
أَنْ يَتَمَاهَى مَعْ وَهْمِ الْخُلُودْ ؟!
نَحْوَ قَارِعَةِ الْفَنَاءِ تَسِيْرُ قَدَمَايَ
كَنَخِيْلِ الصَّحْرَاءِ عَلَى شَاطِئِ نَفْسِيَ الْخَاوِيَةِ
تَتَبَعْثَرُ ، تَتَنَاثَرُ التَّسَاؤلاتُ
هَلْ هُنَا تَتَوَقَّفُ الأَحْلاَمُ ؟!
هَلْ رِحْلَةُ النَّوَارِس تَنْتَهِي فِي مَوَانِئِ الاغْتَرَابْ ؟!
تَمْضِي بِنَا الأَيَّامُ
وَيَبْقَىَ السُّؤَالُ يُعَانِقُ السُّؤَالْ !!
وَأَبْقَىَ أَنَا مَعْ أَنَا
وَصَدِيْقِي الْمَوْت يَنْتَظِرُنِي خَلْفَ الضَّبَابْ
سَيُرَافِقُنِي يَوْمًا فِي رِحْلَةِ الْعَوْدَةِ
مِنْ الْمَنْفَىَ السَّحِيْقِ لِوَطَنِي السَّعِيْدِ
إِلَى الأَعْمَاقْ
هُوَ
يَأْتِي كُلّ مَرَّةٍ
يَطْرُقُ الْبَابَ يَدْعُونِي ...
أُرَافِقُهُ مِنْ جَديدْ
عَقَارِبُ الْقَدَرِ تُشِيْرُ لِلْخَرِيْفِ ، مِعْطَفِي الشَّتَويّ
تَرَكْتُهُ مُعَلَّقًا عَلَى أَعْمِدَةِ الْفُرَاقْ
طَوَاحِيْنُ الْهَوَاءِ تَدُورُ وَحَجَرُ الرُّحَىَ يَطْحَنُ أَشْلاَئِي
ذَرَّاتَ رَمَادٍ عَلَى أَشْرِعَة الْغِيَابْ.

#علم_الدين_بدرية (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات