أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - البساطة في مجموعة -ينزع المسامير ويترجل ضاحكا- رسمي أبو علي














المزيد.....


البساطة في مجموعة -ينزع المسامير ويترجل ضاحكا- رسمي أبو علي


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5937 - 2018 / 7 / 18 - 17:13
المحور: الادب والفن
    


البساطة في مجموعة
"ينزع المسامير ويترجل ضاحكا"
رسمي أبو علي
دائما التواصل بين الكتاب يكون مثمرا، قبل أيام كتب الروائي "محمد جميعان" خبر "اجراء عملية قلب ل"رسمي أبو علي"، وتحدث عن أيضا "وفاة ابنته "أوميدا"، بالتأكيد مثل هذه الأحداث ترهق الإنسان وتتعبه، فما بالنا إن حدثت لكاتب/أديب يحمل مشاعر مرهف، يمكن لأي شيء أن يؤثر فيها ويجرحها، إضافة إلى أنه في العقد السابع من العمر؟، كما أن "محمد جميعان" وضع أول صفحة من القصة "حكاية طويلة جدا اسمها أوميدا" التي يتحدث فيها القاص عن الدوافع وراء اختيار هذا الاسم لابنته، كل هذا جعلني اهتم بالقصة أولا ثم بالمجموعة القصصية ثانيا، وأردت بذلك أن أخفف شيء من الألم الذي أصاب القاص، من خلال الكتابة عن مجموعته القصصية، فالفضل في هذه الكتابة يعود أولا وأخيرا ل"محمد جميعان" الذي بخبره حفزني على القراءة والكتابة.
المجموعة تنقسم إلى ثلاثة اجزاء، مرحلة بيروت 1977 -1982، الجزء الثاني: مرحلة ما بعد بيروت 1983 -1987، الجزء الثالث العودة إلى عمان 1987 – 1993، في هذا المجموعة نجد العديد من المحطات التي مر بها "رسمي أبو علي"، واعتقد بأنها في غالبيتها أحداث واقعية، لكن تم صياغتها بشكل أدبي، قصصي، من هنا سنجد القاص يكتب ببساطة، لكنها بساطة ممتعة وشيقة، ويمكن لأي قارئ أن يتناول المجموعة في وجبة واحدة، وإذا ما أضفنا إلى ذلك بعض القصص جاءت بأسلوب ساخر خاصة تلك التي تناولت شخصية الكردي العراقي "أبو روزا" يمكننا القول بأننا امام مجموعة قصصية ذات طابع خاص، بحيث تتميز بطريقة تقديمها بتنوع أسلوبها.
"أبو روزا"
يتناول القاص هذه الشخصية في أكثر من قصة وهي "الأحلام السكايلابية السعيدة، النهاية المحتملة لدون دوان آخر، أبو روزا معتقلا، شيء من الملح، أبو روزا بوذيا، وكلها جاءت بشكل ساخر ممتع، ففي قصة "أحلام السكايلابية" نجد القاص يبدأ في رفع أحلام (اليقظة) عند "أبو روزا" من خلال قوله: "إذا أكلامك الله سبحانه وتعالى بكيلو غرام من "سكايلاب" يسقط على نافوخك فستظل غنيا إلى ولد الولد" ص65، يأخذ صاحبنا "أبو روزا" بطرح الأسئلة حول طبيعة المبلغ، "وهل سيكون شيكا أم نقدا" ص66، واثناء الحوار نجد بساطة القاص من خلال تناول لأفعال "أبو روزا": " "لطش" واحدة أخرى من سجائري" ص65، وهذا ما يجعل القصة قريبة جدا من القارئ، وتبدو لنا وكأنها تروى من قبل صديق مقرب لنا، وإلا ما كان استخدم الفاظ محكي" لطش" لكن أحلام "أبو رزا" لم تتوقف عند المال، بل تناولت الخلاص من حالة التشرد، من خلال حصوله على جواز سفر امريكي: "
ـ جواز سفر؟
ـ أي، جواز سفر أميركي، شو رأيك؟ بعد أن يأخذ القاص من "أبو روزا" إلى الجنة يعيده إلى واقعه من خلال: "سيمر وقت طويل ولن يسقط شيء على رأس صديقي" ص68، الجميل في مثل هذه القصص أنها تحكي عن شخص عادي، يحلم بالخلاص من واقعه البائس، لكن الطريقة التي قُدمت فيها كانت ساخرة، وتعبر عن حجم الأمل عند المواطن العربي، فالقصة تقدم واقعنا البائس ـ بطريقة ساخرة ـ وتجعلنا نحلم، حتى لو بدى الحلم غير منطقي أو واقعي، فيكفينا أن نحلم لنتغلب على بؤسنا ومأساتنا.
في قصة "النهاية المحتملة لدون جوان آخر" يجعل القاص "أبو روزا" الرجل شرقي الفقير يحلم أحلام العاشق، فيبدأ القاص يحدثه عن الفتاة الشقراء الغنية التي تستهويه: "قلت له: تجلس بنوع من التثاقل ودون أن تنظر إليها تتناول علبة سجائرك وتشعل سيجارة دون أن تحاول أن تقدم لها واحدة" ص82، وهنا يبدي "أبو روزا" محتجا، ردة فعل طبيعية: "ليش؟ لماذا لا أعزم عليها بسيجارة؟" ص82، فتكون الاجابة:
" ..حتى تفهم أنك لست من ذلك النوع السخيف من الرجال الذين لا يكفون عن عرض خدماتهم" ص82، ثم يقدمه إلى مرحلة جديدة بحيث يجلس معها على مائدة ملوكية فيها ما لذ وطاب: " الوسكي بالثلج هو المشروب المفضل في هذه الحالة ولا تنسى المكسرات وأطباق اللوز والفستق التي خرجت لتوها من المحمص" ص84، وهنا يبدي صاحبنا ردة فعل: "هنا أمسك صديقي بمعدته وتوسل إلي أن أكف" ص84، لكنه يصر على امتاعنا بالحديث عن "أبو روزا" الذي يفترض أن يدخل بيتها وتكون أمامه مائدة "بضع دجاجات محمرة، ... قطعة خاروف محمرة بالفرن على الطريقة الإيطالية، ولا تنسى السلطات العربي" ص85، هذا البائس أمام هذا الحديث نجده: "وصل صديقي إلى حالة البكاء الفعلي وهو يشد على معدته بشدة متوسلا إلي أن أرحمه قليلا" ص85، لكن المفاجأة كانت بنهاية هذا الجلسة مع العشيقة: "... يفاجئك زوجها والمسدس في يده، فيطلق عليك عددا من الرصاص ترديك قتيلا.
ـ ها تريد أن تقتلني إذن؟ صرخ أبو روزا باستنكار.
ـ طبعا وهل تعتقد أنني أرسلك في هذه الرحلة الأسطورية بلا مقابل" ص85، من هنا نقول نحن أمام قصص استثنائية، مميزة، القاص يضع لنفسه أسلوب خاص به، بعيدا عن أي تقليد.
المدينة
في هذه المجموعة نجد حضور المدينة "بيروت، دمشق، عمان" بشكل طاغي، بحيث يغيب الريف تماما إذا ما استثنينا قصة "لو كان إبراهيم هناك" فكافة الأحداث تجري في المدن، وهذا ما نجده غالبة القصص التي تتحدث عن الحياة في المدينة، ولهذا نجد تعلق القاص بحياة الريف من خلال قصة "الشجرة" التي بسببها يفضل أن يستأجر بيت أقل امتيازات من البيت الثاني: "أما هذه الشجرة، بيضة القبان التي رجحت الكفة فكانت في الواقع شجرة لوز" ص131، من هنا نقول أن القاص استكفى من حياة المدن، ويحن إلى جذوره، إلى قرية المالحة التي تركها مجبرا في عام 1948.
المجموعة ضمن كتاب "رسمي أبو علي، الأعمال الأدبية، دار مجدلاوي للنشر والتوزيع، عمان الأردن، الطبعة الأولى 2008.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاتحاد والتجديد
- الخفة في قصيدة -بين الفاء وبين النون- مازن دويكات
- الصور في قصيدة -وفرحت- سليمان أحمد العوجي
- المرأة في كتاب -هكذا قتلتُ شهرزاد- جمانة حداد
- الحياة في مجموعة -صحو- أميمة الناصر
- الطفل والحرب في رواية -الكوربه- صافي صافي
- مناقشة ديوان -جبل الريحان- في دار الفاروق
- الاتحاد والأمانة
- -الملقب مطيع وولده ازدادا قناعة- إبراهيم مالك
- تواضع المعلومات في كتاب -الأساطير والخرافات عند لعرب- محمد ع ...
- حقيقتنا في كتاب -تاريخ الإلحاد في الإسلام- عبد الرحمن بدوي
- المتعة في ديوان -جبل الريحان- عبد الله صالح
- أثر الكتابة في قصيدة -قلم يَكْتُبك- -كمال أبو حنيش
- سلاسة السرد في رواية -على الجانب الآخر من النهر- مفيد نحلة
- مسرحية -لماذا رفض سرحان سرحان ما قله الزعيم عن فرج الله الحل ...
- التكثيف عند -عبود الجابري-
- مناقشة رواية -سكوربيو- في دار الفاروق
- الفانتازيا في قصة -اسئلة صامتة- سرحان الركابي
- فراس
- المرأة في قصيدة -ما دام لي- موسى أبو غليون


المزيد.....




- وصف مصر: كنز نابليون العلمي الذي كشف أسرار الفراعنة
- سوريا.. انتفاضة طلابية و-جلسة سرية- في المعهد العالي للفنون ...
- العراق.. نقابة الفنانين تتخذ عدة إجراءات ضد فنانة شهيرة بينه ...
- إعلان القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية 2025 ...
- بينالي الفنون الإسلامية : مخطوطات نادرة في منتدى المدار
- ذكريات عمّان على الجدران.. أكثر من ألف -آرمة- تؤرخ نشأة مجتم ...
- سباق سيارات بين صخور العلا بالسعودية؟ فنانة تتخيل كيف سيبدو ...
- معرض 1-54 في مراكش: منصة عالمية للفنانين الأفارقة
- الكويتية نجمة إدريس تفوز بجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربي ...
- -نيويورك تايمز-: تغير موقف الولايات المتحدة تجاه أوروبا يشبه ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - البساطة في مجموعة -ينزع المسامير ويترجل ضاحكا- رسمي أبو علي